التفسير بالمأثور/الموت والقبر والبرزخ/الإمام علي (عليه السلام)
في خبر الزنديق المدعي للتناقض في القرآن
قال أمير المؤمنين عليه السلام في قوله تعالى: " الله يتوفى الانفس حين موتها
" وقوله: " يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ، وتوفته رسلنا، تَتَوَفَّاهُمُ
الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ، والَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ
": فهو تبارك وتعالى أجل وأعظم من أن يتولى ذلك بنفسه، وفعل رسله وملائكته فعله،
لانهم بأمره يعملون، فاصطفى جل ذكره من الملائكة رسلا وسفرة بينه وبين خلقه وهم الذين
قال الله فيهم: " الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس " فمن كان من أهل
الطاعة تولت قبض روحه ملائكة الرحمة، ومن كان من أهل المعصية تولى قبض روحه ملائكة
النقمة، ولملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة يصدرون عن أمره، وفعلهم فعله،
وكل ما يأتونه منسوب إليه، وإذا كان فعلهم فعل ملك الموت، وفعل ملك الموت فعل الله
لأنه يتوفى الانفس على يد من يشاء، ويعطي ويمنع ويثيب ويعاقب على يد من يشاء، وإن فعل
امنائه فعله، كما قال: " وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ
".
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 6 / صفحة [ 140 ]
تاريخ النشر : 2024-05-14