مع إشراقة يوم العاشر من ذي الحجة 1444هـ، الذي تجلّت فيه فيوضات الرحمة الإلهية بأروع صورها في مكان يسعها حباً ويضفي عليها ألقاً، توافدت حشود المؤمنين إلى رياض الإمامة والكرامات، إلى حرم الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام" في مشهد إيماني كبير احتضنه رحاب الصحن الكاظمي الشريف، إذ تراصّت فيه صفوف الجموع الغفيرة من الزائرين الكرام لأداء شعائر صلاة عيد الأضحى المبارك.
وأمَّ جموع المُصلين ممثل المرجعية الدينية العُليا في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حُسين آل ياسين "دامت توفيقاته"، مستهلا الخطبة بعد الصلاة بدعاء الإمام علي بن الحسين زين العابدين "عليه السلام": (اللّهم فأوزع لوليك شكر ما أنعمت عليه وأوزعنا مثله قبله، وآته من لدنك سلطانا نصيرا، وافتح له فتحا يسيرا، وأعنه بركنك الأعزّ، واشدد أزره وقوّ عضده وراعه بعينك واحمه بحفظك وانصره بملائكتك وامدده بجندك الأغلب وأقم به كتابك وحدودك وشرائعك وسنن نبيّك ورسولك عليه وآله السّلام)، نعم يا ربي لبيك وسعديك والخير كله بين يديك والشر ليس إليك، ودعا في معرضها إلى ضرورة الرجوع إلى الله والقرب من مالك الملك والتعلق بحبال أستاره والتوبة إليه واتباع أحكامه.
وأوضح سماحته أن المعنى الحقيقي للعيد هو عمق المعنى بأن نفخر ونتفاخر بالتوحيد بعقيدتنا وبالله ورسوله والقرآن والعترة وأن نكون على بصيرة تامه والتزام مخلص لتعاليمهم ليزداد فخرنا وسرورنا في الدنيا والآخرة وكذلك الالتزام بالتفكير الصحيح والعقل والتقوى، وتهذيب النفس بتطبيق أخلاق محمد وآله الأطهار "عليهم السلام". 
واختتم خطبته بالدعاء بتعجيل فرج مولانا صاحب العصر والزمان الإمام المهدي المنتظر "عجل الله فرجه الشريف" والدعاء للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، ومن دافع عن الدين والمقدسات الذين لبوا فتوى المرجعية الدينية المباركة، والرحمة للشهداء وعوائلهم والشفاء العاجل لجميع الجرحى وأن يجعل بلدنا آمناً، وعيدنا تحقيقاً للغايات المنشودة، ثم تلتها قراءة زيارة سيد الشهداء الإمام الحسين "عليه السلام" من قبل قارئ مآذن الصحن الكاظمي الشريف الشيخ عامر الخفاجي. 
في الوقت ذاته استنفرت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة جهود الأقسام والشُعب والوحدات كافة لاستكمال الاستعدادات والتحضيرات عند استقبال جموع الزائرين الكرام الذين يتوافدون خلال أيام عيد الأضحى المبارك لزيارة الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام".