مع اطلالة شهر شعبان المعظم أشرقت الدنيا بمولد الاقمار الهاشمية حيث انبلج في فجر الثالث منه ولادة ريحانة النبي الاكرم(ص) الامام الحسين وتوالت بركات الباري على البرية حيث ولد الرابع منه قمر العشيرة ابي الفضل العباس وفي الخامس ولد سليل النبوة وغصن الامامة الإمام زين العابدين وأخيه شبيه رسول الله علي الاكبر(عليهم السلام), و قلوبنا تنبض بحب آل بيت المصطفى تيمناً بهذه الولادات المباركة التي عطرت جبين التاريخ وفي غمرة الفرح والسرور التي تعيشها الأمة الإسلامية ، أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة احتفالا مركزياً بهيجا في رحاب الصحن الكاظمي الشريف ضمن منهاج كبير أعد لهذه المناسبة المباركة, بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الدكتور(جمال عبد الرسول الدباغ) وأعضاء مجلس الإدارة والعديد من الشخصيات الدينية والاجتماعية, حيث بدأ الحفل بتلاوة آيات محكمات من كتاب الله العزيز شنف بها أسماع الحاضرين القارئ(بلاسم جليل), ثم تلتها كلمة الامانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة القاها أمينها العام الدكتور(جمال الدباغ) وجاء فيها:(بأسم اسرة خدمة العتبة الكاظمية المقدسة التي تشرفت بالانتماء اليها قبل اسبوع ومن جوار الامامين الجوادين(ع), نزف اسمى ايات التهاني والتبريكات الى مقام الامام صاحب العصر والزمان(عج) ومراجعنا العظام والأمة الاسلامية بالذكرى العطرة لولادة الانوار الشعبانية المباركة اعاده الله علينا وعلى العراق والعراقيين بالأمن والأمان, ان سيرة أهل البيت اكتنزت بالدروس والعبر التي من شأنها ان ترفع قيمة الانسان والإنسانية وتضمن لمن يتمسك بهم ان يرتقي الى مدارج الكمال فحينما نستذكر هؤلاء الابطال انما هي مراجعة لحياتنا لنعرف من خلالهم طريق الحق الذي يجب ان نسير عليه في مشوار حياتنا, فقد رسموا لنا سبل النجاة التي يجب ان نسلكها فكانوا خير أسوة واشرف قدوة, ثم اضاف: إن إحياء هذه المناسبات امتداد طبيعي للرسالة التي ارادها أهل البيت(ع) وأرادوا للقيم والأخلاق ان تنعكس على الجميع فكان الامام الحسين(ع) الذي اراد العزة والإباء واصبح عنوان للإصلاح والثورة ضد الظلم, اما اخوه المولى ابي الفضل العباس فقد عرف ببسالته ووقوفه بوجه الباطل عندما فدا اخاه وإمام زمانه بروحه ودمه, وعن علي الأكبر ذلك الفتى الأبي الذي اصبح مثالاً لتضحية ولم يفكر بزهو شبابه ولم يتعلق بحلاوة الدنيا ووضع نصب عينه نصرة الحق مهما كلف الأمر اما عن امامنا السجاد(ع) فقد اشتهر بعبادته وانقطاعه لله عز وجل حتى عرف بزين العابدين وسيد الساجدين وعمل على تربية الامة بأسلوب فريد من خلال الصحيفة السجادية ورسالة الحقوق التي تبين كيفية علاقة الانسان مع نفسه وأخيه وربه بنحو يحقق للفرد عوامل الاستقرار والرقي والازدهار, وان ما ذكر ما هي الا مثل عليا لابد ان نتمسك بها فلا يكتفي الاحتفاء بأصحابها من خلال الكلمات والقصائد مالم تترجم كلماتها الى افعال تبتغي رضا الله عز وجل والنبي(ص) وآله الاطهار(ع) ) بعد ذلك اعتلى المنصة سماحة السيد (حسين هادي الصدر)والقى كلمة بهذه المناسبة وجاء فيها: ما من امة حية ولا شعب من الشعوب المتحضرة إلا وهم يحتفوا بقادتهم وعظمائهم, فامتنا تحتفي بآهل بيت النبوة وموضع الرسالة, ونحن اليوم نحتفي بولادات غيرت مسار التاريخ لتشع بأنوارها على العالم أجمع وهي ولادة الامام الحسين وأخيه ابي الفضل العباس والإمام زين العابدين وسيد الساجدين وأخيه علي الاكبر(ع), ثم أضاف قائلاً: يجب ان نتعامل مع مدرسة الامام الحسين(ع), بانها ينبوع تنبض بالفكر الرسالي لهداية الامة نحو طريق الصلاح, وان ما أراده من امة جده رسول الله(ص) ان يكونوا احراراً في دفاعهم عن الحق والانسانية ومقارعة الظالمين, وما من طاغية في الارض إلا وينهزم هلعاً من اسم الحسين لأنه مقترن بمعاني التربية الحقيقية للأمة وشوكة في عيون الظالمين, كما تحدث سماحته عن دور قمر الاسرة العلوية حامل لواء الطف ابي الفضل العباس(ع) الذي سطر اسمى دروس التضحية والولاء والذي عُرف عنه نعم الأخ المواسي لأخيه وحامل كل معاني الأخوّة في مواقفه الشجاعة, وما نذكره عن إمامنا زين العابدين (ع) فقد ضرب أروع الأمثلة في تجسيده للخلق المحمدي العظيم في التزاماته وتعاملاته مع الأمة ,وأما علي الأكبر فهو خير أنموذج لشبابنا و وأروع مثالا يقتدى به أبناءنا فكان نِعم الولد المطيع لله ولأبيه عندما قال: يا أبت لا أراك الله سوءا ،ألسنا على الحق ؟ قال : بلى ، والذي إليه مرجع العباد قال : فإننا إذا لا نبالي أن نموت محقين ). كما شاركت فرقة إنشاد العتبة بالموشحات التي صدحت بها حناجرهم و تغنت بحب الرسول الاكرم وآله الأطهار, وبعدها كان لشاعر أهل البيت الاستاذ الأديب (مهدي جناح الكاظمي) قصيدة بهذه المناسبة انشد منها هذه الابيات: قولوا لفطرس قُم لتربة كربلا ولد الذي في راحتيه شفاكا اليوم مكة والحظيم وزمزم كلٌّ أتى يسعى لحجِّ ذراكا أو قِدْ شموعك يا عليُّ فو الذي ورسولهُ دون الورى آخاكا ملك تملك كلَّ قلبٍ حُبهُ شغل الزمان وحير الأفلاكا وشارك السيد (نبيل أبو العيس) بقصيدة ومنها هذه الابيات: وُلدَت بشعبان الأغر كواكبٌ للمُصطفى عُصِمَت مِنَ الأخطاء وُلِدَ الحسينُ السبطُ مصباحُ الهُدى كَشفَ الدُجى بضيائهِ الوَضّاءِ هو خامسُ الأبرار من أهل الكِسا من دَوحةِ العُظماءِ والكُرماءِ كما كانت هناك مشاركة لشعراء الشعر الشعبي منهم الشاعر(علي اللامي وابو يقين الصالحي) ثم تألق الرادود (حسين المطيري والمنشد مشتاق العتابي) بالأهازيج التي ملأت الاجواء والنفوس بالفرح والسرور, بحضور الجموع الغفيرة من زائري الإمامين الجوادين(عليهما السلام) مؤكدين بذلك التزامهم بالنهج الرسالي والارتباط الوثيق بالعترة الطاهرة, وكان لعريف الحفل (كرار الكاظمي) دور بارز في انجاح هذا الحفل البهيج.