التفسير بالمأثور/النبوة/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
علي بن عبد الله الاسواري، عن أحمد بن
محمد بن قيس الشجري عن عمرو بن حفص، عن عبد الله بن محمد بن أسد،
عن الحسين بن إبراهيم، عن يحيى بن سعيد البصري،
عن ابن جريح، عن عطا، عن عتبة بن عمير الليثي، عن أبي ذر رحمه الله عن النبي
صلى الله عليه واله قال: أنزل الله على إبراهيم عشرين صحيفة، قلت: يارسول الله
ما كانت صحف إبراهيم ؟ قال: كانت أمثالا كلها، وكان فيها: أيها الملك المبتلى المغرور
إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم،
فإني لا أردها وإن كانت من كافر، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا أن يكون له ثلاث
ساعات: ساعة يناجي فيها ربه عزوجل، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيما صنع
الله عزوجل إليه، وساعة يخلو فيها بحظ نفسه من الحلال، فإن هذه الساعة عون لتلك الساعات،
واستجمام للقلوب وتوزيع لها، وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلا على شأنه،
حافظا للسانه فإن من حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه، وعلى العاقل أن
يكون طالبا لثلاث: مرمة لمعاش، أو تزود لمعاد، أو تلذذ في غير محرم، قلت: يا رسول
الله فما كانت صحف موسى عليه السلام ؟ قال: كانت عبرا كلها، وفيها: عجب لمن أيقن
بالموت كيف يفرح ؟ ولمن أيقن بالنار لم يضحك ؟ ولمن يرى الدنيا وتقلبها
بأهلها لم يطمئن إليها ؟ ولمن يؤمن بالقدر كيف ينصب ؟ ولمن أيقن بالحساب لم لا
يعمل ؟ قلت: يا رسول الله هل في أيدينا مما أنزل الله عليك شئ مما كان في صحف إبراهيم
وموسى ؟ قال: يا أبا ذر اقرء " قد أفلح من تزكي * وذكر اسم ربه فصلى * بل تؤثرون
الحيوة الدنيا * والاخرة خير وأبقى * إن هذا لفي الصحف الاولى * صحف إبراهيم وموسى
".
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 12 / صفحة [71]
تاريخ النشر : 2024-05-23