مـفهـوم الاستثـمار Investment والعوامـل التـي تحكـم عمليـة الاستثمـار
المؤلف:
د. جيهان جمال
المصدر:
عالم البورصة (رؤية تحليلية تعليمية بسيطة)
الجزء والصفحة:
ص116 - 118
2025-12-11
38
الفصل التاسع الاستثمار والمضاربة
في عالم البورصة تواجهنا بعض المصطلحات الاقتصادية التي كثيراً ما نسمعها وأحياناً نرددها وأحياناً أخري نتجاهل الدخول في تفاصيلها لأننا نشعر أنها لا تعنينا في شيء خلال تواجدنا أمام شاشة التداول مثل الاستثمار أو المضاربة، ولكن هذا خطأ.. فينبغي علينا معرفة معناها لأنها سبيلنا إلى التواجد الصحيح في البورصة والوصول إلى هدفنا من هذا التواجد.
أولاً.. الاستثمار Investment
هو التخلي عن أموال يمتلكها الفرد في لحظة زمنية معينة ولفترة من الزمن لشراء أصول ذات قيمة تدعي "الأصول الرأسمالية" بقصد الحصول على تدفقات مالية مستقبلية تعوضه عن القيمة الحالية للأموال المستثمرة وكذلك عن النقص المتوقع في قيمتها الشرائية بفعل عامل التضخم، وذلك مع توفير عائد معقول مقابل تحمل عنصر المخاطرة المتمثل باحتمال عدم تحقيق هذه التدفقات، وتتفاوت أهداف الناس من استثمار أموالهم، فمنها مثلاً الرغبة في توفير دخل إضافي في المستقبل لتأمين الاحتياجات الضرورية التي قد لا يستطيع الأفراد توفيرها في حال عدم استثمارهم، وهناك آخرون يستثمرون أموالهم على أمل التعويض عن الآثار السيئة التي قد يخلفها التضخم على مدخراتهم بمرور الوقت، وهناك من يستثمر لمجرد إشباع متعة التحدي التي تصاحب اتخاذ القرارات الاستثمارية . ويوصف المستثمر بالمستثمر الناجح إذا استطاع تحقيق أرباحاً من بيعه لاستثماراته أو حقق دخلاً منها بشكل يساعد على تحقيقه لأهدافه المالية التي وضعها لنفسه، وأفضل وسيلة لنجاحه تكمن في زيادة الوعي بآليات الاستثمار وأوعيته المختلفة
كالأسهم وصناديق الاستثمار، واطلاعه على آلية عمل السوق المالية، ومعرفته بما تساهم به لوائح هيئة السوق المالية في حمايته ، کمستثمر وكلما زادت معرفته بهذه الآليات ارتفعت قدرته على اقتناص الفرص الاستثمارية، واستطاع تجنب مخاطر الاستثمار والمخاطرة عبارة عن حالة عدم التأكد المحيطة باحتمالات تحقق أو عدم تحقق العائد المتوقع في الاستثمار، وعندما نستثمر فإننا نشتري سهماً أو أكثر من أسهم شركة معينة (أو مجموعة من الشركات)، ويعتمد العائد الذي نجنيه من هذا الاستثمار على أداء الشركة أو الشركات التي نستثمر فيها، وعند تحقيق الشركات أرباحاً فهي تشرك المستثمر في عوائدها من خلال الأرباح التي توزعها، وقد يحقق المستثمر أرباحاً من بيعه لأسهم الشركة التي قد ترتفع أسعارها بسبب ارتفاع عوائدها ، أما إذا كان أداء الشركات سيئاً فإنها لن توزع أرباحاً، ومن المتوقع تبعاً لذلك أن تهبط أسعار أسهمها .
العوامل التي تحكم عملية الاستثمار
يهدف الاستثمار إلى الحفاظ على رأس المال والحصول على إيراد وزيادة قيمة رأس المال سواء كان هذا الاستثمار طويل الأجل Long Term Investment أي لمدة سنوات أو استثمار قصير الأجل Short Term Investment لمدد أقل من ذلك، والمستثمرين بصفة عامة ذوي سيولة عالية، وعادة يكونوا غير قادرين على مجاراة السوق والتذبذب الموجود فيها لعدم تفرغهم للتواجد بالسوق ومراقبتها بشكل يومي أو أسبوعي، ويعتبر الاستثمار في سوق الأوراق المالية من أهم المجالات الاستثمارية التي تستوجب وضع أسس علمية تضمن نجاح هذه العمليات الاستثمارية، وذلك وصولاً لتكوين محفظة استثمارية تضمن تحقيق مكاسب وتعوضنا عن العائد من الأوعية الاستثمارية الأخرى، ومن هذه العوامل:
العائد Return:
هو الفائدة أو ربح الأسهم الذي يُدفع لك عند استثمارك والذي غالباً ما يعبر عنه كنسبة مئوية من رؤوس الأموال المستثمرة، ويمكن أن يختلف في أهميته اعتماداً على احتياجاتك، فحسابات التوفير تميل إلى إعطاء عائد بنسبة مئوية قليلة، في حين أن السندات يمكن أن تعطي عائد بنسبة مئوية أعلى، وإذا كنت توفر للمستقبل البعيد (المدى الطويل) فإنك قد تبحث أيضاً عن استثمارات تنتج عائد مناسب لك عندما تتقاعد فعلاً، والبورصة تعطي عوائد تختلف باختلاف طريقة استثماراتك فيها والعائد من الأوعية الاستثمارية الأخرى (البنوك) يؤثر على الاستثمار في البورصة، فارتفاع العائد في هذه الأوعية يؤدي إلى انخفاض عمليات التعامل في البورصة لأنه سيوجه كثير من الأموال إلى البنوك للتمتع بهذا العائد الكبير الآمن، وبالعكس فإن انخفاض أسعار الفائدة يعمل على ترويج التعامل في الأسواق المالية.
المخاطرة Risk
تمثل احتمالات المخاطر المتوقعة أو ما يسمى بعنصر عدم التأكد Uncertainty في مجال تقييم المشروعات، وبالنسبة للمستثمر هو احتمال خسارة بعض أو كل استثماراته، إذ أن الأسهم التي تحمل عوائد أو مردودات مماثلة ليست بالضرورة تحمل نفس معدلات الخطورة، مما يدفع المستثمر إلى وضع تقييم للوصول إلى حالات من الموازنة بين معدلات الأرباح وما ينشأ عنها من مخاطر وبالشكل الذي يجعل قراره أقرب إلى الصواب فكل مستثمر لديه مستوى متفاوت من المخاطر، فالمستثمرون المحافظون يبحثون عن فرص تقدم لهم بعض الإجراءات للسيطرة على عوائدهم مثل سندات التوفير ذات العائد المضمون وقد يختارون أن يتركوا بعض الفرص ذات النمو العالي وذلك للمحافظة على نقودهم في استثمارات بمعدل عوائد مضمونة بدرجة أكبر، وكذلك فإن النقود المستثمرة في الأسهم سوف تتحمل بعض المخاطر، فمثلاً الاقتصاد الجيد أو الأرباح الجيدة لشركة ما تمتلك فيها أسهم قد يعني أن قيمة أسهمك ترتفع، أما إذا ضعف الاقتصاد أو تعرضت هذه الشركة لدعاية سلبية فإن سعر السهم قد ينخفض، وتحمل بعض المخاطر يعني خروجك سالماً من الانكماش على أساس أن السعر سيرتفع وأن قيمة أسهمك ستحتفظ بمعدل نمو عالي مع الوقت .
الوقت Time
إن عملية شراء الأوراق المالية محدودة بفترة زمنية، حيث يتحدد بموجبها الوقت الذي يحتفظ فيه المستثمر بالأسهم والسندات، ويرتبط عامل الزمن بنوع الشركة ونظرة المستثمر وتوقعاته بالنسبة لنمو الشركة وتطورها.
السيولة Liquidity:
هي الموجود النقدي المتوفر لدى المستثمر أو الشركة وبالشكل الذي يضمن سد الاحتياجات، بحيث لا يضطر لبيع الأوراق المالية والتي قد تسبب الخسارة أحياناً لحل مشكلة نقص السيولة.
الاكثر قراءة في السياسات و الاسواق المالية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة