برعاية مباركة من قبل الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة، خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمري شهد رواق سيدنا عبدالله بن عبد المطلب "عليه السلام" في رحاب الصحن الكاظمي الشريف حفل تخرج الدورات القرآنية التخصصية المستديمة تحت شعار: قول رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم": (أشراف أمتي حملة القرآن)، بحضور نخبة من الأساتذة والمهتمين بالشأن القرآني، وطلبة الدورات القرآنية وجمع من الزائرين الكرام.
استهل الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين الطالب محمد عادل، بعدها كلمة العتبة الكاظمية المقدسة وألقاها الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة جاء فيها قائلاً: (ونحن نعيش الأيام الفاطمية التي نستذكر فيها سيدة نساء العالمين مولاتنا فاطمة الزهراء "عليها السلام" التي كان خُلقها القرآن الكريم وجهادها نابعا من القرآن الكريم ودفاعها عن الرسالة المحمدية منسجما مع آيات الله البينات.. لذا فنحن نلتقيكم اليوم في هذه الرحاب الطاهرة للاحتفاء بمجاميع طيبة مباركة استنارت بكتاب الله العزيز حفظا وتلاوة وتفسيرا ليقطفوا في هذه البقعة المقدسة ثمار جهودهم طيلة أيام دراستهم في الدورات القرآنية التي يقيمها مركز القرآن الكريم في العتبة الكاظمية المقدسة.
ولأهمية القرآن الكريم في حياتنا سعت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة إلى دعم الدورات القرآنية واستدامتها فهي برامج تعليمية تهدف إلى تعليم وتفسير القرآن الكريم وتحفيظه وضبط قراءته للمشاركين فيها.. والتي تشمل الكبار والشباب والبالغين واليافعين والناشئة من كلا الجنسين لغرس مفاهيم القرآن الكريم في نفوسهم كي تنعكس معاني القرآن الكريم وأحكامه على حياتهم اليومية وفي سلوكياتهم في البيت والمدرسة والشارع وأماكن العمل فعندما نتحلى بأخلاق القرآن الكريم نكون قد اقتربنا أكثر من صاحبة الذكرى السيدة فاطمة الزهراء، ومن أبيها وبعلها وبنيها "صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين".
وأضاف: أن الدورات القرآنية فرصة قيمة وعظيمة لنا جميعا ولا يجب أن نفرط بها إذا ما عرفنا أن القرآن الكريم هو أول الثقلين ومن ثم الثقل الثاني عترة النبي المصطفى "صلى الله عليه وآله وسلم" ولا بد من التمسك بهما لضمان الهداية وعدم الضلال لهذا ينبغي علينا تعلم القرآن الكريم وفهم آياته والتقرب إلى الله عز وجل بالمداومة على تلاوة كتابه وتطبيق آياته وتعاليمه في حياتنا.. لذلك أوصانا الإمام جعفر الصّادق "عليه السلام" قائلا: (يَنْبغي للمؤمن أنْ لا يموت حتّى يَتعَلّم القرآنَ، أو يكونَ في تعلّمه)).
أعقبتها كلمة مركز القرآن الكريم وألقاها مدير وحدة التعليم القرآني والنشاط العلمي الأستاذ فراس الطائي بين خلالها قائلاً: (نلتقي اليوم على حُب كتاب الله الذي أُنزل على خير البشر، إذ تشرفنا في الأيام الماضية باحتضان ما يُقارب مئتي طالب من أولادنا وإخواننا، وكذلك بناتنا وأخواتنا ممن سعوا وجدّوا واجتهدوا في استكمال مناهجهم القرآنية المتخصصة في القراءة الصحيحة وأحكام التلاوة، وقواعد التجويد، والقراءة التحقيقية والإجازات العلمية، والتفسير وعلوم القرآن، فضلاً عن القراءة التطويرية، والنغم والمقامات بطريقتي الترتيل والتجويد (حضورياً وإلكترونياً) كما شارك في هذه الدورات كوكبة من طلبة الجامعات..
أشار في حديثه: أن الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تسعى دائماً من خلال الملاكات التخصصية لمركز القرآن الكريم إلى نشر الثقافة القرآنية بين أوساط المجتمع المُسلم داخل بغداد وضواحيها فغايتها هي بناء الإنسان فكرياً ودينياً وتحصينه من الهجمات التي نراها تعصف بالمجتمع بشكل عام، وبشبابنا بشكل خاص..)
بعدها شهد الحفل تلاوة بالطريقة العراقية عطر بها أجواء الصحن الكاظمي الشريف فتية الجوادين، وهم نخبة من ثمار الدورات القرآنية، كما تخلل مشاركة لفرقة إنشاد الجوادين، واختتم الحفل بتوزيع الشهادات التقديرية والهدايا على أساتذة الدورات وطلبتها من بركات الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام".