شبكة الكفيل العالميّة (١ ذي الحجة ١٤٤٣هـ / ١ تموز ٢٠٢٢م)

بعد أن وقّعت العتبةُ الزينبيّةُ المطهّرة متمثّلةً بالمسؤول عن إدارتها السيّد محسن حرب، على محضر استلام شبّاك مرقدها الطاهر، وذلك بعد الانتهاء من إنجازه من قِبل ملاكات قسم صناعة شبابيك الأضرحة الشريفة وأبوابها المطهّرة في العتبة العبّاسية المقدّسة، أكّد عضو مجلس إدارة العتبة العبّاسية المقدّسة الحقوقي كاظم عبادة المُشرِفُ على القسم المذكور، في مقابلةٍ خاصّة أجرتها معه شبكةُ الكفيل العالميّة "العراق لأوّل مرّة في تاريخه الماضي والحاضر (يُصَدّر) مثل هذا الإنجاز الكبير، مكتوباً عليه (صُنِع في العراق)".

وقال عبادة

هناك أمران أحدُهما معنويّ والآخر مادّي وراء تكليف العتبة العبّاسية المقدّسة بصناعة شبّاك مرقد السيّدة زينب(عليها السلام) دون سواها.

أمّا المعنويّ فلأنّ العبّاس(عليه السلام) هو كافلها في حياتها، وطوال (١٤٠٠) عام يكفلها.

وأمّا المادّي فالعتبة العبّاسية المقدّسة هي الجهة الوحيدة التي تمتلك مصنعاً خاصّاً بصناعة الشبابيك والأضرحة المقدّسة، وهذا كلّه بحكمة وتوجيه سماحة السيّد المتولّي الشرعيّ (دام عزّه)، حيث أوصى ويُوصي دائماً بإعادة عبارة (صُنِع في العراق) بكلّ مقوّمات هذه العبارة، وخير دليلٍ اليوم أنّ العراق ولأوّل مرّة في تاريخه الماضي والحاضر (يُصَدّر) مثل هذا الإنجاز الكبير، مكتوباً عليه (صُنِع في العراق)، وهذا الشبّاك لا يختلف من حيث الموادّ المستخدَمة في صناعة شبابيك الأضرحة المقدّسة واستخدام الذهب والفضة والخشب وغيرها من الموادّ، لكنّه تميّز بالتصميم الفريد والحديث في عالم الشبابيك والأضرحة، إضافةً إلى النقوش الدقيقة والرائعة التي هي من تصميم الدكتور أمين النوري أستاذ الزخرفة والتصميم في كلّية الفنون الجميلة في بغداد، والخطوط كانت لرئيس جمعيّة الخطّاطين العراقيّين الأستاذ الدكتور روضان بهيّة، والزخرفة الداخليّة كانت للأستاذ حسام روضان، ونُفِّذت وصُنِّعت جميعُها بأيادٍ عراقيّة خالصة، فإنّ جميع الملاكات الفنّية هم من منتسبي قسم صناعة الشبابيك والأضرحة المقدّسة التابع للأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة.

كان مقدّراً لهذا الصرح أن يُنجَزَ خلال (30) شهراً، لكن تقلّصت مدّةُ الإنجاز إلى (٢١) شهراً أي أنّ مدّة الإنجاز كانت أقلّ من المدّة المقرّرة في العقد، وهذا بفضل الإخوة العاملين وإخلاصهم وتفانيهم، ولم تكن رحلة الإنجاز هذه خالية من المعوّقات، فمنها استيراد بعض الموادّ من خارج العراق، مثل أنواع الخشب الصاج والملّون الطبيعيّ بعدّة ألوان طبيعيّة وغيرها، ولكن بدعم الإدارة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة تمّ تذليل جميع العقبات، فالدعم كان غير محدودٍ من قِبلها، حيث أنّ الموادّ التي تمّ استخدامها في صناعة الشبّاك المطهّر هي:

الخشب الصاج بجميع أنواعه.

معدن الستانلس ستيل ما يقارب ٣٠٠٠ كغم.

معدن النحاس ما يقارب ٢٠٠٠ كغم.

معدن الفضّة ما يقارب ٥٠٠ كغم.

معدن الذهب ما يقارب ٥ كغم.

مينا زجاجيّة بدرجة حرارة ١١٠٠ درجة مئويّة.

مرمر نوع (اونكس) شذروان وأرضيّة داخليّة من المرمر أيضاً.



هذا الإنجاز بعد أن رأى النور لا توجد مشاعر كافية لوصفه، فالعقلُ في ذهولٍ تامّ والقلب في هيام، وكأنّه حلمٌ وما أروعه من حلمٍ أصبح حقيقة، ولكن هناك عدّة كلمات لابُدّ منها:

(أوّلها) الشكر والحمد والثناء لله سبحانه وتعالى إذ مّن علينا بهذه الخدمة المباركة.

(ثانيها) إلى سيّد الماء والوفاء العجيب بالكفالة، إذ تقبّلَنا خدّاماً عنده وشرَّفَنا بخدمته، فأصبحت صفاتنا كخدمٍ تقترن باسمه الشريف.

(ثالثها) إلى سماحة السيّد المتولّي الشرعيّ (دام عزّه) لإدارته الحكيمة وتوليته المباركة للعتبة العبّاسية المقدّسة، ودعمه اللامحدود لجميع الطاقات والمشاريع المتفرّدة، وأن نكون ضمن فريقه في الخدمة.

(رابعها) إلى الأمانة العامّة للعتبة المقدّسة على دعمها وتشجيعها للكوادر المخلصة في كلّ المجالات، والشكر موصول إلى جميع الأقسام الساندة لقسم تصنيع شبابيك الأضرحة.

(خامسها) إلى إدارة مقام السيّدة زينب(عليها السلام) والأخ المتبرِّع بقيمة مبالغ الشبّاك الشريف، لثقتهم في كفاءة قسم صناعة الشبابيك والأضرحة المقدّسة، ولله الحمد كان الإخوة على قدر الثقة والمسؤوليّة.

(سادسها) إلى كلّ الأنامل التي تشرّفت بتطريز هذا الشبّاك الشريف بخيوط الذهب، وأخصّ منهم الدكتور المصمِّم أمين النوري، والدكتور الخطّاط روضان بهيّة، وأستاذ الزخرفة حسام روضان بهيّة، والأخ الأستاذ علي الصفار، والأخ المهندس علي سلّوم، وكافّة الإخوة إدارة وملاكات قسم صناعة شبابيك الأضرحة المقدّسة بدون استثناء، لجهودهم الأنيقة والمُخلِصة والمُبدِعة.

وأقول ختاماً:

سيّدتي يا فخر المخدّرات

ياعفّة الأرض وشرفها يا عزّ النساء بعد أمّك الطاهرة الزهراء

يا جبل الصبر والإيمان

إنّا حملنا خطايانا وجئناكِ ببضاعةٍ مزجاة فأوفي لنا الكيل، وتصدّقي علينا بشفاعتك وشفاعة أمّك الزهراء وأبيك الكرّار وجدّك المختار وإخوانك (صلوات الله عليهم أجمعين)..