بقلم : رعد الغريباوي
بنيتي : اذا كنت قد تهيئت لأنوثتك وزواجك فما أجدرك أن تستعدي لبيتك وإدارته ، لمملكتك الصغيرة وجنتك الوارفة وعشك الجميل . والشيء الأول الذي أريدك أن تعرفيه هو أن البيت يجب أن لا يكون جنتك انت فقط بل جنة زوجك واولادك أيضاً، والاصح أن أقول أن البيت لا يكون جنتك اذا لم يكن جنة زوجك واولادك. إنه جنة بهم جميعاً وإلا فإنه ينقلب إلى جنة مهجورة وما أصعب العيش في الجنان المهجورة ! ولا يمكن أن يكون بيتك جنة لكم جميعاً إلا إذا عملت على ذلك وجهدت في سبيله . الجنة مكان جميل فليكن بيتك جميلا ، اني أقول جميلا ولا أقول غنياً ، إذ إني أعتقد أنه ليس من الضروري أن يحتوي بيتك على الأثاث الفاخر والرياض الغالي الثمن لكي يكون جميلا ، ولكنه يجب أن يكون نظيفا وان يؤثث بذوق ، وأن يجمل بأشياء لا تكلف كثيراً ولكنها تضفي عليه بهجة وسحرا . قليل من الزهر ، بعض اللوحات الفنية ، تناسق الألوان وحسن الترتيب أمور لا تكلف كثيراً ولكنها تجعل من البيت مكاناً للمتعة ، والراحة وهدوء الأعصاب وبهجة النفس . لا تفعلي بعض ما تفعله سيداتنا اللواتي يتركن الزهر الطبيعي النضير الرخيص إلى الزهر الاصطناعي الغالي ، ولا تخطئي خطأ بعض الأغنياء الذين يجعلون من بيوتهم متاحف تغص بالطرف والتحف يكدسونها بعضها فوق بعض إظهارا لغناهم وتدليلا على قلة ذوقهم ، ولا يذهبن بك الظن إلى ما تحسبه بعض فتياتنا من أن ارتفاع الثمن ضمانة الجمال . هذا من حيث الجمال المادي ، أما الجمال المعنوي فأريدك أن تتأكدي أن هروب الرجل من بيته إلى المقهى والنادي والشارع يرد في معظم الأحيان إلى أنه لا يجد في بيته من يجذبه ، ولا يجد في زوجه وأولاده ما يحببه في البقاء إلى جانبهم . أريدك أن تفهمي أن المرأة مسؤولة في معظم الحالات عن هروب الزوج من البيت ، إنها مسؤولة لأنها لا توفر له من حنانها ودفئها ما يحمله على البقاء إلى جانبها والعيش في جوها . والأمر نفسه صحيح عن الأولاد . ولا تقولي لي ما تقوله بعض سيداتنا من أن أزواجهن فاسدون بالطبع وأنهم ربوا على حب المقهى وارتياد النادي وذرع الشوارع . صحيح أن بعض الرجال كذلك ولكنهم قلة وشذوذ يثبت القاعدة العامة - كما يقول النحاة - والقاعدة أن ينجذب الرجل إلى بيته حين يكون فيه ما يجذبه ويبقيه . أما بالنسبة لأولادك فالأمر أهم وأعظم ، أحب لك أن تعلمي أن جو البيت مسؤول إلى حد كبير جداً ، عن خلق الأطفال وطباعهم وسلوكهم وشذوذهم . إن بيتا يبدأ فيه الخصام صباحاً ليستأنف مساء ، ويخرج منه الأب إلى المقهى لتغادره الأم إلى الاستقبالات والزيارات ، ويفرق الطلاق فيه بين الأب والأم ، أقول أن بيتا هذا شأنه جدير بأن يدفع الأطفال للجنوح ويرميهم إلى الشذوذ والأجرام . ومسؤولية الأم في هذا كله كبيرة جداً . ثم أريدك أن تعلمي أن الزوج ، كل زوج مهما كان غنياً أو فقيراً ، يسعده أن يرى زوجه سيدة بيته ، يسعده أن يراها تعنى بتربية اولادهما ولا تتركهم للخدم والمربيات ، يسره أن يأكل من طعام تحضره له هي بنفسها ، ولو كان عنده عدد من الطباخين والخدم يفوق عدد أفراد العائلة . أريدك أن تتأكدي من أن الرجل ، كل رجل ، يفصل وجبة طعام جيدة على أي مناقشة علمية أو فلسفية ، وأنه يرتاح إلى ملاءة سرير نظيفة تفوح منها رائحة الغسيل النظيف أكثر من راحته إلى مقال تكتبيه أو قصيدة تنشرينها أو بحث علمي تقومين به . لا تمطي شفتيك ، إنها الحقيقة أحببت أم كرهت . ولعلي ادهشك حين أقول لك ان بالرجل نفورا أو شبه نفور من المرأة التي تستبدل حنانها بالمناقشة الدائمة وحبها بالجدل المنطقي وعنايتها بالحديث المتصل عن حقوقها وواجباتها . وأذكر أن الحب كفيل بتخفيف أعباء الواجبات وقمين بالتنازل عن كثير من الحقوق . ولا تفهمي من كلامي اني أريدك مهضومة الحق ثقيلة الواجب ، ولكني أريدك على أن تنالي كل حقوقك عن طريق الحب الزوجي والبنوي وان تقومي بكل واجباتك من خلال حبك الزوجي والامي . تابعونا في القسم الأخير ، أن شاء الله تعالى .







وائل الوائلي
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN