المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


تفسير الآيات [184-186] من سورة آل‏ عمران


  

1963       05:49 مساءاً       التاريخ: 12-06-2015              المصدر: محمد جواد البلاغي
قال تعالى : {فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [آل عمران : 184 - 186] .

{فَإِنْ كَذَّبُوكَ}‏ يا رسول اللّه مع ما جئت به من الحجج الباهرة والكتاب المنير فهذا دأب الضالين‏ {فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جاؤُ بِالْبَيِّناتِ‏} في حججهم والمعجزات‏ {وَالزُّبُرِ} قيل انها الكتب المشتملة على الحكم والمواعظ {وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ} بشرائعه ومعارفه وحكمه {كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ}‏ وفي ذلك تسلية لرسول اللّه والمؤمنين فإن دنيا هؤلاء الضالين فانية وليس عليكم من أوزارهم من شي‏ء {وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ} الخطاب للمؤمنين كما يتضح من الآية الآتية وفيه بشرى للمؤمنين بأن التوفية بالجزاء التام انما هي في الأجر واما جزاء ما يتفق من السيئات فهو معرض للمسامحة والتكفير والغفران لمن يشاء اللّه‏ {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ} أي نخي عنها {وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ} وليس الإدخال في الجنة قيدا زائدا إذ لا واسطة بين الجنة والنار بل المراد انه من يزحزح عن النار يكون من اهل الجنة {فَقَدْ فازَ ومَا الْحَياةُ الدُّنْيا} التي هي قبل الموت‏ {إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ} أي متاع زائل يغتر به المغترون {لَتُبْلَوُنَ}‏ بلاه وابتلاه بمعنى واحد ويجي‏ء في الخير والشر كما في سور الأعراف 167 والأنبياء 34 والنمل 39 والفجر 14 و16 ومعناه ان يورد عليهم في هذه الحياة الدنيا تكاليف‏ على مقتضى المصالح وتعريضهم للسعادة ومقادير على حسب ما اقتضت الحكمة ان يقدر في هذه الدنيا الفانية من الأسباب. ويكون من غايات ذلك ان تظهر في الوجود اعمالهم في الطاعة والكمال أو في المعصية والشقاء {فِي أَمْوالِكُمْ وأَنْفُسِكُمْ ولَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ ومِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا} أي مشركي العرب‏ {أَذىً كَثِيراً} من شر كلامهم كما يؤثر من كلام بعض اليهود وبعض المشركين وتحريضهم على حرب المسلمين‏ {وَإِنْ تَصْبِرُوا وتَتَّقُوا} وتمسكتم بالطاعة للّه ولم تجزعوا جزعا يبلغ الإثم والأظهر ان يراد مطلق التقوى اللازمة كمطلق الصبر فيما يرد عليهم من التكاليف والمقادير وما يسمعونه من الأذى‏ {فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} يقال عزم الأمر بنصب الأمر على المفعولية كقوله تعالى في سورة البقرة {عَزَمُوا الطَّلَاقَ} [البقرة : 227] ‏ و{وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ} [البقرة : 235] ‏، والعزم يرجع إلى عقد الضمير والجزم في العمل والظاهر انه في الآية من اضافة المصدر إلى مفعوله وان المراد ان الصبر والتقوى يحتاجان إلى حزم وبصيرة وقوة في الإرادة ورسوخ في الفضيلة وثبات في الكمال تؤدي إلى العزم والجزم والعمل‏.


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 3)
حسن الهاشمي
لا يغرنّك طول الأمل فالموت لك بالمرصاد
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 2)
علي جبار الماجدي
غارة الوهابيين على مدينة كربلاء المقدسة في عيد الغدير...
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 4) (بيده الخير)
زيد علي كريم الكفلي
التقوى ميزان التفاضل
حسن السعدي
البرق: قوة طبيعية مذهلة
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 3) (أحدا صمدا)
عبد العباس الجياشي
الحارث بن النعمان الفهري ( يستعجل العذاب في الدنيا قبل...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 3)
إسلام سعدون النصراوي
بِدَايَةُ مَرْحَلَةِ التَّغْيِيْرِ الشَّامِلَةِ...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 2)
أنور غني الموسوي
الفرق بين التبيين والتفصيل والتصريف في القرآن الكريم...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب مسلم بن عقيل للشيخ البغدادي (ح 5)