صحا- البغت أن يفجأك الشي‌ء ، وأعظم شي‌ء حين يفجؤك البغت.
بغتة : فاجأه ، ولقيته بغتة : فجأة. والمباغتة : المفاجأة. لست آمن بغتات العدوّ : فجآته.
مقا- بغت : أصل واحد لا يقاس عليه ، منه البغت ، وهو أن يفجأ الشي‌ء- وأعظم شي‌ء حين يفجؤك البغت.
مصبا- بغتة بغتا من باب نفع : فاجأه ، وجاء بغتة ، أي فجأة على غرّة ، وباغته كذلك.
لسا- البغت والبغتة : الفجأة ، وهو أن يفجأك الشي‌ء. وقد بغتة الأمر يبغته بغتا : فجئه. والمباغتة : المفاجأة.
والتحقيق‌
أنّ الأصل في المادّة : هو مواجهة شي‌ء دفعة وبدون مقدّمة ظاهرة.
{جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً} [الأنعام : 31].
{أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً} [الأنعام : 44].
{أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً } [الزمر : 55].
{إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً} [الأنعام : 47].
فمقابلة البغتة بالجهرة تدلّ على أنّ حقيقة البغتة : عبارة عن إتيان شي‌ء بدون إعلام وإظهار. فانّ الجهرة هو العيان والظهور.
وبهذا يظهر الفرق بين البغتة والفجأة : فانّ الفجأة هو الإتيان بدون مقدّمة والهجوم دفعة. وامّا البغتة فهو الإتيان من غير عيان وإظهار.
فمجي‌ء الساعة والعذاب والأخذ من هذا النوع. وهذا التعبير ألطف من الفجأة ، فإنّ مجيئها ليس بلا مقدّمة ، بل بلا مقدّمة ظاهرة.
فعلى هذا لا يصحّ التعبير في الآية- أتاكم عذاب اللّه فجأة أو جهرة.
ويدلّ على هذا المعنى ايضا : جملة- {وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الزمر : 55] *- بعد آية 39/ 55 و7/ 95 و26/ 202 و29/ 53 وغيرها ، فانّ البغتة هو المجي‌ء بدون إعلام وإظهار ، وأمّا المقدّمات فموجودة. فيكون ذكر هذا القيد بعد كلمة الفجأة زائدا ، لفقدان مقدّمة ظاهرة أو باطنة فيها حتّى يمكن الشعور بها.
______________
‏- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ ‏هـ . ‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر ١٣٩ ‏هـ . - مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ . - لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .