نظّم قسمُ الشؤون الدينيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة سلسلة محاضراتٍ يوميّة تُقام صباح كلّ يوم في صحن أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، وذلك لاستذكار شهادة السيّدة الزهراء(سلام الله عليها) وحادثة رحيلها الأليمة، التي فُجِع بها بيتُ النبوّة ومحبّوهم وأتباعُهم في مثل هذه الأيّام، بحسب الرواية الثانية التي تُوافق الثالث عشر من شهر جمادى الأولى، وقد سلّطت هذه المحاضراتُ الضوء على الدور القياديّ لصاحبة هذه الذكرى في المجتمع.
المحاضرات يُلقيها الشيخ محسن الأسدي من قسم الشؤون الدينيّة وتُعقد صباحاً بحضور عددٍ من الزائرين والمعزّين بهذه الذكرى، وقدّم الأسدي خلال محاضراته ضمن هذا المحور دراسة شخصيّة الزهراء(عليها السلام) ودورها القياديّ، الذي لعب دوراً مميّزاً في بناء وتدعيم قواعد الدين الإسلاميّ وتثبيت أركانه، فبالرُّغم من أنّها (عليها السلام) فارقت الحياة في عمرٍ قصير، إلّا أنّها باقيةٌ إلى ما شاء الله مدرسةً للأجيال ومشعلَ نورٍ يقف بوجه كلّ من يريد طمس معالم الدين.
كذلك أوضح أنّه على الأمّة أن تستلهم الدروس والعبر من مواقفها (عليها السلام) وبطولاتها، كما تستلهم الدروس والعبر من مواقف أبنائها المعصومين(عليهم السلام) ببطولاتهم وحملهم هموم الإسلام حيث مثّلوه خير تمثيل، فهي (سلام الله عليها) مدرسةٌ متكاملة في مختلف أبعاد الحياة وقدوةٌ صالحة لجميع النساء بل حتّى الرجال.
هذا وقد استشهد الشيخ الأسديّ بجملةٍ من الآيات القرآنيّة وأحاديث النبيّ وأهل بيته(سلام الله عليهم) التي تبيّن وتؤكّد ما ورد ذكره، لتُختتم كلّ محاضرةٍ بمرثيّة عزائيّة تبيّن مظلوميّتها وجوانب من محطّات شهادتها (عليها السلام).