تواصل مدينة الداخلة، جنوبي المغرب، جذب المستثمرين والفاعلين الاقتصاديين الأميركيين الذين يسعون إلى الاستفادة من فرص الأعمال التي توفرها المنطقة، وتوطين استثمارتهم بالمملكة.
في هذا السياق، انطلقت بالداخلة، الثلاثاء، فعاليات منتدى الاستثمار "
المغرب -
الولايات المتحدة الأميركية"، بهدف الاطلاع على المؤهلات والإمكانات التي تزخر بها جهة الداخلة، واستكشاف المجالات الاستثمارية الواعدة بالمنطقة.
ويسعى منتدى
الاستثمار، إلى تعزيز التعاون والشراكة في مختلف المجالات الاقتصادية بين البلديين، وتشجيع استثمارات أميركية مباشرة جديدة في مجالات الفلاحة والسياحة والمعادن والطاقات المتجددة.
ويأتي انعقاد هذا المنتدى في خضم الزخم الدبلوماسي والاقتصادي الذي تعرفه الأقاليم الجنوبية للمملكة، خاصة بعد اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بسيادة المغرب على الصحراء، وقرار واشنطن فتح تمثيلية دبلوماسية في مدينة الداخلة.
استقطاب المستثمرين الأمريكيين
وتضمن هذا المنتدى الذي اختتمت أشغاله يوم الأربعاء، جلسات عمل بين الفاعلين الاقتصاديين في القطاعين العام وشبه العام، لتسليط الضوء على مناخ الأعمال في الجهة ومؤهلاتها التنمية.
وخصصت هذه الجلسات للتعريف بفرص الاستثمار في مجالات متعددة بالمنطقة من بينها التجارة والصناعة، والصناعة التقليدية والفلاحة والصيد البحري، والسياحة.
وقد أكد وزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزور، خلال المنتدى، أن جهة الداخلة تشكل مركزا مهما على المستوى القاري، استنادا على مؤهلاتها هذه اللقاءات تهدف إلى فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين المغرب والولايات المتحدة وبحث الفرص الاقتصادية والاستثمارية المختلفة التي توفرها الجهة.
من جانبه، يؤكد بوديجة محمد سالم، المدير الجهوي لقطاع السياحة بجهة (محافظة) الداخلة وادي الذهب، أن منتدى الاستثمار "المغرب - الولايات المتحدة الأميركية" يدخل في إطار انفتاح الجهة على المستثمرين الأميركيين، واستقطاب فاعلين جدد عبر إبراز مؤهلات المنطقة.
ويضيف في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" أن هذا الملتقى الذي يسعى إلى إبراز فرص الاستثمار بمحافظة الداخلة للمستثمر الأميركي، يندرج ضمن سلسلة لقاءات، انطلقت في العاصمة الإماراتية أبوظبي شهر نوفمبر الماضي، بهدف استقطاب الاستثمارات من منطقة الخليج العربي.
وحسب بوديجة، فإن الوفد الأميركي تفاعل بشكل ايجابي مع عروض المشاركين في المنتدى، حيث جذبت العديد من القطاعات اهتمام أعضاء الوفد الأميركي، لاسيما قطاع الطاقات المتجددة، والفلاحة والسياحة ومجالات أخرى.
قطاعات واعدة
وقد شكل منتدى الاستثمار مناسبة لاستكشاف فرص الأعمال الواعدة في الداخلة، والاطلاع على المشاريع التنموية التي تم إطلاقها خلال السنوات الماضية، كما كان فرصة أيضا لاستكشاف مناخ الأعمال بالمنطقة.
يقول بوديجة محمد سالم، إن المنتدى كان مناسبة لعرض التحفيزات التي يوفرها المغرب لاستقطاب استثمارات أجنبية إلى الداخلة، من قبيل الامتيازات الضريبية والتسهيلات الإدارية.
ويشير بوديجة، إلى أنه تم تسليط الضوء خلال أشغال المنتدى على فرص الاستثمار التي يوفرها كل قطاع على حدة، وتم استعراض الخصوصيات العديدة لجهة الداخلة كوجهة سياحية صاعدة، وما يميزها عن باقي الوجهات السياحية الأخرى سواء داخل المغرب أو خارجها، خصوصا كوجهة عالمية للرياضات المائية.
وأشار إلى تقديم الرؤية المستقبلية للمنطقة، من أجل جعلها وجهة سياحية شاطئية على المدى المتوسط والبعيد، إلى جانب إبراز نوعية المشاريع السياحية الموجودة حاليا في المنطقة؛ سواء العامة أو الخاصة.
ويلفت المتحدث، إلى أن اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء قد ساهم بشكل واضح وملموس في تعزيز مكانة الداخلة كوجهة سياحية تستقطب العديد من السياح والمستثمرين من مختلف دول العالم.
بوابة إفريقيا
ويؤكد عدد من الخبراء الاقتصاديين أن هذه اللقاءات تشكل مناسبة لتسليط الضوء على مؤهلات الأقاليم الجنوبية، وآلية لتعزيز جاذبيتها لدى المستثمرين الأجانب، خاصة الراغبين في الوصول إلى الأسواق الإفريقية.
يقول الخبير الاقتصادي محمد الشرقي، إن زيارة رجال الأعمال الأمريكيين لمدينة الداخلة ستتيح للوفد التعرف على قطاعات الاستثمار الواعدة، من أجل ضخ رؤوس أموال في تلك المنطقة.
ويعتبر الشرقي في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الداخلة تمثل بالنسبة للمستثمرين الأميركيين بوابة لولوج القارة الإفريقية، والانفتاح على أسواقها، بفضل الموقع الجغرافي المتميز لهذه المدينة، التي تقع على شبه جزيرة تطل على ساحل الأطلسي.
وإلى جانب ميناء الداخلة الذي يرتقب أن يشكل أكبر ميناء أطلسي في غرب إفريقيا، يشدد الخبير الاقتصادي، على أن الداخلة توفر فرصا واعدة للاستثمار في مجالات متعددة، في مقدمتها قطاع الطاقات المتجددة والنظيفة، من قبيل الطاقة الريحية والشمسية، لافتا إلى المؤهلات السياحية التي تزخر بها، والتي تجعلها محط أنظار المستثمرين الأجانب.
ويضيف الشرقي، بأن الاستثمارات الأميركية الضخمة المتوقعة، من شأنها أن تساهم في تعزيز البنية التحتية، والمساهمة في استقطاب مزيد من المستثمرين، وتحقيق التنمية عبر خلق فرص شغل مباشرة وغير مباشرة على مستوى الإقليم والقارة الإفريقية ككل.