Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
مشروع الطف

منذ سنتين
في 2023/07/25م
عدد المشاهدات :722
لكل شيء هناك تخطيط مسبق ، لكل عملية أو مهمة ، وبالأخص المهام الكبيرة ، لابد من تخطيط محكم وحسابات دقيقة لكل مرحلة من مراحلها ، ومن ثم اختيار العناصر المناسبة ، دون الاهتمام للكثرة على حساب النوع والجودة ، الكثرة قد تكون ترهلاً لا داعي له ، قد يضر سلباً بسلامة المشروع.
قبل ذاك ، يجب أن يكون المهندس على قدر من المهارة وحسن التعامل مع الظروف الطارئة ، كما ويجب أن يتحلى بإمكانية فائقة بتحويل المخطط بشكل ملموس على أرض الواقع ، خالٍ من الأخطاء والهفوات ، مغلقةٌ كل الثغرات ، كي تكتمل الصورة بكل دقائقها الجميلة ، فن بكل ما للفن من معنى!.
هكذا ، بدأ الحسين "ع" مشروعه الذي عرف به ، مشروع الطف ، "فن الشهادة" ، اختار بدقة من يصطحبهم من أهل بيته ، وترك كل من قد يكون ترهلاً على مسيرته ، ومن ثم اختار أصحابه بعناية فائقة ، بتخطيط رباني ووصاية نبوية .
رغم خروجه "ع" بكثرة كاثرة من الأصحاب ، عرضهم للغربال طيلة ايام المسيرة وحتى أخر يوم ، كي يزيح الترهلات التي لا داعي لها ، أو إزالة كل ما من شأنه أن يعيب المشروع وإن كان تافهاً لا يتلفت إليه ، فيصرح أمام أصحابه (هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا، ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، ثم تفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرج الله، فان القوم انما يطلبوني ولو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري)، ثم يعلن "ع" (لا يقاتل معي من عليه دين) أو (لا يقاتلن معي رجل عليه دين)، بهذا الغربال رشق "ع" كثرة الأصحاب، وبقي الصفو الصافي, رغم قلتهم، كانت بهم الكفاية.
الرجال اباة الضيم وهم وحدهم تقع على عاتقهم حماية المال والعيال ، وهم أول من يمهدون الأرضية للمشروع ، حتى وإن اضطروا الى سكب اللون الأحمر على اللوحة وبناء الأسس بأجسادهم ، مع ذاك ، لابد من حشوات لغلق المسامات في الخرسانة ، لذا لحقت بهم بعض النسوة وشاركن معهم ببناء الأسس بأجسادهن وسكب الصبغة الحمراء لتكتسب اللوحة قوة فنية إبداعية.
لكن القائد لا يحتمي بالأجساد ، ولا يقبل أن تشارك النساء لأي ظرف كان ، يذهب بنفسه عند كل موقع ويضع لمسته القيادية ، ينجد هذا ويذب عن ذاك ، ويوسد أخر وهو يدعو لهم ويباركهم ، أو يحملهم الى مكان أكثر أماناً ، ثم يلتفت الى معسكره ، فيرجع النساء الثائرات خلف ابنائهن أو أزواجهن ، لا يقبل مشاركتهن رغم شدتهن ، ويطلب بأدب بالغ منهن العودة واللحوق بالنساء ، يترك ولده علي الأكبر أشبه الناس برسول الله خلقاً وخلقاً ومنطقاً ويلتفت الى أخته زينب "ع" ويقول لها (أن خدرك يا زينب أعز علي من ولدي) ، وهي المخدرة بنت المخدرة.
كما إن الرسام يضع كل مهاراته في اللوحة ، ويستنفد فيها أغلى الألوان كي يظهرها بأبهى شكل يمكن أن يؤثر على الرائي ، كذلك مهندس المشروع البارع ، لا يدخر جهداً فكرياً أو عضلياً كي يكمل مشروعه بأكمل صورة تكون مقبولة ومستحسنة لدى المتلقي أو المستفيد ، كذلك قائد الجيش ، كي يدافع عن الأمانة يبذل قصارى جهوده ، ويستنفد كل ما لديه من عناصر ومخططات ، وإن استلزمت الضرورة أن يكون هو أخر من يجود بنفسه.
لا يكفي أن يجود القائد بنفسه ، بل القضية تستلزم أن يترك خلفاً يستمر في خوض غمار المعركة بطريقة مغايرة ، تضمن أهمية بقاءها ، وعلو شانها ، وسمو معانيها ، وخطورة أمرها ، معركة كشف الحقائق ونقل المعلومة الصحيحة ، والوقوف ضد تدليس المنتصر ، فكما يعلم إن التاريخ يكتبه المنتصرون، وإلا لضاعت التضحيات سدى.

حيدر الحدراوي
الضجيج المصنوع: صناعة التفاهة لصرف الأنظار عن النار
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
في زمنٍ تتداخلُ فيه الأصوات حتى تغدو الحقيقةُ همسًا خافتًا في سوقٍ صاخب، تشهدُ خباتُ أربيل معاركَ تتقاذف شررها على رؤوس الأهالي، بينما تتراصفُ قنواتُ الفتنة على خطٍّ واحد: خطُّ التعمية، والتضليل، وصناعة الغبار في وجه الشمس. كأنّ مهمتها الكبرى ليست نقل ما يجري، بل دفنُه تحت ركامٍ من الأخبار المتهافتة... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

الْتَّضَارِيْسُ إِنَّ الْـعُـيُوْنَ الَّـتِـيْ سَـالَـتْ تُـوَدِّعُـكُمْ ... المزيد
كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...


منذ 7 ايام
2025/12/10
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الحادي والثمانون: فيزياء الحدس: القياس الكمومي بين...
منذ 7 ايام
2025/12/10
يعد الصيام المتقطع من الأنظمة الغذائية الأكثر انتشاراً في السنوات الأخيرة...
منذ 1 اسبوع
2025/12/09
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثمانون: الفيزياء بلا زمن: مفهوم الزمن في كونية...