لا بُدَّ لنا مِن قراءةٍ أخرى لِمَا جرى في واقعةِ الطفِّ..
انظروا إلى موقفِ السيّدةِ الحوراءِ زينبَ (عليها السلام) كيف كانَت عالمةً فقيهةً بقضاءِ اللهِ تعالى وقَدَرِهِ مُسَلِّمَةً لأمرِ رَبِّهَا منقادةً إليهِ.
كيفَ لا وهي ابنةُ وصيِّ رَبِّ العالمِينَ وأختُ حُجَجِ اللهِ على أهلِ الخافقَينِ.
ومَن يتدبّرُ في خُطبتِهَا (عليها السلام) المشهورةِ أمامَ يزيدَ اللعينِ يجدُ بأنَّهَا فيها بُعدَينِ مِفْصَلِيَّينِ:
الأوّلُ: إنَّ إرادةَ اللهِ تعالى حاكمةٌ غالبةٌ وعلى إرادةِ البشرِ واقعةٌ لا محالةَ مهما كانَ للإنسانِ مِن قوّةٍ ونفوذٍ وتسلّطٍ، فقالت (عليها السلام) لذلكَ الفاجرِ: " فَكِدْ كَيْدَكَ وَاْسْعَ سَعْيَكَ وَنَاصِبْ جُهْدَكَ فَوَاَللَّهِ لاَ تَمْحُو ذِكْرَنَا وَلاَ تُمِيتُ وَحْيَنَا".
يقولُ اللهُ تعالى: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: 8]. فمَا نقضَهُ القَوْمُ في الغديرِ سيُحَقَّقُ رَغْمَ أنوفِهِم، وقد كانَت السيّدةُ زينبُ (عليها السلام) ناظرةً إلى ذلك وعالمةً به.
البعدُ الآخَرُ: الانقيادُ والتسليمُ لأوامرِ اللهِ تعالى.
فقد رُويَ عن أميرِ المؤمنِينَ (عليه السلام) أنّه قال:
"أَوْحَى اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ) إِلَى دَاوُودَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ):
يَا دَاوُودُ، تُرِيدُ وَأُرِيدُ، وَلاَ يَكُونُ إِلّا مَا أُرِيدُ.
فَإِنْ أَسْلَمْتَ لِمَا أُرِيدُ، أَعْطَيْتُكَ مَا تُرِيدُ.
وَإِنْ لَمْ تُسْلِمْ لِمَا أُرِيدُ، أَتْعَبْتُكَ فِيمَا تُرِيدُ، ثُمَّ لاَ يَكُونُ إِلَّا مَا أُرِيدُ".
فكانت السيدة مسلمة مطيعة لمشيئة الله تعالى فصلى الله عليكِ يا بنت خير النساء







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN