حضر وفد العتبة الكاظمية المقدسة الذي ترأسه عضو مجلس الإدارة المهندس جلال علي محمد، الجلسة التي أقامتها لجنة الأوقاف والشؤون الدينية في مجلس النواب العراقي، تحت شعار: (منهجية الاعتدال والتسامح طريقنا لعراق مستقر وآمن)، عدد من رجال الدين ونخبة من الباحثين والأكاديمين من مختلف الطوائف والأديان. وتهدف هذه الجلسة إلى أهمية تعزيز قيم التسامح والاعتدال ونبذ الإرهاب والتطرف في العراق، وشهدت فقرات الجلسة الاستماع لعدد من البحوث والدراسات العلمية المقدمة في هذا الشأن، وقد قدمت العتبة الكاظمية المقدسة ورقة عمل من خلال كلمة ألقاها عضو مجلس إدارتها الحاج جلال علي محمد تحت عنوان: (أسس الشريعة الإسلامية في التسامح والتعايش السلمي) بين فيها طبيعة أسس الدعوة والحوار التي تعتمد على قوله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالتي هيَ أَحْسَنُ) معرّجا على أدب الجهاد ووصايا الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) للمجاهدين قبل كل غزوة بقوله: "لا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تمثِّلوا، ولا تقطعوا شجرة إلا أنْ تضطروا إليها، ولا تقتلوا شيخًا فانيًا، ولا صبيًّا، ولا امرأةً"، كما استعرض تأكيد الأئمة (عليهم السلام) على حسن المعاشرة والتعايش السلمي متخذا الإمام موسى بن جعفر الكاظم أنموذجا في ورقة العمل هذه من خلال تسليط الضوء على صفة كظم الغيظ وحسن الجوار التي أوصانا بها الإمام الكاظم (عليه السلام) . وفي نهاية الكلمة قرأ توصيات عدة وهي: 1- إنَّ أعداء الإسلام حاولوا بجهود كبيرة من تربية بعض المنظمات المتطرفة لتكون لها أداة في ضرب المسلمين، وتشويه صورة الإسلام الناصعة أمام الآخرين تنفيرًا لهم من الدين الإسلامي، فضلاً عن اقتتال المسلمين فيما بينهم؛ ليكون الأمر يسيرًا في تحقيق مآربهم الخبيثة. 2- نوصي بضرورة التركيز على الإعلام بكُلِّ أنواعه في تثقيف عامة المجتمع حول أساليب الإرهابيين الإجرامية الذين يريدون تشويه تعاليم الشريعة المقدسة، وبيان أعمالهم التي يقومون بها من أجل تحقيق أهدافهم. 3- نوصي بضرورة مراجعة المناهج العلمية التي يتم تدريسها في المدارس والجامعات وتضمينها أسس الشريعة المقدسة، والدعوات إلى السلم والعيش الهادئ مع الآخرين، فضلاً عن احترام الديانات الأخرى، واحترام المذاهب الإسلامية ورموزها دون الإساءة إلى أحدٍ منهم. 4- إنشاء ورش عمل في الجامعات والمؤسسات المجتمعية لغرس ثقافة التعايش السلمي بين أفراد المجتمع. وتخللت جلسة الاستماع مناقشة إعداد وثيقة مجتمعية شاملة لكل اطياف الشعب العراقي تمهد لحقن الدماء و توحيد الرؤى حول منهجية الاعتدال ومكافحة التطرف، كما قدم المشاركون في الجلسة أوراق عمل تناولت قضايا تتعلق بالحوار بين الأديان والمذاهب، ودور المكونات في بناء الدولة العراقية الحديثة و نظرة تاريخية عن التعايش الديني والمذهبي في العراق والاتفاقيات والمعاهدات والقرارات الدولية بشأن حظر التجاوز والإساءة إلى المقدسات والرموز الدينية