أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-9-2017
1238
التاريخ: 23-5-2018
1131
التاريخ: 26-8-2017
878
التاريخ: 17-9-2017
897
|
وزارة الحسن بن سهل:
استوزره المأمون بعد أخيه الفضل ومال إليه وتلافاه جبراً لمصابه بقتل أخيه، وتزوج ابنته بوران، وانحدر في أهله وأصحابه وعساكره وأمرائه إلى فم الصلح بواسط، فقام الحسن بن سهل في إنزالهم قياماً عظيماً، وبذل من الأموال ونثر من الدرر ما يفوت حد الكثرة، حتى إنه عمل بطاطيخ من عنبر وجعل في وسط كل واحدة منها رقعة بضيعة من ضياعه ونثرها، فمن وقعت في يده بطيخة منها فتحها وتسلم الضيعة التي فيها. وكانت دعوةً عظيمةً تتجاوز حد التجمل والكثرة، حتى إن المأمون نسبه في ذلك إلى السرف. وقالوا: جملة ما أخرج على دعوة فم الصلح خمسون ألف ألف درهم.
كان الحسن بن سهل قد فرش للمأمون حصيراً منسوجاً من الذهب ونثر عليه ألف لؤلؤة من كبار اللؤلؤ، فلما رآه المأمون قال: قاتل الله أبا نواس كأنه شاهد مجلسنا هذا حيث يقول:
كأنه صغرى وكبرى من فقاقعها *** حصباء درٍ على أرضٍ من الذهب
قالوا: قدم رجل إلى باب الحسن بن سهل يلتمس صلته وعارفته فاشتغل عنه مديدة، فكتب إليه:
المال والعقل مما يستعان به *** على المقــــام بأبواب السلاطين
وأنت تعلـــم أني منهما عطل *** إذا تأملتنـــــــي يا ابن الدهاقين
أما تدلك أثـوابي على عدمي *** والوجه أني رئيس في المجانين
والله يعلم ما للملك من رجلٍ *** ســـــواك يصلح للدنيــــا وللدين
فأمر له بعشرة آلاف درهم ووقع في رقعته:
أعجلتنـــا فأتاك عاجـــل برنا *** قلاً، ولـــو أنظرتنا لم يقلل
فخذ القليل وكن كأنك لم تسل *** ونكون نحن كأننا لم نسأل
وكان الحسن بن سهل أعظم الناس منزلة عند المأمون. وكان المأمون شديد المحبة لمفاوضته، فكان إذا حضر عند طاوله في الحديث، وكلما أراد الانصراف منعه، فانقطع زمان الحسن بذلك وثقلت عليه الملازمة، فصار يتراخى عن الحضور بمجلس المأمون ويستخلف أحد كتابه كأحمد بن أبي خالد وأحمد بن يوسف وغيرهما. ثم عرضت له سوداء كان أصلها جزعه على أخيه، فانقطع بداره ليتطبب، واحتجب عن الناس، إلا أنه أعلى الخلق مكانة. واستوزر المأمون أحمد بن أبي خالد، فكان أحمد في كل وقت يقصد خدمة الحسن بن سهل، وإذا حضر الحسن دار المأمون كان أعلى الناس مكانةً، ولما انقطع الحسن بن سهل بمنزله هجاه بعض الشعراء بقوله:
تولت دولة الحسن بن سهلٍ ... ولم أبلل لهاتــي مـن نداها
فلا تجزع على ما فات منها، ... وأبكى الله عيني من بكاها
ومات الحسن بن سهل في سنة ست وثلاثين ومائتين في أيام المتوكل.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|