أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/النبي سليمان عليه السلام/الإمام الصادق (عليه السلام)
الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن
علي بن محمد، عن بكر بن صالح، عن محمد بن سليمان،
عن عيثم بن أسلم، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الامامة
عهد من الله عزوجل معهود لرجال مسمين، ليس للإمام أن يزويها عن الذي يكون
من بعده، إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى داود عليه السلام: أن اتخذ وصيا من أهلك،
فإنه قد سبق في علمي أن لا أبعث نبيا إلا وله وصي من أهله، وكان لداود عليه السلام
أولاد عدة، وفيهم غلام كانت أمه عند داود عليه السلام، وكان لها محبا، فدخل داود
عليه السلام عليها حين أتاه الوحي، فقال لها: إن الله عزوجل أوحى إلي يأمرني أن أتخذ
وصيا من أهلي، فقالت له امرأته: فليكن ابني، قال: ذاك أريد، وكان السابق في علم
الله المحتوم عنده أنه سليمان، فأوحى الله تبارك وتعالى إلى داود أن لا تعجل دون
أن يأتيك أمري، فلم يلبث داود عليه السلام أن ورد عليه رجلان يختصمان في الغنم والكرم،
فأوحى الله عزوجل إلى داود عليه السلام: أن اجمع ولدك، فمن قضى بهذه القضية فأصاب
فهو وصيك من بعدك، فجمع داود عليه السلام ولده فلما أن اقتص الخصمان قال سليمان
عليه السلام: يا صاحب الكرم متى دخلت غنم هذا الرجل كرمك ؟ قال: دخلت ليلا قال:
قد قضيت عليك يا صاحب الغنم بأولاد غنمك وأصوافها في عامك هذا، ثم قال له داود عليه
السلام: فكيف لم تفض برقاب الغنم وقد قوم ذلك علماء بني إسرائيل فكان ثمن الكرم
قيمة الغنم ؟ فقال سليمان عليه السلام: إن الكرم لم يجتث من أصله، وإنما أكل
حمله وهو عائد في قابل، فأوحى الله عزوجل إلى داود عليه السلام أن القضاء في هذه
القضية ما قضى سليمان به، يا داود أردت أمرا وأردنا أمرا غيره، فدخل داود عليه السلام
على امرأته فقال: أردنا أمرا وأراد الله غيره، ولم يكن إلا ما أراد الله عزوجل
فقد رضينا بأمر الله عزوجل وسلمنا، وكذلك الاوصياء عليهم السلام ليس لهم أن يتعدوا
بهذا الامر فيجاوزون صاحبه إلى غيره.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 14 / صفحة [132]
تاريخ النشر : 2024-07-14