المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


تفسير قوله تعالى : {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ..}


  

1678       12:17 صباحاً       التاريخ: 14-06-2015              المصدر: محمد جواد البلاغي
قال تعالى : {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة : 213] .
{كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً} لا تفرق بينهم فيما يرجع إلى نحلة او شريعة.
وفي التبيان روى عن أبي جعفر «الباقر (عليه السلام)» انه قال‏ كانوا قبل نوح امة واحدة على فطرة اللّه لا مهتدين ولا ضلالا فبعث اللّه النبيين انتهى‏.
والمراد لا مهتدين كل الاهتداء في المعارف لأن الفطرة إنما تهدي إلى أصل الإلهية والتوحيد وشي‏ء من صفاته جل شأنه. ولا توصل إلى المعاد الجسماني بالخصوصيات التي جاء بها القرآن الكريم ولا إلى الشريعة. ولا ضلالا بكل الضلال. إذن فهم ضلال في مطلق القول لضلالهم عن كثير مما تراد منهم معرفته والاهتداء اليه.
وفي رواية العياشي عن مسعدة عن الصادق (عليه السلام) قلت أ فضلالا كانوا قبل النبيين أم على هدى قال (عليه السلام) لم يكونوا على هدى بل على فطرة اللّه التي فطرهم عليها.
وهذا كله ينطبق على ما أسنده الكافي عن يعقوب بن شعيب عن الصادق (عليه السلام) في الآية قال‏كان قبل نوح أمة ضلال فبعث اللّه النبيين. وكذا في رواية العياشي عن يعقوب عنه (عليه السلام).
وفي روايته عن محمد بن مسلم عن الباقر (عليه السلام) كان هذا قبل نوح كانوا ضلالا.
وروايته عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن الباقر (عليه السلام) والصادق (عليه السلام) كانوا ضلالا.
ولم يرو عن أهل البيت انهم كانوا كفارا. نعم اضطربت الروايات كما في الدر المنثور عن ابن عباس ففي بعضها قوله على الإسلام كلهم وقريب منه ما رواه عن أبي بن كعب وفي بعضها من طريق العوفي قال كانوا كفارا {فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ‏} برضوان اللّه وجزائه ونعيم الآخرة لمن آمن باللّه واتقاه وعمل صالحا {وَمُنْذِرِينَ‏} لمن خالف كل ذلك او بعضه بغضب اللّه ونكاله ويوم القيامة وعذابه الأليم المهين‏ {وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ‏} أي نوع الكتاب الإلهي الذي‏ يجي‏ء به الرسل من الأنبياء من عند اللّه فيحتمل ان يراد بالنبيين خصوص الرسل الذين ينزل عليهم كتاب ويحتمل ان يراد بهم مطلق الأنبياء وعبر بانزال الكتاب معهم باعتبار انزاله على الرسل منهم فكان منزلا مع نوبة بعثتهم عليهم السلام أنزله اللّه‏ {بِالْحَقِ‏} أي ليبين الحق ويوضح للناس نهج الهدى في دينهم وشرائعهم. ومن غايات ذلك وفوائده ان يكون مرجعا وحكما فاصلا في الاختلاف وباعتبار هذه الغاية الشريفة قال جلت آلاؤه‏ {لِيَحْكُمَ‏} ببيانه‏ {بَيْنَ النَّاسِ}‏ أي مطلق الناس لا خصوص أولئك المذكورون ولو كانوا هم المراد لقيل ليحكم بينهم‏ {فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ‏} ودعاهم إلى الاختلاف فيه جهلهم واهواؤهم‏ {وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ‏} أي في الكتاب‏ {إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ}‏ واختلفوا فيه‏ {مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ‏} من محكماته المعتضدة بدلالة العقل وفي هذه الجملة دفع لما يتوهم من ان الكتاب كيف يحكم بين الناس مع ان كل فرقة من الأمة الواحدة في خصامها الديني والمذهبي مع الفرقة الأخرى تحتج بالكتاب الجامع بين الأمة وتدعي دلالته على ما تقول به فقال اللّه تعالى ما معناه ان الكتاب المنزل للأمة بحسب الحكمة بلسان البشر ولسان تلك الأمة ومحاورتها وان كان فيه صريح محكم وظاهر بالوضع ومجاز ظاهر المعنى بالقرائن اللفظية او العقلية البديهية لكن صريحه ومحكمه وبيناته لا تبقي مجالا للتوهم.

بل هي واقفة بالمرصاد لتلاعب الأهواء بظاهره ومجازاته فلم يختلفوا لخفاء دلالته واشكالها بل وقع الاختلاف‏ {بَغْياً} حاصلا {بَيْنَهُمْ‏} وانحرافا من بعضهم عن الحق وزيغا إلى البغي ليموه الباغون أمرهم بالتشبث بالمتشابهات‏ {فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} بحقيقة الإيمان وأوصلهم بتوفيقه‏ {لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ‏} وتأييده باللطف لأنهم اهل لذلك بإيمانهم وتدبرهم في الكتاب‏ {‏واللَّهُ يَهْدِي}‏ ويوصل إلى الحق {‏مَنْ يَشاءُ} ممن هو اهل للطفه وتوفيقه جلت نعماؤه‏ {‏إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏} ويجوز ان تحمل الآية على الاختلاف في نفس الكتاب وكونه منزلا من اللّه ويكون المراد من البينات هي المعجزات والدلائل على صدق الرسول ونزول الكتاب من اللّه‏.


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 3)
حسن الهاشمي
لا يغرنّك طول الأمل فالموت لك بالمرصاد
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 2)
علي جبار الماجدي
غارة الوهابيين على مدينة كربلاء المقدسة في عيد الغدير...
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 4) (بيده الخير)
زيد علي كريم الكفلي
التقوى ميزان التفاضل
حسن السعدي
البرق: قوة طبيعية مذهلة
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 3) (أحدا صمدا)
عبد العباس الجياشي
الحارث بن النعمان الفهري ( يستعجل العذاب في الدنيا قبل...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 3)
إسلام سعدون النصراوي
بِدَايَةُ مَرْحَلَةِ التَّغْيِيْرِ الشَّامِلَةِ...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 2)
أنور غني الموسوي
الفرق بين التبيين والتفصيل والتصريف في القرآن الكريم...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب مسلم بن عقيل للشيخ البغدادي (ح 5)