شهد اليوم الثاني من الأسبوع الثقافي المقام بمدينة الأهواز في الجمهورية الإيرانية تحت عنوان (نسيم الولاية) برعاية العتبة الحسينية المقدسة ومشاركة العتبتين المقدستين العسكرية والعباسية فعاليات متعددة تمثلت بزيارة إحدى المناطق الأهوازية (كارول) او ما تسمى بكوت عبدلله، حيث قام وفد العتبات المقدسة بمشاركة فاعلة في إحتفالية بهيجة حضرها الرادود العراقي الكبير الحاج ملا جليل الكربلائي وثلة من خدمة المنبر الحسيني إلى جانب قراء ومنشدي العتبات المقدسة، وذلك في مصلى جمعة كوت عبدلله الذي ضج بالأهالي الكرام محتفلين بذكرى تنصيب إمامهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) خليفة للمسلمين.
الزيارة تضمنت العديد من الفقرات والمشاركات وقد أختتمت بتقديم راية الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) هدية للمؤمنين من كبار ووجهاء المنطقة، الذين عبروا عن فرحتهم وسرورهم بهذه الزيارة والبادرة الكريمة التي قامت بها العتبات المقدسة.
كان ذلك في صبيحة يوم أمس الثلاثاء المصادف (18 ذي الحجة 1337هـ) الموافق (20 ايلول 2016م) ، كما شهد مساء ذات اليوم جلسة بحثية مباركة شارك فيها سماحة السيد محمد رضا شرف الدين العاملي من لبنان، قدم خلالها محاضرة بحثية قيمة تحت عنوان: (الغدير .. ملاحظات وتنبيهات) تحدث سماحته خلاله عن جملة من الوقائع والأحداث التأريخية المرتبطة بمناسبة عيد الغدير الأغر مع بعض الآراء والتحقيقات الحديثة بهذه المناسبة، كما تطرق إلى أهمية هذه الأنشطة والأسابيع الثقافية وما لها من دور وأثر بالغ في المجتمعات الإسلامية، مشيداً بالدور الفاعل والعطاء الذي تقدمه العتبات المقدسة.
وعلى هامش ذلك كان لشبكة الكفيل هذا اللقاء مع الباحث والمحقق السيد محمد رضا شرف الدين العاملي، والذي تحدث قائلاً: "في مثل هذه المناسبات إنما ينظر إلى جهات متعددة، إلى صاحب المناسبة وإلى مضمون المناسبة والظروف المحيطة بإحيائها، ونحن نرى في هذه الأبعاد الثلاثة أن مناسبتنا في أقصى درجات الأهمية والعظمة، فصاحب المناسبة لا يخفى شأنه على أحد المنصفين من العالم، حتى من غير أهل القبلة، أما الحدث فهو كما نعتبر المهرجان الأخير في حياة النبي الأكرم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وتتزايد الأهمية بالمرحلة من حياته حيث إن ختام حياة الإنسان تعد زبدة وعصارة حياته".
مضيفاً:" من جهة أخرى المضمون الذي يتعلق بإرساء الحاكمية الإلهية المطلقة، حيث أن الله سبحانه وتعالى جعل لخلفاءه في أرضه حصرية الحكم ولا يجوزه لغيرهم إلا لنص منهم".
مبيناً:" أن الإنسان مهما بلغ شأناً فأنه لن يستطيع أن يعيّن ما فيه صلاحه؛ وذلك لقصوره عن إدراك خفايا هذا الوجود وأسراره وإن أدرك ذلك فهناك أهواء تسوقه ليقوم بما يضره ويزري به".
موضحاً:" في هذا العصر، حيث إننا نعيش تردداً كبيراً وارتجاجاً يعود في جذوره إلى جحد نص الغدير وتهميش رسالة الغدير وإقصاء سيد الغدير، نعيش هذه المعاناة مع ابناء جنبنا وجلدتنا، حيث نهاجم من قبل زمرة هي في الواقع من شذاذ الآفاق، من أولئك الذين مسخوا مسخاً، فأي مناسبة هي أعظم من أن نقف بين يدي الغدير، ونستذكر معطياتها، وأن نعمل على نقل رسالة الغدير إلى الأجيال كما نقلها لنا أسلافنا الكرام".
مختتماً :" في حقيقة الأمر ما تقوم به العتبات المقدسة، عراقنا الحبيب، عراقنا الجريح يجري فيه في هذا العصر هو شق القمر .. أشبه شيء بالإعجاز! ولا أراني أغالي لو قلت أن ما يجري في العراق هو لون من ألوان الإعجاز بفضل عناية الله سبحانه وتعالى .. شعب قد عانا شتى ألوان التعذيب، ويعيش الحرمان بكل معانيه من أبسط مقومات العيش، ومع ذلك أبنائه على جبهات متعددة يسطرون الملاحم في سوح القتال والوغى ، وكذلك نرى طيلة أيام السنة تقام المهرجانات والندوات والمؤتمرات بما فيه إثراء للمكتبة الإسلامية والإنسانية، ولو نظرنا لهذه الامور مع الظروف المحيطة فإننا نقف خاشعين أمام جهد جبار لا يمكن أن يكون إلا من خلال الإيمان الراسخ في قلوب أبناء هذا الشعب، والإخلاص والاندفاع الذي يحمله القيّمون على العتبات المقدسة جزاهم الله خير جزاء المحسنين".
هذا وتقام العديد من الفعاليات التي تستمر طيلة أيام الأسبوع الثقافي منها إقامة قرعة يتشرف الفائزون من خلالها بزيارة عتبات كربلاء المقدسة .