دعا ممثل المرجعية الدينية العليا، ومختصون، الى عدم الوصول إلى حالة الخوف والذعر والهلع بسبب فيروس (كورونا)، رغم أنتشاره في عدد من الدول المجاورة والقريبة، وفيما تشير تنبؤات الطقس إلى أن درجات الحرارة سترتفع تدريجيا، أكد علماء، ومنظمة الصحة العالمية، أن الفيروس لن يستطيع مقاومة الأجواء الحارة للعراق خلال موسم الصيف.
وقال ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، خلال خطبة صلاة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف (28 /2 /2020)، إن "من الضروري التقيد بالوصايا الطبية، والتعامل الوقائي مع فيروس (كورونا)، من دون الوصول الى حالة الرعب والهلع والخوف منه".
وأضاف أن "هذا الفيروس وبحسب ما تتناقله وسائل الاعلام المختلفة، فانه شهد انتشارا سريعا حتى في الدول المتقدمة التي تمتلك قدرات صحية وطبية جيدة".
ولفت الى أن "انتشار الفيروس في دول قريبة ومجاورة للعراق يستلزم المزيد من الحذر ورعاية الاجراءات الوقائية الفاعلة من قبل عموم المواطنين وبالخصوص الدوائر الصحية المعنية، وأن هناك ضرورة لزيادة التوعية الصحية من قبل جميع وسائل الاعلام، وبالخصوص وسائل التواصل الاجتماعي المؤثرة والسريعة الانتشار"، مبينا أن "الامور في بلدنا لم تصل الى ما يبلغ مستوى الخطورة العالية ولا موجب للشعور بالرعب والهلع من هذا الوباء، ولاسيما ان هذا الشعور قد يشل قدرة الانسان على التعامل الصحيح والفاعل معه".
من جهتها، بينت منظمة الصحة العالمية، أن (كورونا) لن يستطيع مقاومة الأجواء الحارة للعراق خلال موسم الصيف، وأشادت بإجراءات الحكومة العراقية بشأن مواجهة الفيروس.
وقال ممثل المنظمة في العراق أدهم إسماعيل في تصريحات متلفزة، إن "العراق استجاب بشكل مثالي في التعامل مع فيروس (كورونا) ونجح في اجلاء الطلبة العراقيين من مدينة ووهان الصينية بشكل سريع للغاية، وتمكن من عزلهم لمدة 14 يوما، ومن ثم اخلاء سبيلهم بعد التأكد من عدم اصابتهم".
وأوضح أن "العراق يمتلك كافة المعدات الضرورية لفحص المصابين بالكورونا القادمين الى المطارات والمنافذ الحدودية بعد تزويد المنظمة بتلك المعدات، فضلا عن نشر اكثر من 100 الف بوستر دعائي من اجل توعية المواطنين”، مبينا ان “الاجواء الحارة للعراق في الصيف المقبل ستقضي على فرصة انتشاره الا ان العراق مطالب بابقاء الاجراءات الوقائية لمنع انتشار الفيروس".
وتشير تنبؤات الطقس أن درجات الحرارة في العراق بدأت بالارتفاع، حيث سيشهد شهر آذار/ مارس وصولها حتى أكثر من ٣٠ درجة مئوية، وهذا ما يجعل عملية التخلص من الفيروس، بالتعقيم سهلة جدا، حتى بالمنظفات العادية.
وقال الدكتور علي أحمد، اختصاص فايروسات، للموقع الرسمي، إن "فيروس (كورونا) المسبب لمرض (كوفيد-19)، له صفات قد لا تتناسب مع أجواءنا في العراق، لذا تكون نسبة الإصابة به قليلة، أذا ما اتبعنا الارشادات الوقائية بشكل صحيح، مع استمرار حظر السفر من وإلى بؤر المرض، وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة".
وأضاف أن "(كورونا) يحيط نفسه بغشاء دهني، لذا في المناطق الباردة لا تتحلل هذه الدهون، ومع عدم وجود علاج له في الوقت الحالي، تكون نسبة العدوى به كبيرة في تلك المناطق، لكن مع درجات الحرارة المرتفعة تجد أن الفيروس يموت عند درجة 56 مئوية، ويتحلل الغشاء الدهني عند 22 او 23 درجة مئوية (كجو العراق)، فتصبح طريقة القضاء عليه سهلة حتى أن المنظفات البسيطة تقتله (كالصابون، وغيرها..)، طبعا مع المحافظة على جميع التعليمات الوقائية لكي لا ينتشر، لذا نقول الوقاية خير من العلاج، لكن دون تهويل، وهلع، واستغلال للمواطنين".
وتفشي فيروس كورونا الجديد، والذي يُسمى أيضًا فيروس كورونا ووهان، أو ذات الرئة الصينية، أو ذات رئة ووهان، مبدئيًا في منتصف كانون أول/ ديسمبر 2019، في مدينة ووهان وسط الصين، حيثُ حددت في مجموعةٍ من الأشخاص المُصابين بالتهابٍ رئوي (ذات الرئة) مجهول السبب، وارتبطت أساسًا بالأفراد الذين يعملون في سوق هوانان للمأكولات البحرية، والذي تُباع فيه أيضًا الحيوانات الحية، قام علماءٌ صينيون بعد ذلك بعزل فيروس كورونا جديد، وأطلق عليه اسم (2019-nCoV)، ولكن لم يثبت أنه بنفس حدة أو قدرة القتل لدى فيروس سارس.
وسجل العراق 19 حالة مؤكدة مصابة بفيروس (كورونا)، أولها في النجف الاشرف، و4 في مدينة كركوك، واربعة في السليمانية، وواحدة في بابل، و8 في العاصمة بغداد، إلا أن الحالات جميعها سجلت لأشخاص كانون قادمين للعراق من دول مجاورة، وقريبة.
ويستطيع الفيروس أن ينتشر بين البشر مباشرة، ويبدو أن معدل انتقاله (معدل الإصابة) قد ارتفع في منتصف يناير 2020.، فيما أبلغت عدة بلدان في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا والمحيط الهادئ عن وصول أصابات إلى أراضيها، وتتراوح فترة الحضانة ما بين يومين و 14 يومًا، وهناك أدلة مبدئية على أنه قد يكون معديًا قبل ظهور الأعراض.