قدّم أستاذ الحوزة العلمية العلّامة السيد أحمد الصافي المحاضرة العلمية الرمضانية الرابعة، في شرح دعاء أبي حمزة الثمالي، بحضور مسؤولي العتبة العبّاسية المقدسة وخَدَمتها. المحاضرة الرابعة تأتي ضمن سلسلة المحاضرات التي قدّمها قبل أكثر من أربع سنوات، في شرح دعاء أبي حمزة الثمالي للإمام السجاد(عليه السلام)، وانطلقت في هذا الشهر الفضيل مجدّداً لشرح ما يتعلّق بخصوص هذا الشهر ومضامينه. وتناول السيّد الصافي في مستهلّ حديثه الأفعال التي تسلب التوفيق من العبد، وآثارها في الدنيا والآخرة، مبيّناً أن الدنيا فيها موازين ليس من السهل على الإنسان أن يطّلع عليها، إلّا مَن أوتي حظاً وافراً من العلم فيكون قادراً على فهم كيف تجري الأمور. وذكر السيّد الصافي، أنّ الذي يتجرّأ على محاربة الله تعالى من خلال حربه على أوليائه، حتّى وإن اجتمعت له الأمور في الدنيا، لكن الآخرة أمرها سيكون صعباً بالنسبة له. وأوضح السيّد الصافي، أنّ الإنسان المذنب أحياناً لا يوفّق في فتح صفحة التوبة مع الله تعالى، وعند البحث في الأسباب التي تناولها الإمام (عليه السلام) لعدم التوفيق، بيّن أنّ من بينها عدم الشكر الذي ملازمته الحرمان، والإنسان عندما يُعرِض عن الله تعالى وحقوقه، فإنّ الله تعالى يُبعِده ويقصيه.
المحاضرة ركّزت على مسألة (الغفلة) وورودها في الدعاء والآثار المترتّبة عليها، ولفت السيّد الصافي إلى أنّ الإنسان الذي ينشغل ذهنه في بعض الحالات بأمورٍ كثيرة، فينغمس في الدنيا ومشاكلها، سيغفل، بل ستكون موارد الانتباه لديه بأمورٍ لا تعتبر ذات قيمة. واستعرض سماحته بعض الأمثلة، فالإنسان عادةً ينتبه من محذورٍ أمامه، كالانتباه من وجود النار والانتباه من السرقة، والإنسان إذا لم ينتبه فهو غافل، فإذا مشى على الأرض وهو غير ملتفتٍ إلى أن هناك منعرجات في الأرض سيقع. وتطرّق إلى استعمال مفردة الغفلة في القرآن الكريم كثيراً، والآيات المباركات حذّرت من الغفلة. وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى لا يُنزِل عذابه على الغافل بل يمهله، ويعطي مساحة زمنية كافية للإنسان، عسى أن يهتدي إلى سواء السبيل، مؤكّداً أن هذا الشهر المبارك فيه الكثير من موارد رحمة الله، والتوسّل، والرجاء، ووسائل الرحمة.