ليكن الهدف من إقامة المجالس الدينية والتأبينية هو استخلاص النقاط العلمية والفكرية والتوعوية من معارف أهل البيت "عليهم السلام" وفضائلهم وسيرتهم المباركة التي من شأنها أن تغير مسيرة الفرد وسلوكياته في الحياة، واستذكاراً لشهادة ثاني الكواكب المحمدية سبط النبي الأكرم "صلى الله عليه وآله وسلم" الإمام أبي محمد الحسن المجتبى "عليه السلام"، وبرعاية مباركة من قبل الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، أقام موكب الخدم مجلساً عزائياً بهذه المناسبة الأليمة والذي يستمر لمدة ثلاثة أيام في رواق عبد الله بن عبد المطلب "عليه السلام"، استضاف المجلس فضيلة الشيخ منير الكاظمي، وفضيلة الشيخ عماد الكاظمي ليتحفا الحضور بمحاضراتهم الدينية القيمة حيث استعرضا بعض الومضات الحسنية ومزايا عطفه وكرمه وحلمه وصبره وحياته السياسية التي تجرع فيها غليظ المحن، فضلاً عن الملامح العقائدية في سيرة الإمام الحسن "عليه السلام" في القرآن والسُنة عندما اجتمعت في هذا الإمام العظيم شرف النبوّة والإمامة حيث كان "عليه السلام" في عاصمة جدّه " صلى الله عليه وآله وسلم"، كهفاً منيعاً لمن يلجأ إليه، وملاذاً حصيناً لمن يلوذ به، حيث كرّس أوقاته في قضاء حوائج الناس، ودفع الضيم والظلم عنهم، وقام بأفضل ما يمكن القيام به في ذلك الجوّ المشحون بالفتن والمؤامرات، فأمّر الولاة على أعمالهم وأوصاهم بالعدل والإحسان ومحاربة البغي والعدوان، ومضى على نهج أبيه أمير المؤمنين "عليه السلام" الذي كان امتداداً لسيرة جدّه المصطفى " صلى الله عليه وآله وسلم"، في الوقت الذي حصّن الأمة الإسلامية من واقع المخطط الأموي الجاهلي.
وأكدت تلك المحاضرات على اغتنام فرصة التخلق بأخلاق إمامنا الحسن "عليه السلام" كونه منهاجاً متكاملاً للحياة ومضرباً للأمثال .
كما شارك في تلك المجالس نخبة من رواديد العتبة الكاظمية المقدسة بقراءة القصائد والمراثي وإحياء هذا المصاب الجلل.