دأبت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة متمثلة بأمينها العام خادم الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام" الدكتور حيدر حسن الشمّري على رعاية الفعاليات التربوية التي من شأنها ترسيخ الثقافة الدينية في نفوس أجيالنا الفتية، وبيان الفوائد التربوية والمعنوية المتوخاة من الالتزام بالوظائف والتكاليف الشرعية، وعلى هذا السبيل أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة/ مركز القرآن الكريم حفل التكليف للفتيات ممن أتمَمَن التسع سنوات قمرية من أعمارهن، تزامناً مع ذكرى ولادة أم السبطين سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء "عليها السلام" بحضور ذوي الفتيات المكلفات وكوكبة من الزائرات الكريمات.
استهل الحفل الذي أقيم في رواق السيدة آمنة بنت وهب "عليها السلام" في رحاب الصحن الشريف، بتلاوة معطرة لآيٍ من الذكر الحكيم لأحدى المكلفات الكفيفات الحافظة نرجس سيف محمد، بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها المستشار الديني والثقافي فضيلة الشيخ عماد الكاظمي هنأ في مطلعها الحضور بهذه المناسبة الميمونة، والمنظمين لهذا الحفل المبارك والتجمع الإيماني الكبير، وبيّن فضل المرأة عند الله عز وجل ومقامها وعظمتها وهي حاضرة في القرآن الكريم، وأحاديث الأئمة المعصومين "عليهم السلام" واعتناء الشريعة بالمرأة بصورة خاصة.
وأشار إلى أهمية التكليف الشرعي قائلاً: (علينا أن نتخذ من مبدأ سيدة النساء الزهراء "عليها السلام" منهاجاً لحياتنا ونجعلها أسوتنا وقدوتنا الحسنة فنقتفي أثرها ونسير في هداها، حيث كانت الصديقة "عليها السلام" صادقة بالقول والفعل وشديدة الالتزام بالعفاف والحجاب، لأنه رمز عفة المرأة وعنوان قيمتها الحقيقية فيتوجب أن نربي بناتنا العزيزات على خصالها وتطبيق رسالتها الإنسانية والتربوية.
وأضاف فضيلته: نوجه دعوتنا اليوم إلى الآباء والأمهات أكثر من أي وقت مضى إلى التمسك بمبادئ الوعي والثقافة الإسلامية، حيث تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة ألا وهي محاربة العدو الذي يريد أن يسلب أبنائنا من أحضان قيمنا الأصيلة، فضلاً عن محاربة كل أشكال الانحراف الأخلاقي والعقائدي وحث بناتهم على الالتزام بالعفة وبالحجاب الصحيح ونبذ التبرج والابتذال).
وكانت هناك كلمة لمركز القرآن الكريم ألقتها مديرة وحدة التبليغ الديني النسوي الخادمة سوسن هاشم بينت خلالها دور المركز مع الفتيات المكلفات وعلى مدى شهرين متتالين في تنظيم المحاضرات التوعوية والتثقيفية بغية تأهيليهن للدخول بمرحلة جديدة من حياتهن. كما تطرقت إلى سلسلة من الوصايا للفتيات المكلفات، أوضحت أن هناك حجاب ظاهري وهو الذي نحتفي به اليوم، وكذلك هناك حجاب آخر وهو حجاب القلب فيجب أن يكون حجاباً قوياً مفعماً بالإيمان، وعليه أن الالتزام بالحجاب الشرعي هو محض العز والفخر والكرامة في الدنيا والآخرة، فضلاً عن أداء الفرائض اليومية ونحن نرفل في رحاب مدرسة أهل البيت "عليهم السلام" وما احتوته من أسس رصينة لبناء المجتمع والأسرة المسلمة لترقى إلى مدارج الكمال ونيل رضا الله سبحانه وتعالى.
وشهد الحفل مشاركة مجموعة من الطالبات بأنشودة مطلعها (بحجابي تحيا كرامتي) من كلمات خادمة العتبة المقدسة نور ماجد، وألحان الخادم المنشد مصطفى الكناني، وأنشودة أخرى بعنوان: (هذه الزهراء)، وعرض تمثيلي بعنوان: (أيهما تختارين) إخراج خادم العتبة المقدسة المنشد سجاد أحمد تحدثت عن الحجاب الشرعي وإيضاح السلوكيات الصائبة التي يجب أن تتبعها الفتاة المؤمنة، واختتم الحفل المبارك بدعاء الفرج لمولانا الحجة بن الحسن "عجل الله تعالى فرجه الشريف"، وتوزيع مجموعة من الهدايا على المشاركات ممن بلغن سنّ التكليف الشرعي.