المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الحلبة
19-6-2016
تلوث التربة
9-7-2018
قراءة التدبر
30-04-2015
Multiple Genes For One Character
19-10-2016
تشويش وبلبلة في روما (1308–1321)
2023-11-12
تفسير آية (45-47) من سورة المائدة
16-10-2017


رذيلة الجبن واثرها  
  
2268   01:46 مساءً   التاريخ: 2-2-2017
المؤلف : السيد علي بن الحسين العلوي
الكتاب أو المصدر : الاثر الخالد في الولد والوالد
الجزء والصفحة : .....
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2017 3393
التاريخ: 2023-10-23 889
التاريخ: 11-4-2017 2321
التاريخ: 13-2-2022 2204

من الصفات الرذيلة صفة الجبن، وهي من اخس الرذائل، وأن تمكّنت ـ والعياذ بالله ـ من الانسان، تجعله يهرب من كل شيء، حتى ممّا له الخير، وحتى من أعز الناس عليه وهو الأب مثلاً، فيا أبنائنا نوصيكم أن لا تكونوا جبناء، فتهربوا من المسؤولية، ولا تكونوا متهوّرين فتعثوا في الأرض الفساد، فخير الأمور اواسطها، واختار الوسط وكونوا شجعان لا تهربوا من الطاعة ولا تركبوا المعصية .

ـ حدّثنا محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد  عن القاسم بن يوسف أخي احمد بن يوسف بن القاسم الكاتب عن حنان بن سدير الصيرفي، عن سدير الصيرفي قال : قال ابو جعفر (عليه الصلاة والسلام): لا تقارن ولا تواخي اربعة: الأحمق، والبخيل، والجبان، والكذّاب: أما الأحمق فانه يريد ان ينفعك فيضرك وأما البخيل فانه يأخذ منك ولا يعطيك. وأما الجبان فانه يهرب عنك وعن والديه. وأما الكذاب فانّه يصدق ولا يصدق (1) .

____________

1ـ الخصال ، باب الاربعة ، ص 198 ، الحديث 100.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.