1

وَهَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ مَنْ أَمَّرَ عَلَيْهَا لِسَانَهُ

في إحدى القرى الصغيرة، كان يعيش رجل يُدعى مالك. كان رجلاً فقيراً لكنه عُرف بين الناس بسرعة غضبه وحدّة لسانه. ما إن يغضب حتى يطلق العنان لكلماته، لا يراعي حرمة ولا يُبقي وداً. ولم يكن يفرق بين القريب والغريب، حتى بدأت الناس تتجنب مخالطته خوفاً من أذاه.

في أحد الأيام، وبينما كان مالك يجلس وحيداً تحت شجرةٍ كبيرة خارج القرية، اقترب منه شيخٌ عابد عرفه من قبل. جلس الشيخ بقربه وقال:

"يا مالك، أخبرني، هل تحب أن تُهان بين الناس؟"

رد مالك بانزعاج: "طبعاً لا، ومن يحب أن يُهان؟"

ابتسم الشيخ وقال: "وما بالك بمن يهين نفسه بلسانه؟ إن لسانك يا مالك بات سيفاً يؤذيك أكثر مما يؤذي الآخرين. أوَلم تسمع قول الله عز وجل:

﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ﴾

[ إبراهيم: 27]

ساد الصمت، لكن الشيخ واصل: "من جعل لسانه طليقاً دون ثبات، هانت عليه نفسه. وهل هناك هوانٌ أشد من أن تهين نفسك قبل أن يهينك الآخرون؟"

انصرفت الكلمات إلى قلب مالك كالسهم. أدرك أنه رغم فقره، كان يملك شيئاً أثمن من المال: كرامته، وقد خسرها أمام نفسه أولاً ثم أمام الناس.

عاد مالك إلى بيته، وقضى ليلته يفكر في كلام الشيخ. وفي الصباح، خرج إلى ساحة القرية ووقف أمام الناس الذين كانوا يتحاشونه. رفع يديه قائلاً:

"يا أهل قريتي، لقد أذيتكم بلساني وأنا في غفلة عن نفسي، وأطلب منكم السماح. لقد علمت الآن أن الكلمة الطيبة هي مفتاح القلوب، وأن من يجعل لسانه فوق نفسه يخسر كل شيء."

ومنذ ذلك اليوم، تحول مالك إلى رجل يُعرف بحسن منطقه ولين كلامه، وكسب ود الناس من جديد. وصار يردد الآية الكريمة، وكأنها نبراسٌ يضيء له طريقه.

هكذا، تعلم مالك أن ثبات اللسان وثبات القول هما ثبات للنفس، وأن الإنسان لا يعلو إلا عندما يُحسن الكلام ويحفظ لسانه.

---------------

قال الإمام علي (عليه السلام):

"وَهَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ مَنْ أَمَّرَ عَلَيْهَا لِسَانَهُ"

مذهب الجبريّة

اتبع شغفك، وسِر بخطى ثابتة

حق الناصح

أزرى بنفسه مَن استشعر الطمع

وَرَضِيَ بِالذُّلِّ مَنْ كَشَفَ ضُرَّهُ

وَهَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ مَنْ أَمَّرَ عَلَيْهَا لِسَانَهُ

الْبُخْلُ عَارٌ

وَالْجُبْنُ مَنْقَصَةٌ

وَالفَقْرُ يُخْرِسُ الْفَطِنَ عَنْ حُجَّتِهِ

وَالْمُقِلُّ غَرِيبٌ فِي بَلْدَتِهِ

الْعَجْزُ آفَةٌ

الإمام الهادي (عليه السلام) يمهّد للغيبة

السيّد محمد ابن الإمام الهادي ـ عليهما السلام ـ (سبعُ الدُجيلِ)

ما المراد من مصطلح "الصفات السلبيّة"؟

ما المقصود من أنّ الله سبحانه وتعالى «شدید المحال»؟

ما معنى سوق المسلمين في المصطلح الفقهيّ؟

1

المزيد
EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي