المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



التنمّر والعدوانية  
  
2859   12:48 مساءً   التاريخ: 14-11-2017
المؤلف : شيريل ايرويل
الكتاب أو المصدر : دليل تربية الصبيان
الجزء والصفحة : ص232-237
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2017 2331
التاريخ: 12-2-2017 2635
التاريخ: 4-11-2017 2070
التاريخ: 30-4-2017 1948

كل يوم في امريكا, يبقى ما يُقدّر بحوالي 160000 طفل في المدرسة ولا يذهبون الى المدرسة. وهم لا يعانون من اي مرض رغم انهم يدّعون ذلك. انهم خائفون , فالسير الى المدرسة والفسحة وموعد الغداء وحتى ممرات المدرسة مشحونة بالخطر بالنسبة الى العديد من الاطفال. ففي مكان ما , خلف شجرة او الى جانب جدار الملعب , يقف المتنمر متربصا بضحاياه.

التنمّر مشكلة ذات احجام شاملة وثمة برامج في كل بلد تقريبا للتعامل مع الاولاد الذين يلحقون الاذى بسواهم من الاولاد. الا ان كل طفل تقريبا يمكن ان يروي قصصا عما رآه من تنمر او عما تعرض له او ما يقوم به بحق طفل اخر . لِمَ هذا الوباء من العنف والعدوانية ؟

ما هو التنمر ؟

يتنمّر كل من الصبيان والفتيات على الاطفال الاخرين , علما أنهم يقومون بذلك بطرق مختلفة . وجد استفتاء بشان صحة الاطفال اجري في العام 2004 على 1200 صبي وفتاة ما بين سن التاسعة والثالثة عشر , ان 86% منهم راوا طفلا يتعرض للتنمر و 48% منهم تعرضوا هم انفسهم للتنمر و 42% تنمروا على طفل اخر في مرحلة من حياتهم. يرتبط التنمر بمسالة القوة. لقد انقضت الايام التي كان فيها الصبي القوي في الحي يستولي على مال الطفل الاخر ويوسعه ضربا. لكن التنمر الجسدي لم يختف كليا. الا ان التنمر في ايامنا هذه غالبا ما يكون اكثر مكرا وخبثا.

يستهدف المتنمر عادة الاطفال الذين يشعرون بانهم عاجزون عن الدفاع عن انفسهم . ويمكن للطفل ان يصبح هدف المتنمر بسبب مظهره او مستواه الاقتصادي او عرقه او طريقة كلامه . واصبح المتنمرون اكثر ابداعا في طريقة تسببهم للالم والخزي لضحاياهم : فقد يستخدمون الاهانات , او الالفاظ العرقية او غيرها من الكلام الساخر ليهينوا الاطفال الاخرين . ويمكن ان يستخدموا التنمر المرتبط بالعواطف او العلاقات , كاستبعاد الهدف عن اللعب او الاكل . كما يمكن ان يستخدموا التكنولوجيا ايضا .

التنمر عبر الانترنت :

خلال سنوات قليلة , منحت التكنولوجيا المتقدمة المتنمرين بعض الاسلحة الجديدة القوية. يمكن للأطفال اليوم ان يستخدموا الهواتف الخلوية المزوّدة بآلات تصوير، والحواسيب , والشبكات الاجتماعية والبرامج المتطورة ليهاجموا اهدافهم ويلحقوا بهم الخزي ويهينونهم , مع جمهور من المئآت يواكب الحدث عبر الشاشة. وجد العديد من الدراسات رابطا ما بين التنمر عبر الانترنت والاكتئاب وفكرة الانتحار .

 احذري من ان يكون ما يجري في عالم ابنك يتجاوز بكثير ما تعرفينه. تعلمي كيف يكون عالم الانترنت آمناً وادعي ابنك لان يتحدث اليك غالبا عن حياته على الانترنت .

لمَ يصبح الصبيان متنمرين ؟

شارك عدد لا يستهان به من الصبيان في التنمر... وهو امر يخشى الكثير من الاهل ان يعرفوه. ولقد تعرض معظم المتنمرين للتنمر هم انفسهم , ومن قبل اهلهم في بعض الاحيان . ويمكن للسخرية والمضايقات القاسية او الاهمال ان تدفع الصبي لتصريف ألمه على المحيطين به. يؤذي المتنمر الاخرين لأنه لا يشعر بالأمان او لأنه عانى من صدمة يجد صعوبة فائقة في التحدث عنها.

 لكن لا عذر للتسبب بالألم عمداً. ويمكن للأهل ان يكافحوا التنمر عبر تخصيص الوقت للتواصل, وعبر تعليم الصبيان كيف يتحكمون بغضبهم ويستخدمون الكلمات للتعبير عن المشاعر وعبر وضع حدود واضحة بشان إلحاق الاذى بالأخرين. ويمكن للمدارس ايضا ان تساعد عبر عقد اجتماعات لكل صف لمناقشة التنمر والتسبب بالخزي والمضايقة. تظهر الابحاث ان المدارس التي تضم مدراء ناشطين ومعنيين بشؤون المدرسة ومدرسين متدربين , تسجل نسبة اقل من التنمر .

هل ابنك هدف ؟

يعاني العديد من الصبيان على يد متنمر مرة او اثنين على الاقل خلال سنوات الدراسة . اليك العلامات التي تنذر بان ابنك مستهدف من قبل متنمر :

• التظاهر بالمرض : غالبا ما يعاني الولد الذي يتعرض للتنمر , من الم في المعدة او في الراس في كل صباح قبل التوجه الى المدرسة او يعود الى المنزل (مريضا) قبل الفسحة او الغداء .

• تجنب الذهاب الى المدرسة : يمكن للصبي الذي يحب المدرسة ان يبدا بالبكاء او بالتوسل للبقاء في المنزل او ان يخترع العطل المدرسية .

• تغيير العادات : قد تلاحظين ان ابنك يعاني من الكوابيس او يعجز عن النوم , ويمكن ان تخف شهيته على الطعام او ان يمضي ساعات في غرفته وحده. ولعله سيرفض الخروج للعب او يبدا بتغيير طريقة من والى المدرسة او الى موقف الحافلة.

• عدم التركيز : قد يواجه ابنك مشكلة في تركيز انتباهه في المدرسة , وفي تذكر الواجبات المطلوبة منه او في القيام بواجباته المدرسية . قد يبدو حائرا وغريب الاطوار .

اذا بدأ ابنك يتعرض للمضايقات فسيحتاج الى دعمك وحبك غير المشروطين. غالبا ما يجعل التنمر الصبي يفقد الكثير من احترامه لذاته وثقته بنفسه. اوجدي فرصا للأصغاء ; دعيه يعلم انك لاحظت التغييرات في سلوكه وتصرفاته. يمكنك ان تطرحي اسئلة لطيفة لتعرفي المزيد عن يومه. يمكنك على سبيل المثال ان تسألي (ما الذي حصل على الطريق الى المدرسة اليوم ؟) او (تبدو صامتا وحزينا ; ماذا يمكنني ان افعل لأساعدك ؟). يمكنك ايضا ان تطلبي من معلمة ابنك ان تنتبه اكثر لما يجري اثناء الفسح او الغداء او في الممرات وان تعلمك بما تلاحظه .

تنبيه ! 

احرصي على ألا تشجعي عن غير عمد سلوك ابنك المتنمر عبر تقديم مثال له يبجّل العدائية . المتنمر ليس شخصا قويا او شخصا يتمتع بصفات الرجل فالرجال الحقيقيون لا يحتاجون الى الحاق الاذى بسواهم ليشعروا بالأمان والثقة .

قد تشعرين بالرغبة في ان تشجعي ابنك على مواجهة المتنمر الا ان مقابلة الاذى بمثله نادرا ما تحل المشكلة. على اية حال , لا يحق لاحد ان يؤذي ابنك. لعلك ستتمكنين من ان تعلميه ان يحافظ على اعصابه او ان يستخدم الفكاهة لتهدئة الوضع او ان يطلب من صديق ان يرافقه عند تواجد المتنمر في المحيط . الا ان بعض الاوضاع تتطلب تدخل شخص راشد . احرصي على ان تعملي مع ابنك على وضع خطة .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.