المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

بمختلف الألوان
لقد فاضلَ الله سبحانه وتعالى بحسب حكمته في التشريع بين الشهور كما فاضلَ بين الأيّام، وكما فاضل بين السّاعات لأجل أن تكون هذه الفضيلة منبّهات للإنسان على مزيدٍ من الجد والتبصّر والاستعداد للحياة الأخرى. فلو كان الإنسان مدعوّاً إلى عمل الخير في جميع الأوقات على وجهٍ واحدٍ لم يكن له حافز على استثمار... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات اسلامية
الآثار الوضعية للذنوب... لا تقدم على أمر يذهب بنور الوجه ويورث الارتعاش (32)
عدد المقالات : 318
حسن الهاشمي
فيها من الفساد ما لا يخفى على كل ذي لب، لما تحمله من معاول هدم لشخصه وشخصيته، لجسمه وعقله، لجوارحه وجوانحه، لنفسه ومجتمعه، نعم انها قارورة اجتمعت فيها كل شرور الدنيا، وهو المصير الآسن ينتظر كل من يتناولها، الإمام الصادق (عليه السلام) كان أكثر وضوحا عندما سأله المفضل عن علة تحريم الخمر بقوله-: (حرّم الله الخمر لفعلها وفسادها، لأن مدمن الخمر تورثه الارتعاش، وتذهب بنوره، وتهدم مروته، وتحمله على أن يجترئ على ارتكاب المحارم، وسفك الدماء، وركوب الزنا، ولا يؤمن إذا سكر أن يثب على حرمه ولا يعقل ذلك، ولا يزيد شاربها إلا كل شر) علل الشرائع للصدوق: ٤٧٦ / ٢ و ٤٨٤ / ١. (تورثه الارتعاش) تأسيس لأضرار الخمر الصحية، (تذهب بنوره) تأسيس لأضرار الخمر النفسية، ولا فائدة ترجى لشخص يقدم على تهديم بدنه وأخلاقه بيده وبمليء ارادته، انه انحطاط ليس بعده انحطاط، انه التسافل بعينه ذلك الذي يروم بصاحبه الى الحضيض ويا لها من انتكاسة وخيمة تلاحق أولئك الذين حفروا قبورهم بأيديهم وتركوا بصمات العار يجر اذيالهم بكل خزي وعار وسوء عاقبة وانهيار.
الكحول بالإضافة الى حرمتها شرعا هو مادة مخدّرة يستهلكها العديد من الأفراد حول العالم بشكل اجتماعي أو شخصي، لكن العقلاء من الناس يدركون مدى خطورة أضرار الكحول على الصحة البدنية والعقلية، فعلى الرغم من أن متناولي الكحول يزعمون ان تناول الخمر يشعر بالسعادة والنشوة إلا أن ذلك الشعور لا يستمر إلا لفترات قصيرة من الزمن تاركا وراءه مجموعة خطيرة من اضرار شرب الكحول على الجسم والنفس والعقل، إن الإفراط في شرب الكحول أو الشرب المزمن على المدى الطويل يمكن أن يؤدي إلى إدمان الكحول، وهو بدوره يؤدي الى نتائج كارثية على مستوى الفرد والمجتمع.
وكما هو معلوم إنه من الناحية الدينية لا يخفى على أحد حرمة تناول الخمور نسبة لما يترتب منها من آثار اجتماعية وصحية سالبة، فالخمر أم الكبائر؛ لأن شارب الخمر يمكن أن يرتكب أي جريمة أخرى مهما كانت بشعة، ومن لم يتورّع عن شرب الخمر لن يتورّع عن ارتكاب الجرائم، وأغلب الجرائم تتم تحت تأثير الخمر، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (الخمر أم الفواحش والكبائر) كنز العمال للمتقي الهندي: 13181. بل اكد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك بقوله: (جمع الشر كله في بيت، وجعل مفتاحه شرب الخمر) بحار الانوار للمجلسي: ٧٩ / ١٤٨ / ٥٨. اذا كان شارب الخمر شر كله فمن الطبيعي ومن الناحية الاجتماعية فالرجال الذين يتناولون الخمر منبوذون من المجتمع وليس لهم مكانة بين الناس ويفقدون هيبتهم، ترى ان أسرهم مفككة ولا يعيش أبناءهم حياة أسرية مستقرة مما يعرّض أبناءهم للمشاكل النفسية ويولّد لديهم الروح الإجرامية، وهذا ما ينعكس سلبا على سلامة الأسرة أولا وينعكس سلبا على سلامة المجتمع، وهو ايذان بسقوطه في مستنقع الجهل والرذيلة، يرتبط تعاطي الكحول المزمن بقضايا تتعلق بالصحة العقلية والإدراكية، بما في ذلك أضرار الكحول على التعلم أو الذاكرة بالإضافة إلى تفاقم أو التسبب في مشاكل خطيرة تتعلق بالصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق.
يقول أطباء الشرق والغرب ان أضرار شرب الكحول لا تنحصر على العقل فحسب؛ بل قد تصل إلى كل أجهزة الجسم مثل الكبد والجهاز الهضمي وغيرهم، كما قد تصل مضار الكحول على جسم الانسان إلى زيادة خطر وفاة الشخص لأسباب مختلفة، مثل أنواع عديدة من السرطان وأشكال معينة من أمراض القلب والأوعية الدموية.
اضافة الى ان الكحول تثبط الجهاز المناعي وتجعل الشخص عرضة للالتهابات الفيروسية والبكتيرية المتكررة، وتتسبب في نقص التغذية وانعدام الفيتامينات المهمة والهزال والضعف العام، وتتسبب بالتهاب الكبد الفيروسي، كما يؤثر الخمر على الجهاز العصبي الطرفي والمركزي كذلك يؤدي الخمر لضمور خلايا المخيخ وهي الجزء المسؤول عن حفظ توازن الجسم مما يؤدي لرعشة في الأطراف وعدم توازن بالمشي بصورة مستمرة حتى في اللحظات التي يكون فيها غير مخمور وقد يتطور الأمر حتى يعيق الشخص عن الحركة بسبب فقدان التوازن الشديد.
يتسبب الخمر أيضا في التهاب العصب البصري والعمى، ووجد أن للكحول علاقة وثيقة بسرطانات المريء الفم المعدة والبنكرياس كما أن الدراسات أثبتت علاقتها بسرطان الرئة، وإدمان الكحول وهي حالة يكون معها المريض غير قادر على السيطرة على معدل شرابه ومواقيت الشراب فيكون سكرانا طول اليوم وإنه يعاني من أمور أهمها عدم الاهتمام بالمظهر ولا مواقيت العمل، وعدم الاهتمام بنظرة الناس من حوله فيذهب للعمل وهو سكران ولا يستطيع التوقف عن الشراب ولا يستطيع أن يمنع نفسه عن الشرب متى ما أتته الرغبة في الشراب، هؤلاء الذين يصلون حد الإدمان إذا توقفوا عن الشرب ليومين تظهر عليهم آثار الانسحاب، فيبدأ تدهور درجة الوعي وغور في العيون وهلوسة وفقدان التوازن والتركيز وتشنجات ثم غيبوبة قد تذهب بحياتهم.
أما الأضرار النفسية والعقلية لشارب الخمر يمكن حصرها بما يلي:-
وجه كالح متقطب ورائحة كريهة لا ينفع معها المساحيق ولا تسعفها عطور الدنيا برمتها.
ترى القلق والاكتئاب يلفانه من كل حدب وصوب، ومحاولة الهروب منهما باحتساء الخمر كالمستجير من الرمضاء بالنار.
التوتر العصبي والنفسي، يسيطر عليه ويأخذ منه مأخذة عظيمة تنعكس على تعامله السيء مع أفراد اسرته والمجتمع الذي يعيش فيه.
الهلاوس السمعية والبصرية والحسية كسماع أصوات أو رؤية أشباح لا وجود لها، انه يعيش تلك الدوامة ولا يؤمن إذا سكر أن يثب على حرمه ولا يعقل ذلك.
البلادة أو ضعف الإدراك والتركيز، واضطراب الذاكرة وكثرة النسيان، وقد يصاب المدمن في بعض الحالات بفقدان الذاكرة أو الجنون، ولا يزيد شاربها إلا كل شر.
ضعف الاستجابة للمؤثرات الخارجية، لأنه اعطى لعقله اجازة وعطّل أهم جزء في جسمه للتفاعل المثمر مع مفردات الحياة المختلفة.
الذهاب بالهيبة والكرامة وسحق المروءة والشهامة، والمروءة هي آداب نفسانيَّة تحمِل مراعاتها الإنسان على الوقوف عند مَحاسن الأَخلاق وجميل العادات، وأنى لشارب الخمر من تلك الخصال الحميدة، وهو الذي تسافد الى مهاوي الحيوانية وتداعياتها المريبة.
الانطواء والعزلة، والشعور بالإحباط، ونفور المجتمع منه بسبب تجرئه على ارتكاب المحارم، وسفك الدماء، وركوب الزنا.
انفصام الشخصية وهو مرض عقلي خطير يؤثر في طريقة تفكير الأشخاص وشعورهم وتصرفاتهم، ويمكن أن يؤدي إلى مزيج من الهلوسة والتوهم والتفكير والسلوك غير المنظم.
الأمراض الجسدية والنفسية والعقلية التي تستحوذ على شارب الخمر ما هي إلا أشواك يتأذّى عند تخطّيها، وحنظل يتجرّع مرارتها، ومستقبل قاتم يحثّ الخطى في دهاليزه المظلمة، هذه الصورة القاتمة طالما رسمتها تلك الأنامل بسوء انتخابها، وكيف يرتجى الخير منها وهي التي احتست الخمر والمسكر ومهّدت لتلك الطلعة الشوهاء في ذلك الزمن الأغبر، الذي يمر من خلاله بمحطات محزنة ومقرفة وصاخبة يتحمل وزرها من اشعل اوارها، وهي تلك الآثار الوضعية التي مازلنا نقول أنها بالمرصاد لكل من تسوّل له نفسه بالإضرار بنفسه وبعائلته وبمجتمعه، ويجعل من ذاته المكرّمة ذاتا وسخة تلعب بمقدراتها ديدان الحياة الفتّاكة وتحولها من الصباحة إلى الصفاقة في حين غفلة من الزمن الذي ان هبت عواصفه، فإنه لا ينجو منها كل متهتك خوّان لنفسه ولمستقبله، ولا اعتراض حينئذ على الكوارث التي تحلّ على من يمشي في دهاليز الخمر والمسكرات، وكما أنه لا يمكن أن نجني من الخل العسل، كذلك لا يمكن أن نجني من الخمر والمسكرات الخير والمنجيات.
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :2
عدد التعليقات : 0
منذ 17 ساعة
2025/04/15م
أولا- تعريف التثقيف الصحي : تتعدد تعاريف التثقيف الصحي ونذكر منها ما يلي: - عملية إعلامية هدفها حثُّ الناس على تبنّي نمط حياة وممارسات صحية سليمة. - عملية يتحقق عن طريقها رفع الوعي الصحي عن طريق تزويد الفرد بالمعلومات والخبرات بقصد التأثير في معرفته و ميوله و سلوكه من حيث صحته و صحة المجتمع الذي يعيش... المزيد
عدد المقالات : 8
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 اسبوع
2025/04/06م
يقصد بتجاوز حق الدفاع الشرعي هو انعدام التناسب بين فعل الدافع وبين الخطر الذي يهدد المدافع فلا يبيح حق الدفاع الشرعي احداث ضرر اشد مما يستلزمه هذا الدفاع وفقاً لنص المادة ٤٥ من قانون العقوبات . ويستوي في التجاوز في الدفاع الشرعي ان يكون فعل المدافع فعل عمدي او كان خطأ او على سبيل الاعتقاد خطأ بانه كان... المزيد
عدد المقالات : 140
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/04/04م
تسمى هذه الفتحات بالعيون الباكية وتعمد السومريون وضعها أثناء بناءهم للزقورات لكي تستخرج مياه الامطار عند هطولها على الزقورة فتعمل كالمرازيب في وقتنا الحاضر و يخرج ماء المطر كما تخرج الدموع من العيون ، و لهذا يسميها السومريون اصحاب الذوق الفني الراقي (العيون السومرية الدامعة) و ما يثير الانتباه ان... المزيد
عدد المقالات : 43
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/04/03م
ما بين نوائب الدهر والصبر الجميل... النبي أيوب (عليه السلام) معلمٌ حضاريٌ في مدينة بابل تقرير زيد علي كريم الكفلي ضربت العرب المثل في هذا الرجل المبتلى فكلما أصاب إنسان من مصيبة أو بلاء أوصوه بأن يصبر كصبر أيوب وأخذ الناس يتنفس معنى الصبر وهم يتذكرون قصته ويستلهمون منها دروساً ، وقد ضرب هذا المثل بسبب... المزيد
عدد المقالات : 69
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 17 ساعة
2025/04/15م
(أبو محمد) منذ الصباح يجلس أمام التلفزيون، أوشكت الجمعة  علی الانتهاء وهو مازال مشغولا بمتابعة  خبر اكتشاف الهيكل العظمي للرجل المشؤوم منذ زمن بعيد كان هناك رجل مشؤوم ،يقال :إنه في اليوم الذي تبين أن أمه حامل به ، حاصرت مجموعة من الكلاب أباه واقتطعت أهم ما يبقيه علی قيد الرجولة فبقي عليلا يحيا... المزيد
عدد المقالات : 23
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 17 ساعة
2025/04/15م
التجدد مذهب المبدع المتمكن ، ومسلك الشاعر المجيد ؛ فهو لا يكرر ما يقول ولا ما يسطر من قصيد .. حالاته الإبداعية بلا ذاكرة .. وان شئت قل خارج الذاكرة ، فتجده دائم الإبداع في تجديد وانتقال بين عوالم الشعر. نجد هذا جليا لدى شاعرنا الأستاذ محمد مغاوري ؛ فهو يطل علينا من وراء تلال سرابية من الشعر الوهمي الذي... المزيد
عدد المقالات : 8
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 ايام
2025/04/13م
في قريةٍ بعيدةٍ، كانَ هناكَ طِفلٌ يُدعى "فارس"، شغوفًا بالطبيعةِ، ويحبُّ استكشافَ الغاباتِ المحيطةِ بقريتهِ. في أحدِ الأيامِ، بينَما كانَ يسيرُ في الغابةِ، رأى زهرةً جميلةً وفريدةً لم يرَ مثلَها منْ قبلُ. كانتْ تتوهّجُ بألوانٍ مختلفةٍ كأنّها زهرةٌ من عالمٍ آخَر. اقتربَ فارسٌ مِنها بحذرٍ، وإذا... المزيد
عدد المقالات : 9
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 ايام
2025/04/13م
كلُّ شيء في حياتنا كان خلسةً، نخشی الضوء، نخشی المرايا، نخشی وجه  النهر الناطق نخشی الأبواب المفتحة، نخشی الليل رغم سباته، نخشی الفجر رغم حضوره نخشی القادم، تُری هل فكرتم كيف كنّا نعيش كنا نحيا ولم نكن نعيش فحياتنا مجرد أنفاس تركض مسرعةً، تتلفت تخاف علی رصيدها المُلاحَق، الهارب من فوهات البعث... المزيد
عدد المقالات : 23
علمية
ان الامراض والمشاكل الصحية التي ترتبط بالدم عديدة ومتنوعة ولذلك لا بد من وجود فحوصات مختبرية تساعد في الكشف عن هذه المشاكل لتعطي الطبيب التفاصيل الكاملة عن مكونات الدم لإعطاء العلاج المناسب للحالة . ويعد فحص صورة الدم الكاملة ( Complete blood count)... المزيد
أولا- مفهوم الأرغونوميا: من الناحية اللغوية ، كلمة أرغونوميا جاءت من الكلمة اليونانية Ergonomics وتعني "قواعد العمل" ، أي مجموعة القواعد التي تضبط أنشطة العمل. أما من الناحية الاصطلاحية فقد اختلفت التعاريف وتعددت المصطلحات التي تناولها الباحثون في... المزيد
عزيزي القارئ تخيل أنك تستطيع علاج مرض السرطان أو الالتهابات المزمنة دون التأثير على الخلايا السليمة في جسمك، بل إن الدواء يصل مباشرة إلى الخلايا المصابة فقط، دون أن يُسبب أي آثار جانبية. هذا ما تعد به تقنية توصيل الأدوية المستهدف باستخدام... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
عظمة أهل البيت (عليهم السلام) وحدود القياس...
السيد رياض الفاضلي
2025/02/20م     
النخب والمفاهيم النمطية الموروثة
عبد الخالق الفلاح
2024/11/16م     
ميدان الأوّلويّات
السيد رياض الفاضلي
2024/10/14م     
اخترنا لكم
حسن كاظم الفتال
2025/03/06
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ إن من العظمة لهذا...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)
2025/03/11
( القيامة عرس المتقين )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com