أكّدت الأمانة العامة للعتبة العبّاسية المقدسة أنّ مسابقة (أمّ البركات) الخاصّة بالسيدة الزهراء (عليها السلام)، واحدةٌ من النسخ الحديثة للتقديم الإبداعي سواء كان بصريًا أم سمعيًا أم حرفيًا. جاء ذلك في كلمةٍ ألقاها رئيس المجمَع العلمي للقرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة الدكتور مشتاق العلي، عند إعلان أسماء الفائزين في المسابقة التي أُقِيمت تحت شعار (على معرفتها دارت القرونُ الأولى)، ويُشرف عليها قسم الشؤون الفكرية والثقافية. وأدناه نصّ الكلمة: من الوفاء لإرثنا ولاسيّما الروحيّ منه: أن نستدعيه دومًا في أقوالنا وأفعالنا؛ لأنَّه المنبع الأصفى في تشكّل شخصيتنا، والمؤثّر الأنجع في توجيه سلوكياتنا؛ من هنا صار لزامًا علينا أن نقدّمه لشرائح المجتمع بصورٍ متنوّعة، ولعلّ أهم تلك الصور: هو التقديم الإبداعي؛ سواء كان بصريًا أم سمعيًا أم حرفيًا، وتأتي جائزة أمّ البركات الأدبية واحدةً من النسخ الحديثة للتقديم الإبداعي، بحيث انضمّت إلى مساقات الجوائز التي تنهض بإقامتها الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدّسة، عبر تشكيلاتها الثقافية والمعرفية والعلمية؛ لتكونَ مسهمةً في تفعيل هذه الوظيفة التنموية في شرائح المجتمع المختلفة. ولربّما انمازت هذه الجائزة بمزايا عديدة منها: أولًا: تخصيصها للسيدة الزهراء(عليها السلام) التي ورد في ضمن ما ورد من كُناها "أمّ البركات" التي كانت وسمًا للجائزة. ثانيًا: تنوّع أبوابها؛ بحيث تفرّعت إلى أربعة فروع، هي: جائزة الشعر العمودي، جائزة الرواية التاريخية الأدبية، جائزة المسرحية متعدّدة الفصول، جائزة القصّة القصيرة. ثالثًا: فتح أبواب المسابقة لجميع المشاركين محليًا وعربيًا وعالميًا، وقد وردت على الجائزة أكثرُ من مئة مشاركة توزّعت على حقول الجائزة الأربعة، انتُدِبَ لفرزها وتقييمها والحكم عليها ثلةٌ من المختصّين ثقافيًا وأكاديميًا في الساحة الأدبية العراقية.
ومن الطبيعيّ أن تُحجب بعض المراكز إن لم يصل تقييمُ الأعمال المشاركة إلى المُستوى المطلوب لإحراز أحد المراكز المحدّدة، لذا ارتأت اللجنة التحكيمية لبعض فروع الجائزة أن تُحجب بعض المراكز للسبب المذكور آنفًا. ومن الطبيعيّ أيضًا أن تكون بعض المراكز ممنوحةً لأكثر من عمل؛ إن كان تقييم تلك الأعمال في حساباتِ اللجنة التحكيمية متساويًا، وهو ما حدثَ مع المركز الأخير في حقل الشعر كما سيُعلن عنه. وفي الختام ننقل إليكم تحايا ودعاء سماحة المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدسة العلّامة السيد أحمد الصافي (دام عزّه)، وكذلك إدارة الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، إذ لولا مقام التولية وإدارة الأمانة العامّة لما تحقّق نجاح مساقات الجوائز التي تُطلقها أقسام العتبة، فباسم جميع الأدباء نرفع أسمى آيات الشكر والامتنان لهما لدعمهما الحراك الثقافي والأدبي. وفي الوقت نفسه نشكرُ الاتحاد العام للأدباء والكتابِ في العراق شكرًا كثيرًا. وأمينيه العام والثقافي وكذلك رؤساء الاتحاداتِ في محافظات بلدنا العزيز والأدباء من أعضائها، ولا ننسى اتّحاد أدباء كربلاء رئاسةً وأعضاء ممّن أعانونا على إنجاح هذه الفعالية المباركة، كما نشكرُ بقية الحاضرين الذين شرّفونا اليوم. أمّا المشاركون فنبارك للفائزين منهم، وندعو لمن لم يفوزوا أنْ يُوفّقوا إليه في النسخ القادمة من هذه الجائزة أو الجوائز الأُخَر، داخل العتبة العبّاسية المقدسة أو سواها من رعاة الثقافة والأدب والفكر.