دأبت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة على رعاية الفعاليات التربوية التي من شأنها ترسيخ الثقافة الدينية في نفوس أجيالنا الفتية، وبيان الفوائد التربوية والمعنوية المتوخاة من الالتزام بالوظائف والتكاليف الشرعية، وعلى هذا السبيل أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ضمن برنامجها الثقافي والتوعوي تزامناً مع ذكرى ولادة إمام الموحدين أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب، وحفيده الإمام محمد بن علي الجواد "عليهما السلام"، حفل سنّ التكليف الشرعي (للفتيان)، برعاية الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة، خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، وبحضور وكيل المرجعية الدينية العُليا سماحة السيد محمد آل يحيى "دامت توفيقاته"، وكوكبة من الفتية المكلفين برفقة ذويهم ونخبة من الأساتذة التربويين.
استهل الحفل الذي أقيم في قاعة سيدنا الحمزة بن عبد المطلب "عليه السلام" في رحاب الصحن الكاظمي الشريف، بتلاوة معطرة لآيٍ من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين قارئ العتبة المقدسة السيد قاسم الزاملي، أعقبها محاضرة توجيهية قيّمة لسماحة السيد محمد آل يحيى استعرض فيها بعض مفاهيم (الغزو الثقافي) قائلاً: إن بلوغكم سنّ التكليف الشرعي يعني أنكم أصبحتم فتيانا مسؤولين أمام الله سبحانه وتعالى، وإن هذا الاحتفاء والتكريم هو تشجيعاً لكم لأجل بناء شخصيتكم الواعدة، والتهيؤ لبذل العطاء في إدارة الحياة، فاحفظوا أنفسكم من المعاصي، واحذروا حملات الغزو الثقافي التي يشنّها عليكم أعداء الإنسانية والإسلام في هذه المرحلة الحرجة من ربيع أعماركم، وحافظوا على أسركم وصلتكم بأرحامكم، وكذلك صلواتكم اليومية، وسائر عباداتكم، وتمسكوا بكتاب الله تعالى، ونهج نبينا الأكرم وآله الأطهار "عليهم السلام".
وأضاف سماحته: لا بد من الاستقلال الثقافي المتمثل بالعلم، والقيم، والعادات، والتقاليد، والأخلاق، والتراث، والفنون، والآداب، وعلى أبنائنا أن لا يتشبهوا بأقوام أخرى مستشهداً بقول أمير المؤمنين الإمام علي "عليه السلام" حين قال: (قلّ من تشبه بقوم إلا أوشك أن يكون منهم)، فعلينا بالحصانة الثقافية الإسلامية، وأوصي أرباب الأسر أعزهم الله: حافظوا على حياء أبنائكم وبناتكم فإن الحياء ثقافة فطرية ضد الذوبان الثقافي بالثقافات الأخرى.
وذكر سماحته محطات من ملامح ثقافتنا الاجتماعية وهويتنا المتميزة بالقيم الإنسانية، مشدداً على ضرورة تكاتف الجهود بين الأسرة والمدرسة وجميع المؤسسات التربوية لأجل بناء مجتمعنا. 
أعقبها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها المستشار الديني والثقافي فضيلة الدكتور الشيخ عماد الكاظمي تناول في محاورها سلسلة من التوجيهات قائلاً: نوجه دعوتنا اليوم إلى أولياء الأمور أكثر من أي وقت مضى ونحن في الرحاب القدسية للإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام" بالتمسك بمبادئ الوعي وتعزيز الثقافة الإسلامية، حيث تقع على عاتقنا جميعاً مسؤولية كبيرة ألا وهي محاربة العدو الذي يريد أن يسلب أبناءنا من أحضان قيمنا الأصيلة، فضلاً عن محاربة كل أشكال الانحراف الأخلاقي والعقائدي وحث أبنائنا على الالتزام بجميع مفاصل الحياة.
وبيّن فضيلته: لأجل أن نصل إلى هدف الدين والأخلاق والتربية فأن هذا الأمر قد يحتاج منا عمل وكدح مستشهداً بقوله تعالى: (يا أيُّها الإنْسانُ إنَّكَ كادِحٌ إلى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ).
وأشار إلى الدور الكبير للأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة في إقامتها هذه المناسبات المباركة ورعايتها لشريحة الفتية، ودعواتها المتجددة بالتمسك بمبادئ الوعي والثقافة الإسلامية، وسعيها في الحفاظ على الهوية الإسلامية وجعلهم شباباً واعياً على خطى آل بيت النبوة "عليهم السلام".  
كما شهد الحفل مشاركة لبراعم مُلتقى الزائر الصغير بمشهد تمثيلي بعنوان: (العشق الجوادي) تيمناً بذكرى ولادته العطرة، واختتم الحفل بتوزيع الهدايا المالية والعينية على المشاركين ممن بلغوا سنّ التكليف الشرعي من بركات الإمامين الكاظمين "عليهما السلام".