كشفت اللجنة العلمية لمؤتمر متحف الكفيل الدولي الرابع عن استقبال ستّين بحثاً، للمشاركة في المؤتمر الذي يقيمه متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات، وقد اختير منها 20 بحثاً. جاء ذلك في كلمةٍ ألقاها رئيس اللجنة الدكتور إبراهيم سرحان خلال المؤتمر الذي يُعقد تحت شعار (المَتَاحِفُ هُويَّةٌ ثَقَافِيَّةٌ)، للمدّة (23 – 24/ 11/ 2023م). وأدناه نص الكلمة: بمبادرةٍ طيبة وباهتمامٍ بالغ ورعاية كريمة ومتابعة حثيثة من السيد أحمد الصافي المتولّي الشرعيّ للعتبة العباسية المقدسة (دام عزّه).. انبثق مؤتمر متحف الكفيل الدولي عام 2015 وكان من أهدافه معالجة قضايا المتاحف والنهوض بها، وسبل تطويرها والاستفادة من خبرات وتجارب العالم المتقدّم، باعتبار أن المتاحف أوابد تحوي كنوزاً ثمينة من المقتنيات والوثائق المادية، التي تحفظ للذاكرة الإنسانية تاريخها المادّي. وتواصل انعقاد المؤتمر كلّ سنتين كما خُطّط له، على الرغم من العقبات التي اعترضته نتيجة الوضع الأمني المعقّد للبلاد، إلى جائحة كورونا التي أوقفت الحياة في كلّ أنحاء العالم مدّة تربو على السنة، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه في المؤتمر الرابع الذي ينعقد اليوم بإذن الله ومشيئته تحت شعار (المتاحف هوية ثقافية). والحقيقة أن هذا المؤتمر وما حقّقه من نجاحات باهرة على طول انعقاده يعدّ من المؤتمرات الرائدة على مستوى العراق، إن لم يكن على مستوى العالم العربي في علوم المتاحف، والمتخصّصون يدركون قبل غيرهم ضعف الاهتمام والإهمال لهذا القطاع، والأكاديميات ذات العلاقة التي تخرج المتخصّصين في علم الآثار لم تضع المناهج الوافية لعلوم المتاحف على أهمّيتها البالغة، فضلاً عن الانتهاكات الواسعة والمتكرّرة على مدى التاريخ التي تتعرّض لها المتاحف العراقية، سواء كان من الغُزاة المحتلّين أو سرّاق الآثار أو الجماعات الإرهابية المتطرّفة داعش والقاعدة، وما أحدثته تلك الصفحة السوداء في تاريخ العراق المعاصر من دمارٍ همجيّ للمتاحف ومواقع الآثار على حدٍّ سواء. إن هذا المؤتمر الذي تنظّمه الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وينهض به قسم متحف الكفيل، قد نجح في استقطاب الكفاءات العلمية المتخصّصة في الهيئات والمتاحف والجامعات العراقية والعربية والعالمية، وانصهرت خبرات تلك الكفاءات في بودقة هذا المؤتمر لتحقّق نتائج باهرة من خلال تقديم البحوث الرصينة، والحوارات العلمية وتلاقح الأفكار ومزج الخبرات لتسهم كلّ تلك المعطيات في تطوير هذا القطاع، والملاكات العلمية والفنية في متحف الكفيل الذي أصبح اليوم يُشار له بالبنان بين المتاحف المتخصّصة العالمية، وصار يشكّل مدرسةً لتدريب الكوادر المتخصّصة في شؤون المتاحف، ومعيناً علمياً للدارسين ومركز إشعاعٍ لبطولات وفكر أبي الفضل العباس(عليه السلام). الإخوة الحضور الأعزاء... عملت اللجنتان العلمية والتحضيرية للمؤتمر والمشكّلة من مدير قسم متحف الكفيل الأستاذ صادق لازم الزيدي، وبعض كفاءات المتحف العلمية ونخبة من أساتذة الجامعات العراقية والعربية والعالمية، على مدى أكثر من عامٍ للتحضير لهذا المؤتمر، تخلّلته سلسلة من الاجتماعات الدورية المدمجة حضورياً لمن تسمح لهم الظروف بالحضور وإلكترونياً لزملائنا من إقليم كردستان والجامعات العربية والعالمية، وتفانى فيه الزملاء في العمل الجادّ وكلّهم أمل في إنجاح هذا المؤتمر. قُدِّم للّجنة العلمية في هذا المؤتمر ستّون بحثاً لباحثين من مختلف الجامعات، وبعد مطابقتها مع محاور المؤتمر المعلنة أُجري تقييمها من الخبراء المتخصّصين في شؤون الآثار والمتاحف، فضلاً عن النقاشات التي دارت حول أصالتها وتحكيم منهجيّتها، فتمّ اختيار عشرين بحثاً وترشيحها للقبول في وقائع المؤتمر.. وأُجري توزيعها على أربع جلسات علمية لعرض تلك البحوث من باحثيها وإثرائها بمناقشاتكم وحواراتكم ومداخلاتكم. زملائي الأعزاء الحضور الكريم إن قيمة المؤتمرات العلمية ليس في كثرة عدد البحوث المشاركة، إنّما يكمن ذلك في الرصانة العلمية لتلك البحوث المقدّمة، فإنّ عشرة بحوث علمية رصينة مطابقة لمحاور المؤتمر أفضل بكثير من عشرات البحوث الهشّة، التي لا تقدّم للمؤتمر شيئاً بل تقلّل من قيمته.
تعلن اللجنة العلمية أن نظام مؤتمرنا هذا مدمج أي حضوريّ وإلكترونيّ، وهذا ممّا يوفّر مساحة أكبر للراغبين بالمشاركة خاصّة أولئك الزملاء من الباحثين المشاركين، الذين حالت ظروفهم الخاصة دون حضورهم وقائع المؤتمر حضورياً، سواء كانوا من داخل العراق أو خارجه، وذلك بالدخول إلى مواقع ومنصّات التواصل الإلكتروني التي ستُنقل عليها وقائع المؤتمر، من خلال الروابط التي أعلنت عنها إدارة المؤتمر.