وسط توافد جموع الزائرين الكرام من داخل العراق وخارجه من مختلف الجنسيات والأطياف والأعراق، لزيارة الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام" وإحياء موسم أربعينية سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين "عليه السلام" ذلك اليوم الذي ارتبط بضمير العالم الإنساني وترك بصماته المشرقة في صفحات التاريخ، في الوقت ذاته لابد من وجود خدمة متواصلة ومستمرة، يقدّمها خدّام العتبة الكاظمية المقدسة بهمة وإخلاص عاليين إلى تلك الجموع، حيث بذلت تلك الملاكات قصارى جهودها وهي ترفع شعار الحزن والأسى من أجل تقديم الخدمات اللازمة في مفاصل الصحن الكاظمي الشريف وفق تنسيق عالٍ بين الوحدات والشعب والأقسام لتنفيذ الخطة التي أعدتها الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بإشراف ومتابعة حثيثة من قبل أمينها العام خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري.
إذ شهدت هذه الزيارة الأربعينية تطوراً خدمياً وتنظيمياً ملحوظاً في المستويات كافة من خلال التهيؤ والاستعداد المبكر في توفير جميع الإمكانات لاستيعاب تلك الأعداد من الزائرين إذ حرص موكب خدّام الإمامين الجوادين والمواكب الخدمية الأخرى على استقبال الزائرين الكرام الذين توافدوا للزيارة المباركة، وتقديم وجبات الطعام بواقع ثلاث وجبات بدءً من السابع من شهر صفر المظفر والسعي لنيل شرف هذه الخدمة المباركة.
وكان لقسم خدمة الزائرين، وقسم الشؤون الأمنية أدوار كبيرة ومهمة من خلال ارتباطها بالزائر بشكل مباشر من خلال سلسلة من المهام الرئيسة في هذه المناسبة شملت المحافظة على أمن الزائرين والمحافظة على أماناتهم، وتقديم التسهيلات الخدمية المتعلقة بأدائهم لمراسم الزيارة وتوفير كراسي ذوي الاحتياجات الخاصة في أكثر من منفذ عند دخول الزائرين، وكذلك المحافظة على انسيابية دخولهم ومغادرتهم إلى الصحن الكاظمي الشريف، وكذلك استعداد شعبة الطبابة لتقديم الرعاية الصحية وصرف بعض الأدوية والعلاجات لمن يحتاجها وتقديم الإسعافات الأولية، ولا يخفى الدور المماثل للملاكات النسوية في تلك الأقسام التي حرصت على إنجاح مراسم الزيارة المليونية والحفاظ على الانسيابية التامة وتأمين الخدمات للزائرات الكريمات وعلى مدار الساعة.
كما تكفلت ملاكات قسم العلاقات العامة في هذا الموسم العزائي استقبال وضيافة المواكب الحسينية الوافدة من داخل العراق وخارجه التي تشرفت بزيارة الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام"، فضلاً عن تهيئة المنبر الخاص بالمناسبة الأليمة وتحضير وجبات الطعام وتوزيع الآلاف منها فضلاً عن الوجبات الخفيفة من الفاكهة والعصائر والمعجنات من خلال المحطات المنتشرة في الصحن الشريف.
كما استنفرت شعبة النظافة جهودها وإنجاز أعمالها لأجل إدامة المكان الطاهر والحفاظ على نظافته، فضلاً عن تنظيف الشوارع المؤدية إلى الصحن الشريف وغسلها بعد رفع النفايات وفرش الموكيت واستبدالها أولاً بأول لضمان راحة الوافدين وتوفير مساحات إضافية مظللة لاستراحتهم، وإدامة احتياجات الوحدات الصحية الثابتة والمتنقلة وتوفير مناهل الماء البارد والمواضئ في الشوارع المحيطة.
من جانب آخر قدّم قسم الشؤون الهندسية بجميع شُعبه ووحداته مجموعة كبيرة من النشاطات والمهام الخدمية والفنية في أرجاء العتبة المقدسة كافة ومحيطها قبيل انطلاق الخطة الخدمية والتي شملت نصب دافعات الهواء والمراوح الرذاذية وأنابيب الرذاذ العرضية في أماكن تظليل الصحون الخارجية، فضلاً عن نصب دافعات الهواء في الشوارع المؤدية للصحن الشريف، وإدامة المجاميع الصحية وتغذيتها بمنظومة مياه الإسالة، وعن أعمال شعبة الهندسة الكهربائية فقد شاركت في أعمال التأسيسات الكهربائية والإنارة في أماكن مبيت وإيواء الزائرين، وغيرها من الأعمال الأخرى.
وعن شعبة الإعلام فقد ساهمت الفرق الإعلامية في وحدتي إذاعة وقناة الجوادين مواكبة رحلة قوافل الزائرين السائرين نحو كربلاء المقدسة، فضلاً عن إنتاج العديد من الأعمال والبرامج الخاصة بهذه المناسبة، وتصميم الفلكسات وطباعة الإعلانات والبوسترات والأحاديث الشريفة، ولا يخفى دور وحدة الهندسة الصوتية وما تقوم به من تنظيم الصوت بشكل دقيق لتغطية المجالس والفعاليات التي شهدتها رحاب الإمامين الكاظمين "عليهما السلام" على مدى شهري محرم الحرام وصفر المظفر، فضلاً عن نشاطات شعبة تكنولوجيا المعلومات في هذا المضمار من خلال نشر الأخبار وتوثيق النشاطات المختلفة.
ولم يكن قسم الآليات غائباً عن هذه الخدمة فقد تم توفير العجلات الكهربائية لنقل الزائرين الكرام من وإلى العتبة المقدسة، فضلاً عن توفير خزانات المياه الصالحة للشرب والمياه المستخدمة لغسل الشوارع والحمامات وضمان تأمينها على مدى 24 ساعة دون انقطاع، وتسخير عجلات البرادات لحمل الأطعمة وإيصالها إلى نقاط توزيعها على الزائرين الوافدين وانطلاق عمليات التفويج والتفويج العكسي، فضلاً عن توفير سيارات الإسعاف بوضع الاستعداد لأي حالة طارئة لاسمح الله.
ولا يخفى الدور البارز لقسم الشؤون المالية والإدارية والقانونية، وقسم المخازن بتنفيذ البرنامج الخدمي واستنفار جهودها لدعم وإسناد زيارة الأربعين ومنها عمليات شراء وتوزيع المواد الغذائية الجافة للمواكب الخدمية.
كما كان لمركز القرآن الكريم محطات لتصحيح قراءة سورة الفاتحة وقصار السور لأهميتها في الصلوات والعبادات.
وبدورها تثني الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة متمثلة بأمينها العام خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمري وأعضاء مجلس الإدارة الموقر على تلك الجهود المباركة لأبنائها المخلصين مع الدعاء للجميع بقبول الأعمال لتكون ذخراً لهم في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.