من دوحة الهداية ورياض العلم والجود والشعر والأدب, من بقعة الطهر المفعمة بالقداسة والروحانية والإيمان من رحاب الإمامين موسى بن جعفر ومحمد بن علي الجواد(ع)، بدأت فعاليات المهرجان السنوي الثاني للشعر العربي, في رحاب الصحن الكاظمي الشريف والذي اقيم تحت شعار : (الإمامان العسكريان امتداد للإمامين الكاظمين(ع) دعوة حسنى لنهج رسالي) للمدة 13ـ 14 رجب 1434هـ والموافق 24ـ 25 آيار 2013م, بحضور العديد من الشخصيات الادبية والثقافية والأكاديمية وبمشاركة نخبة من الشعراء والأدباء الذين جاءوا من مختلف محافظات عراقنا الحبيب، ليقدموا قصائدهم الغراء ويؤكدوا في هذه التظاهرة الثقافية على الدور الريادي والجهادي والحضاري والثقافي للإمامين العسكريين(ع) ورسم الخطوط العامة للصفحات المشرقة لسيرتهما العطرة أمام اجيالاً مثقفة ليتعرفوا على هذين الانموذجين الخالدين في التاريخ الإنساني. حيث استهل حفل الافتتاح بتلاوة آيٍ من الذكر الكريم شنف بها أسماع الحاضرين القارئ (محمد والي)، بعدها القى كلمة الامانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة نائب أمينها العام السيد (موسى الأعرجي) وجاء فيها:( يسعدني أن اتقدم بإزجاء التحية والإكرام لكم جميعاً باسم الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وعن جميع كوادرها العاملة في هذه الرياض الطاهرة المقدسة بالإمامين الجوادين عليهما السلام، حيث يستمر تواصلنا معكم في التظاهرة الثقافية والأدبية والعلمية التي كانت باكورتها في الأيام الأولى من إطلالة رجب الأصب في فعاليات المؤتمر السنوي الرابع الدولي للإمامين العسكريين والتي انطلقت تحت شعار(الامامان العسكريان امتداد للإمامين الكاظمين عليهم السلام.. دعوة حسنى لنهجٍ رسالي) وانطلقت مع فعاليات عدة تمثلت في معرض الكتاب و المهرجان السنوي الثاني للشعر العربي الذي نقف على ضفافه اليوم ونحن نستقبل نخبة طيبة من شعرائنا وأدبائنا الذي قدموا بنتاجاتهم وعصارة جهودهم الإبداعي ليكتبوا بأحرف من نور فيوضات الولاء والحب الحقيقي لأئمة أهل البيت عليهم السلام وليضيفوا إلى المكتبة العربية الإسلامية كنوزاً أدبية جديدة. إيماننا مطلق بعظمة أهل البيت عليهم السلام فهم الإشعاع السماوي الممتد من عصر إلى عصر ومن حقبة إلى حقبة, فالإمامان الكاظمان عليهم السلام والإمامان العسكريان هما نور إلهي ينبعث من مشكاة واحدة ويتفرعان من دوحة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها, فيكون لزاماً علينا أن نُعبئ الطاقات وفي كل الميادين باتجاه جعل هذه الصروح مكانا لاستقطاب النفوس الخيرة وموطناً لتطور القابليات وتنمية الإبداع فالبناء الفكري والثقافي والمعرفي لا يقل أهمية عن بناء هذه الصروح الشامخة وتطويرها ومن هنا نحث الجميع على مد جسور التواصل مع العتبات المقدسة لتأخذ مكانها الحقيقي في التاريخ ولتكون كما كان الأئمة الأطهار عليهم السلام مواطن لبناء الذات الانسانية والحفاظ عليها من التحديات والغزو الحضاري الذي يريد أن يسلبنا هويتنا وأصالتنا). تلاها كلمة اللجنة التحضيرية لمهرجان الشعر العربي ألقاها رئيس اللجنة الأستاذ (عامر عزيز الأنباري) جاء فيها: (هكذا عدنا وإياكم والعود أحمد لنلتقي كما التقينا في العام الماضي في المهرجان السنوي الثاني للشعر العربي وهو يحلق عبر فضاءات إمامين معصومين وكوكبين دريين يشعان في حلك الأفلاك هما الإمامان العسكريان (ع) وكيف كانا ويكونان وعبر الزمن اللا منتهي والى قيام الساعة امتداداً للإمامين الكاظمين (ع). إن اللجنة التحضيرية للمهرجان السنوي الثاني لهذا العام قد تشكلت ومنذ الوهلة الأولى لقرار الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بالاستمرار بإقامة المهرجانات العلمية والثقافية والأدبية كي تبقى هذه الصروح الشامخة بنور الإمامة مناراً للإشعاع والفكر والمعرفة، فقد انبثق عنها لجان فرعية منها اللجنة الإعلامية ولجنة العلاقات ولجنة فحص وتقويم النصوص التي أخذت على عاتقها انتقاء القصائد الجيدة من أجل خلق روح المنافسة والإبداع لدى الشعراء، وقد أفرز معيار المفاضلة بين القصائد على انتقاء حوالي أربعين قصيدة من بين ما حوالي سبعين قصيدة نظمت على وفق الشروط المطلوبة للمشاركة التي أعلن عنها قبل شهور. ومما يثلج الصدر وينعش القلب ويَغمرنا بالسعادة ما اطلعنا عليه من خزين إبداعيٍّ وفنيٍّ اكتنزت به القصائد المشاركة من حيث جمال الصورة الشعرية وعذوبة الألفاظ واختيار المفردات الجيدة، لقد حلّق الشعراء وهم يترنمون بحب آل بيت النبوة في فضاءات الشعر العربي أيما تحليق، فهنيئاً لهم وهم يرتقون بما قدموه إلى مستوى الريادة في موازين الشعر العربي المعاصر في مزيج من التراث الأصيل والفن الحداثوي المتجدد ). وكذلك شاركت في هذا الكرنفال الثقافي فرقة الجوادين للانشاد الديني بموشحات رائعة ترنمت بحب الامامين العسكريين(ع). بعدها اعتلى منصة الحفل نخبة من ضيوف المهرجان بقصائدهم الرائعة وهم الاستاذ الأديب والمؤرخ (علي الحيدري) والشاعر والباحث الإسلامي السيد(محمد علي الحسيني) والشاعر المبدع (نجاح العرسان) والشاعر الشيخ(أحمد الدر العاملي). ثم بدأت فعاليات المهرجان حيث القى العديد من الشعراء قصائدهم الشعرية التي جادت بها قرائحهم، وراحت تمجد وتخلد السيرة العطرة لحفيدي النبي الأكرم(ص) الإمامين العسكريين(ع).