المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الآفات الحشرية والحيوانية التي تصيب القرنفل
2023-07-26
UNIMAGINABLE POWER
17-9-2020
Max Black
9-11-2017
كاشفات الأشعة السينية: العدادات الغازية Gas Counters
2023-09-20
أمثلة على النسخ (نسخ الازالة الكلي) 
2023-08-31
الاُمّة الشاهدة
21-10-2014


غزوة بني المصطلق ودور النفاق  
  
1847   05:19 مساءً   التاريخ: 2-4-2022
المؤلف :  المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 1، ص148-149
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /

ووردت أخبار جديدة تفيد بأن الحارث بن أبي ضرار - زعيم بني المصطلق - يعدّ لغزو المدينة فاستوثق النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) - كعادته قبل كل تحرك - من صدق الخبر وندب المسلمين فخرجوا إليهم والتقوا عند ماء يدعى « المريسيع » ونشبت الحرب ففر المشركون بعد قتل عشرة اشخاص منهم ، وغنم المسلمون غنائم كثيرة وسبيت أعداد كبيرة من عوائل بني المصطلق ، كانت من بينهم جويرية بنت الحارث فأعتقها النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ثم تزوجها ، وأطلق المسلمون ما في أيديهم من الأسرى إكراما لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ولها[1].

وفي هذه الغزوة كادت أن تقع فتنة بين المهاجرين والأنصار بسبب بعض النعرات القبليّة ولما علم النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) بذلك قال « دعوها فإنها فتنة »[2]. وأسرع عبد اللّه بن أبي رأس النفاق يبتغي الفتنة ويؤجج الخلاف فوجّه اللّوم لمن حوله من أهل المدينة إذ آووا ونصروا المهاجرين ثم قال : أما واللّه لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل ، وكادت أن تفلح مساعي ابن أبي لولا أنّ النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) - بعد أن توثق من تحريض ابن أبيّ ونفاقه - أمر بالعودة إلى المدينة على وجه السرعة رافضا رأي عمر بن الخطاب بقتل ابن أبي فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « فكيف يا عمر إذا تحدّث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ؟ ! لا »[3]. ولم يأذن النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) بالاستراحة في الطريق فسار بالمسلمين يوما وليلة ثم أذن لهم بالاستراحة فأخلد الجميع للنوم من شدة التعب ولم تتح فرصة للتحدث وتعميق الخلاف . وعلى أبواب المدينة طلب عبد اللّه بن عبد اللّه بن أبي الإذن من النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) في قتل أبيه بيده دون أحد من المسلمين خشية أن تثيره العاطفة فيثأر لأبيه فقال نبي الرحمة ( صلّى اللّه عليه واله ) : « بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا » . ثم وقف عبد اللّه ( الأبن ) ليمنع أباه من دخول المدينة إلّا بإذن من الرسول الأكرم ( صلّى اللّه عليه واله )[4] ، وفي هذا الظرف نزلت سورة المنافقين لتفضح سلوكهم ونواياهم .

 

[1] تاريخ الطبري : 3 / 204 ، إمتاع الأسماع : 1 / 195 .

[2] السيرة النبوية : 1 / 290 .

[3] امتاع الأسماع : 1 / 202 .

[4] راجع السيرة النبوية : 2 / 292 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.