أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/النبي نوح عليه السلام/الإمام الصادق (عليه السلام)
الطالقاني، عن محمد بن هشام، عن أحمد
بن زياد الكوفي، عن الحسن بن محمد بن
سماعة، عن أحمد بن الحسن الميثمي عن عبد الله بن الفضل
الهاشمي قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام: لما أظهر الله تبارك وتعالى
نبوة نوح عليه السلام وأيقن الشيعة بالفرج اشتدت البلوى وعظمت الفرية إلى أن آل
الأمر إلى شدة شديدة نالت الشيعة، والوثوب إلى نوح بالضرب المبرح، حتى مكث عليه
السلام في بعض الأوقات مغشيا " عليه ثلاثة أيام يجري الدم من اذنه ثم أفاق وذلك
بعد سنة ثلاثمائة من مبعثه، وهو في خلال ذلك يدعوهم ليلا
" ونهارا " فيهربون ويدعوهم سرا " فلا يجيبون، ويدعوهم علانية
فيولون، فهم بعد ثلاث مائة سنه بالدعاء عليهم، وجلس بعد
صلاة الفجر للدعاء فهبط إليه وفد من السماء السابعة
وهو ثلاثة أملاك فسلموا عليه، ثم قالوا له: يا نبي الله لنا حاجة، قال: وماهي
؟ قالوا: تؤخر الدعاء على قومك فإنها أول سطوة لله عزوجل في الأرض، قال: قد أخرت
الدعاء عليهم ثلاث مائة سنة اخرى، وعاد إليهم فصنع ما كان يصنع ويفعلون ما كانوا
يفعلون حتى إذا انقضت ثلاث مائة سنة اخرى ويئس من إيمانهم جلس في وقت ضحى النهار
للدعاء فهبط عليه وقد من السماء السادسة فسلموا عليه فقالوا: خرجنا بكرة وجئناك
ضحوة، ثم سألوه مثل ما سأله وفد السماء السابعة فأجابهم إلى مثل ما أجاب
اولئك إليه، وعاد عليه السلام إلى قوم يدعوهم فلا يزيدهم دعاؤه إلا فرارا " حتى
انقضت ثلاثمائة سنة تتمة تسعمائة سنة فصارت إليه الشيعة وشكوا ما ينالهم من العامة
والطواغيت وسألوا الدعاء بالفرج، فأجابهم إلى ذلك وصلى ودعا، فهبط عليه جبرئيل
عليه السلام فقال له: إن الله تبارك وتعالى قد أجاب دعوتك فقل للشيعة: يأكلوا
التمر ويغرسوا النوى ويراعوه حتى يثمر، فإذا أثمر فرجت عنهم، فحمد الله وأثنى
عليه وعرفهم ذلك فاستبشروا فأخبرهم نوح بما أوحى الله تعالى إليه ففعلوا ذلك وراعوه
حتى أثمر، ثم صاروا بالثمر إلى نوح عليه السلام و سألوه أن ينجز لهم الوعد، فسأل
الله عزوجل عن ذلك فأوحى إليه: قل لهم: كلوا هذا التمر واغرسوا النوى فإذا أثمرت
فرجت عنكم، فلما ظنوا أن الخلف قد وقع عليهم ارتد منهم الثلث وثبت الثلثان فأكلوا
التمر وغرسوا النوى حتى إذا أثمر أتوا به نوحا عليه السلام فأخبروه وسألوه
أن ينجز لهم الوعد فسأل الله عزوجل عن ذلك فأوحى إليه: قل لهم: كلوا هذا التمر
واغرسوا النوى فارتد الثلث الآخر وبقي الثلث فأكلوا التمر وغرسوا
النوى، فلما أثمر أتوا به نوحا " عليه السلام ثم قالوا له: لم يبق منا إلا القليل
ونحن نتخوف على انفسنا بتأخر الفرج إن نهلك، فصلى نوح عليه السلام ثم قال: يا
رب لم يبق من أصحابي إلا هذه العصابة وإني أخاف عليهم الهلاك إن تؤخر الفرج عنهم،
فأوحى الله عزوجل إليه: قد أجبت دعوتك فاصنع الفلك، فكان بين إجابة الدعاء وبين
الطوفان خمسون سنة.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 11 / صفحة [326]
تاريخ النشر : 2024-07-24