يعد معهد الإمام الحسين (عليه السلام) لرعاية المكفوفين وضِعاف البصر الجهة الرائدة في كربلاء لرعاية هذه الشريحة المحرومة من التوعية والتعليم والتسلّح بالمعرفة.
ونظراً للقصور والتقصير الحكومي الكبير في هذا الجانب فقد رعَت العتبة الحسينية المقدسة هذا المشروع وغيره من المشاريع المماثلة، التي تهدف للنهوض بالشرائح الاجتماعية ذات الحاجة الماسّة الى الرعاية والاهتمام والتعليم والمعالجة.
وقال مدير معهد الإمام الحسين عليه السلام للمكفوفين وضعاف البصر سامي جواد كاظم افتتح  معهد الإمام الحسين عليه السلام للمكفوفين وضعاف البصر خلال السنة الدراسية 2016-2017 بعد استحصال موافقة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي.
واضاف سبق هذه المرحلة اقامة دورات خاصة بهذه الشريحة في عموم العراق بشكل تمهيدي للتعرف على أعداد المكفوفين وأعمارهم.
واكد كاظم ان ادارة المعهد لاحظت من خلال الدورات التمهيدية وجود اعداد كبيرة من المكفوفين وضعاف البصر.
واستدرك ان المتولي الشرعي للعتبة الحسينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي بعد اطلاعه على اعداد المكفوفين وحاجتهم الماسة للراعية والاهتمام وجه بضرورة افتتاح مدرسة خاصة ضمن الضوابط والموافقات الأصولية المعتمدة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووزارة التربية.
واردف مدير المعهد استطعنا خلال خمس دورات أن نهيئ معلّمين للمكفوفين، عبر وسائل تعليمية تتمثل في لغة ابرايل، واللغة الرئيسية التي يتعلم منها المكفوف القراءة والكتابة.
وأما بخصوص الراغبين بالتسجيل من خارج محافظة كربلاء قال مدير المعهد إنه لا مانع من تسجيلهم شرط توفر السكن لهم.
وأوضح كاظم ان المعهد لم يقتصر عمله على احتضان المكفوفين في المراحل الابتدائية بل انطلق لدعم شريحة المكفوفين الكبار عن طريق افتتاح مركزا لمحو الأمية للذين تتراوح أعمارهم بين (15- 55) عاماً يحصل الطالب في نهاية المراحل الدراسية على شهادة الرابع الابتدائي، وهي شهادة معترف بها رسمياً.
وكشف جواد ان ادارة العتبة الحسينية خصصت بناية جديدة تقع على طريق كربلاء - بغداد ، ستضم مراحل الدراسة الابتدائية، فضلاً عن خطط مستقبلية لافتتاح روضة خاصة بالأطفال المكفوفين، ستكون الأولى على مستوى العراق".
معاون مدير المعهد، عامر هاشم الشمري، تحدثَ قائلاً" يقع معهد الإمام الحسين عليه السلام للمكفوفين وضعاف البصر التابع للعتبة الحسينية المقدسة، في منطقة السعدية بمركز مدينة كربلاء المقدسة، ويعد الأول كمعهد أهلي على مستوى كربلاء والعراق" .
وأضاف ان المعهد مُجاز من قِبل وزارات الصحة والتربية والبيئة والعمل، ويضم حالياً (51) تلميذ وتلميذة، تم تجهيزه بوسائل النقل المجاني من قبل العتبة الحسينية، فضلاً عن الكتب والقرطاسية التي يتم استيرادها من لبنان وعمان وقطر وتقدم للطالب بشكل مجاني, مع تخصيص برنامج تغذية خاص بالطلبة المكفوفين.
وتابع ان القبول في المعهد يتم عن طريق لجنة الصحة المدرسية في وزارة التربية.
وكشف الشمري عن إعداد معلّمين في محافظات الكوت والمثنى وذي قار لغرض مساعدة المكفوفين في محافظاتهم، مؤكدا سعي ادارة العتبة الحسينية لاستحصال الموافقات الخاصة من الوزارات المعنية، لفتح معهد نور الحسن عليه السلام في محافظة المثنى، والسعي لافتتاح معاهد أخرى في باقي المحافظات مستقبلاً.
وعلى صعيد ذي صلة اشار المعلّم في معهد المكفوفين بارق عيدان الحمداني "لدينا عدّة طرق لتعليم المكفوفين، أهمها طريقة لغة ابرايل التي تعتمد على اللمس، وتتكون من خلايا في كل واحدة منها ست نقاط، تمثّل الحروف المطلوبة التي نستخدمها، وتكون الأحرف بارزة الى الأعلى على شكل نقاط, والوسيلة الثانية هي الحاسوب الناطق حيث نعلّم المكفوف كيفية استخدامه أولاً ومن ثم كيفية الاستفادة منه, فضلاً عن ذلك هناك دروس تخصصية لمساعدة المكفوف من ناحية تعليمه السير والحركة وكيفية الأكل، وحماية نفسه من الصدمات الخارجية".
وعن مستوى استقبال المعلومات ونسب النجاح للطلبة المكفوفين بيّن الحمداني"نلاحظ أن الطلبة بمستوى جيد في مسألة استقبال المعلومات وكذلك انتقالهم من مرحلة الى أخرى يبدو بأفضل حالة, وأن نسبة النجاح عالية والحمد لله, وذلك بفضل الدعم اللا محدود الذي تبديه ادارة العتبة الحسينية المقدسة، تجاه هذا المشروع التعليمي والإنساني الكبير".