النبوة/النبي محمد صلى الله عليه واله/عقيدة النبوة الخاصة/نور الرسول وفضله وما اعطاه الله/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
جعفر بن محمد الاحمسي بإسناده عن أبي
ذر الغفاري، عن النبي صلى الله عليه وآله
في خبر طويل في وصف المعراج ساقه إلى أن قال: -
قلت: يا ملائكة ربي هل تعرفونا حق معرفتنا ؟ فقالوا: يا نبي الله وكيف لا نعرفكم وأنتم
أول ما خلق الله ؟ خلقكم أشباح نور من نوره في نور من سناء عزه، ومن سناء
ملكه، ومن نور وجهه الكريم، وجعل لكم مقاعد في ملكوت سلطانه، وعرشه على الماء قبل
أن تكون السماء مبنية، والارض مدحية، ثم خلق السماوات والارض في ستة أيام، ثم
رفع العرش إلى السماء السابعة فاستوى على عرشه وأنتم أمام عرشه تسبحون وتقدسون وتكبرون،
ثم خلق الملائكة من بدء ما أراد من أنوار شتى، وكنا نمر بكم وأنتم تسبحون وتحمدون
وتهللون وتكبرون وتمجدون وتقدسون، فنسبح ونقدس ونمجد ونكبر ونهلل بتسبيحكم وتحميدكم
وتهليلكم وتكبيركم وتقديسكم وتمجيدكم، فما انزل من الله فإليكم وما صعد
إلى الله فمن عندكم، فلم لا نعرفكم ؟ اقرأ عليا منا السلام - وساقه إلى أن قال -:
ثم عرج بي إلى السماء السابعة، فسمعت الملائكة يقولون
لما أن رأوني: الحمد لله الذي صدقنا وعده، ثم
تلقوني وسلموا علي، وقالوا لي مثل مقالة أصحابهم، فقلت: يا ملائكة ربي سمعتكم تقولون:
الحمد لله الذي صدقنا وعده، فما الذي صدقكم ؟ قالوا: يا نبي الله إن الله
تبارك وتعالى لما أن خلقكم أشباح نور من سناء نوره ومن سناء عزه، وجعل لكم مقاعد
في ملكوت سلطانه عرض ولايتكم علينا، ورسخت في قلوبنا، فشكونا محبتك إلى الله،
فوعد ربنا أن يريناك في السماء معنا، وقد صدقنا وعده. الخبر.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 15 / صفحة [8]
تاريخ النشر : 2024-06-20