ها قد أطلّ غدير الولاية ليتجدد فيه فرح محبي أهل بيت النبوة "عليهم السلام" في يوم العهد المعهود، والميثاق المأخوذ والجمع المشهود، يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، عيد الغدير الأغر الذي أشرقت فيه شمس الحقيقة وتجلّى نور ولاية القيم والمُثل العُليا وتحقيق العدالة الإنسانية بتتويج وتنصيب الوصي الأول بعد النبي الخاتم "صلّى الله عليه وآله وسلم" أميراً للمؤمنين وإماماً لهم وعلماً هادياً للأمة، وبهذه المناسبة العظيمة، شاركت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة الأمة الإسلامية بأفراحها من خلال فعاليات أسبوع الولاية المبارك وإقامة حفلها المركزي البهيج في رحاب الصحن الكاظمي الشريف، بحضور وفود العتبات المقدسة والمزارات الشريفة والعديد من الشخصيات الدينية والاجتماعية وجمع غفير من زائري الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام".
استهل الحفل بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم شنّف بها قارئ العتبة المقدسة الدكتور الشيخ رافع العامري أسماع الحاضرين، تلتها مراسم رفع راية الغدير فوق سارية باب المراد في العتبة الكاظمية المقدسة والتي أهدتها الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة وسط علو هتافات الزائرين والمشاركين بـ (لبيك يا علي).
بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بهذه المناسبة وألقاها فضيلة الشيخ عَدِي الكاظمي تقدم في مطلعها بالتهنئة قائلاً: (نبارك لإمامنا الحجة بن الحسن المهدي "عجل الله فرجه الشريف"، والمرجعية الدينية العُليا في النجف الأشرف، ولجميع المُسلمين هذه الذكرى العطرة الميمونة عيد الله الأكبر الغدير الأغر الذي احتفى به النبي الأعظم "صلى الله عليه وآله وسلّم" وجميع المُسلمين في الثامن عشر من ذي الحجة الحرام لحجة الوداع فغدا عيداً إسلامياً عظيماً من أعياد المسلمين يحتفون به كلّ عام.
وعرّج فضيلته إلى (مقام الإمامة) مستشهدا بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ، وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)، موضحاً بيان أهم المفاهيم الواردة في ذلك الخطاب الرسالي، والمطلب المختص بالتبليغ والتشريع، في تقلّد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" هذا المقام الإلهي والمنصب الربّاني، وأهمية هذا الأمر في الحفاظ على الرسالة الإسلامية.
مؤكداً: أن عمق الإمامة موجود في كلّ إنسان ولكن بمستويات مختلفة، ولا بد من الثبات ثم الثبات والحفاظ على ذلك النعيم الأبدي، وعن شأنية نعمة الولاية والتنصيب مبيناً: من المعروف إن كل نعمة لا بد أن تشكر، فنعمة الولاية شكرها هو إتباع أهل بيت النبوة "عليهم السلام" قلباً وعملاً، بل ومسؤولية التمسك بمنهجهم الإنساني القويم).
وللشعر نصيب في الحفل المبارك حيث ألقى الشاعر الحسيني الحاج رحيم أبو عليوي مختارات شعرية ولائية بعنوان: (في رحاب الوصي).
وكان لفرقتي إنشاد وأشبال الجوادين مشاركة بهذه المناسبة بأوبريت (عهد الضمير) ترنّمت في حبُ أمير المؤمنين وآله الأطهار، بعدها أجاد الرادود الحُسيني وسام الكاظمي بمجموعة من القصائد والردات إذ أضفى روح الفرح والبهجة والسرور في نفوس المؤمنين الموالين من زائري الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام"، واختتم الحفل بمبادرة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وتكريم نخبة من الخدم المشاركين والحاصلين على المراكز الأولى والمداليات الذهبية في البطولات الدولية للعبة الزورخانة والمصارعة في بيلاروسيا، وكوريا الجنوبية، وتركيا، وكذلك الفرق الحاصلة على المركزين الأول والثاني في بطولة شباب الأئمة الكروية بنسختها الثانية، وذلك تشجيعاً لتلك المواهب الرياضية والاهتمام بتحقيق أهدافهم المنشودة.