احتضنت قاعةُ الإمام الحسن(عليه السلام) في العتبة العبّاسية المقدّسة صباح اليوم الجمعة (13ربيع الآخر 1440هـ) الموافق لـ(21 كانون الأوّل 2018م) فعّاليات الاحتفاليّة السنويّة بيوم اللّغة العربيّة التي يُقيمها مركزُ العميد الدوليّ للبحوث والدّراسات التابع لقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة وسط حضورٍ أكاديميّ وإعلاميّ.
الحفل استُهِلَّ بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم أعقبتها قراءةُ سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق الأبرار ثمّ الاستماع للنشيد الوطنيّ العراقيّ ونشيد العتبة العبّاسية المقدّسة الموسوم بـ(لحن الإباء)، لتأتي بعدها كلمةُ الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة التي ألقاها بالنيابة الشيخ صلاح الكربلائيّ وجاء فيها: "نحن نعيش في زمنٍ تعرّضت فيه اللّغة العربيّة الى أبشع أنواع التعذيب بل حتّى الى الإعدام في بعض البلدان العربيّة".
مضيفاً: "أتعجّب كلّ العجب ممّن يدّعي التبليغ الديني وهو ينحسر عن اللغة العربيّة".
مشيراً: "يجب علينا التعلّق بما انبثقت منه القوميّة العربيّة ألا وهو القرآن الكريم ونهج البلاغة وأدعية أئمّتنا(عليهم السلام)".
مختتماً: "أسأل الله تعالى أن يُثيب العاملين على هذا الحفل وأن يُبارك بكلّ جهودهم، فهم الأقرب الى لغتنا الحبيبة لغة أئمّتنا(عليهم السلام)".
جاءت بعد ذلك كلمةُ لجنة الحفاظ على سلامة اللغة العربيّة في أمانة مجلس الوزراء العراقيّ التي ألقاها الأستاذ الدكتور محمد الطريحي عميدُ كليّة العلوم الإسلاميّة في جامعة بغداد وبيّن فيها: "لا يخفى على حضراتكم أنّ اللّغة جزءٌ أصيلٌ من مكوّنات هويّتنا، فبها نزل الذكرُ الحكيم وتكلّم بها أفصحُ من نطق بالضاد، ما أحرى أجيالنا اليوم أن تستعيد ألق لغتنا وجمالها وشاعريّتها، فلغتُنا وُلدت بهيّةً وعاشت شابّةً تسلب العقول وتذلّ أمامها الألسن، يسمعها ذوو الألباب فيركعون أمام جمال حروفها، فكم تعرّضت لغتُنا الى هجماتٍ وإهمالٍ ونكران ومع ذلك بقيت شامخةً وصامدةً على طول الأزمان".
وأضاف: "إنّ فكّ الاشتباك بين علوم القرآن واللّغة ممّا يصعب تحقيقه تماماً، لذا أودّ أن أنبّه من هذا المنبر الى خطورة الدعوات الشائعة الآن، والتي تلقى رواجاً في الأوساط المجتمعيّة بدعوى الإعجاز العلميّ وتعميمه على القرآن الكريم، ممّا يسبّب نكوصاً عن الدين وعن الإسلام، لأنّ بعض المعلومات تأتي خاطئةً بشكلٍ متعمّد".
وتابع: "يستدعي أن نجعل للغتنا مناسباتٍ في كلّ عام احتفاءً بشاعرٍ أو جائزةٍ لكتاب أو دعمٍ لموهوب أو احتفاءً بأستاذٍ كبير خدم هذه اللغة، وغيرها من الأفكار التي تتطلّب دعماً مؤسّساتيّاً من قبل الكليّات كجزءٍ من فضائها البحثيّ".
تلتها كلمةُ اللّجنة التحضيريّة للاحتفال التي ألقاها الأستاذ الدكتور حسين الخالدي رئيسُ قسم الموسوعات والمعجمات في مركز العميد، مستعرضاً من خلالها مشاريع المركز التي تخدم اللّغة العربيّة، حيث قال: "من منطلق الاهتمام الواضح باللّغة العربيّة تبنّت العتبةُ العبّاسية المقدّسة متمثّلة بسماحة متولّيها الشرعيّ السيد أحمد الصافي (دام عزّه) والسيّد رئيس قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة (دام توفيقه)، العديد من المشاريع التي تخدم اللغة العربيّة، وتشجيع القائمين عليها من الباحثين والعلماء، ومن أبرز تلك المشاريع:
1- مشروعُ المعجم التاريخيّ لألفاظ القرآن الكريم.
2- مشروع المعجم السومريّ الأكديّ العربيّ.
3- مشروع الدراسة الأسلوبيّة لنهج البلاغة.
4- إصدار مركز العميد للبحوث والدّراسات مجلّةً مختصّة بدارسة آداب اللغة العربيّة وعلومها، وهي مجلّة (تسليم).
5- دأبت مجلّةُ العميد على نشر بحوث اللغة العربيّة مع بحوث الاختصاصات الإنسانيّة الأخرى.
6- إحياء مركز العميد لليوم العالميّ للّغة العربيّة خلال السنوات الماضية بندواتٍ علميّة ومشاركاتٍ شعريّة.
7- إقامة مركز العميد للبحوث والدراسات ورشةً علميّةً عن المجمع العراقيّ".
وتضمّن الحفلُ كذلك جلسةً بحثيّة أدارَها الدكتور طارق الجنابي وقُدّمت من خلالها ثلاث أوراقٍ بحثيّة هي:
1- مسالك الدلالة القرآنيّة وثراء المعجم العربيّ – للأستاذ الدكتور صاحب أبو جناح.
2- آليّات الحفاظ على سلامة اللغة العربيّة – للأستاذ الدكتور رياض شنته.
3- لغة الضاد توحّدنا – للأستاذ الدكتور حازم سليمان الحلّي.
ليتمّ بعد ذلك الإعلان عن التوصيات التي خرج بها الاحتفال، والتي ألقاها الدكتور عادل نذير من مركز العميد الدوليّ للبحوث والدراسات... للاطّلاع على التوصيات
ews/index?id=7658>اضغط هنا.
وفي الختام تمّ تكريم كوكبةٍ من أساتذة اللغة العربيّة المتقاعدين إضافةً الى الباحثين المشاركين في الحفل.