أُصبنا بك يا حبيب الله فما أعظم المصيبة، مصيبة ما أعظمها من مصيبة، ورزيّة ما أعظمها من رزيّة.
عليكَ يا سيّدي فليبكِ الباكون، وإيّاكَ فليندب النادبون، فقد يُتّمَتْ بفقدك الأمّة، واستُحِلّتْ من بعدك الحرمة.
قد دعوت إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة، وبلّغت رسالات ربّك، ونصحت لأمّتك، وجاهدت في سبيل الله لإعلاء كلمة: "لا إله إلا الله".
يا خاتم النبيّين وسيّد المرسلين وأوّل المقرّين في الميثاق لربّ العالمين بك أعزّ الله أولياءه، وأذلّ أعداءه، وبك أخرج الله الناس من ظلمات الجهل والحيرة إلى نور العلم والمعرفة.
كنتَ قرآناً يمشي بين الناس بأخلاقك الإلهيّة، وقد شهد لك الله في كتابه فقال (جلّ جلاله وتقدّست أسماؤه): {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، فما أعظمها من شهادة من عالم الغيب والشهادة.
قد أُوذيتَ حتّى قلتَ: "ما أوذي نبي مثل ما أوذيت"(1)، وصبرتَ على الأذى صبراً فما أصبرك وما أعظم صبرك.
خلّفتَ بأمر الله في القوم ابن عمّك، وما تركتهم حيارى من بعدك، ولكنّ القوم قد تقهقروا ووصيّتَك لم يحفظوا، فضلّوا عن سواء السبيل وحادوا عن الصراط المستقيم.
فصلّى الله عليك وعلى آل بيتك الطاهرين، وسلام عليك يوم ولدتَ ويوم استشهدتَ ويوم تبعث حيّاً يا رحمة الله للعالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحار الأنوار، العلامة المجلسيّ: ج39، ص56.







د.فاضل حسن شريف
منذ 6 ايام
لمحات من خطة طريق بناء الدولة كما بينها الامام علي (ع)
هكذا انحنى التأريخ لعلي بن أبي طالب عليه السلام
لغتنا المحتضرة
EN