المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9120 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ترجمة ابن المتأهل العذري
2024-12-03
ترجمة أبي الحجاج الطرطوشي
2024-12-03
ترجمة ابن الجد الفهري
2024-12-03
ترجمة ابن غفرون الكلبي
2024-12-03
ترجمة ابن الجياب
2024-12-03
ترجمة ابن الصباغ العقيلي
2024-12-03



مرض النبي والاحداث الاخيرة(صلى الله عليه واله)  
  
3628   11:29 صباحاً   التاريخ: 13-12-2014
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص52-53.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / شهادة النبي وآخر الأيام /

 روى المفيد في (الارشاد)، والشيخ الطبرسي في (اعلام الورى) قالا : ثم كان مما اكد النبي (صلى الله عليه واله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) من الفضل وتخصيصه منه بجليل رتبته ما تلا حجة الودائع من الامور المجددة لرسول الله (صلى الله عليه واله)، والاحداث التي اتفقت بقضاء الله وقدره؛ وذلك انه (صلى الله عليه واله) تحقق من دنو اجله ما كان قدم الذكر به لامته، فجعل (صلى الله عليه واله) يقوم مقاما بعد مقام في المسلمين يحذرهم الفتنة بعده، والخلاف عليه، ويؤكد وصايتهم بالتمسك بسنته والاجماع عليها، والوفاق، وبحثهم على الاقتداء بعترته، والطاعة لهم، والنصرة والحراسة والاعتصام بهم في الدين، ويزجرهم عن الاختلاف والارتداد، و من ذلك ما جاءت به الرواية على اتفاق واجتماع قوله : يا ايها الناس، اني فرطكم، وانتم واردون علي الحوض، الا واني سائلكم عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فان اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يلقياني، وسالته في ذلك فاعطانيه، الا واني قد تركتهما فيكم : كتاب الله، وعترتي اهل بيتي، ولا تسبقوهم فتفرقوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم ايها الناس، لا الفينكم بعدي ترجعون كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، فتلقوني في كتيبة كبحر السيل الجرار، الا وان علي بن أبي طالب اخي، ووصيي، يقاتل بعدي على تأويل القران كما قاتلت على تنزيله، وكان (صلى الله عليه واله) يقوم مجلسا بعد مجلس بهذا الكلام ونحوه، ثم انه عقد لأسامة بن زيد بن الحارثة الامرة وامره وندبه ان يخرج بجمهور الامة الى حيث اصيب ابوه من بلاد الروم، واجتمع رأيه (عليه السلام) على اخراج جماعة من مقدمي المهاجرين والانصار في معسكره حتى لا يبقى في المدينة عند وفاته (صلى الله عليه واله) من يختلف في الرئاسة، ويطمع في التقدم على الناس بالأمارة ويتسبب الامر لمن استخلفه من بعده، ولا ينازعه في حقه منازع، فعقد له الامرة على ما ذكرناه، وجد (صلى الله عليه واله) في اخراجهم، وامر اسامة بالبروز عن المدينة بمعسكره الى الجرف، وحث الناس على الخروج معه والمسير، وحذرهم من التلوم والابطاء عنه، فبينا هو في ذلك اذ عرضت له الشكاة التي توفي فيها، فلما احس بالمرض الذي عراه، اخذ بيد علي (عليه السلام) واتبعه جماعة من الناس، وتوجه الى البقيع، فقال للذي اتبعه : انني قد امرت بالاستغفار لأهل البقيع، فانطلقوا معه حتى وقف بين اظهرهم، وقال : السلام عليكم اهل القبور، ليهنكم ما اصبحتم فيه مما فيه الناس، اقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع اولها اخرها، ثم استغفر لأهل البقيع طويلا، واقبل علي امير المؤمنين (عليه السلام)، فقال : ان جبرئيل (عليه السلام) كان يعرض علي القران في كل سنة مرة، وقد عرضه علي العام مرتين، ولا أراه الا لحضور أجلي.

ثم قال : يا علي اني خيرت بين خزائن الدنيا والخلود فيها والجنة، فاخترت لقاء ربي والجنة، فاذا ان مت فاستر عورتي، فانه لا يراها احد الا أكمه، ثم عاد الى منزله، فمكث ثلاثة ايام موعوكا، ثم خرج الى المسجد معصوب الرأس، معتمدا على أمير المؤمنين (عليه السلام) بيمنى يديه، وعلى الفضل بن العباس باليد الاخرى، حتى صعد المنبر فجلس عليه ثم قال : معاشر الناس، قد حان مني خفوق من بين اظهركم، فمن كان له عندي عدة فليأتني اعطه اياها، ومن كان له علي دين فليخبرني به معاشر الناس، ليس بين الله وبين احد شيء يعطيه به خيرا او يصرف عنه به شرا الا العمل ايها الناس، لا يدع مدع، ولا يتمن، متمن، والذي بعثني بالحق نبيا لا ينجي الا عمل مع رحمة ربي، ولو عصيت لهويت اللهم هل بلغت، ثم نزل فصلى بالناس صلاة خفيفة، ثم دخل بيته، وكان اذا ذاك بيت ام سلمة (رضي الله عنها)، فأقام به يوما او يومين، فجاءت عائشة اليها تسألها ان تنقله الى بيتها لتتولى تعليله، وسالت ازواج النبي (صلى الله عليه واله) في ذلك، فأذن لها، فانتقل الى البيت الذي تسكنه عائشة، واستمر المرض به اياما وثقل، فجاء بلال عند صلاة الصبح ورسول الله (صلى الله عليه واله) مغمور بالمرض، فنادى : الصلاة يرحمكم الله، فأوذن رسول الله (صلى الله عليه واله) بندائه فقال : يصلي بالناس بعضهم، فاني مشغول بنفسي، فقالت عائشة : مروا ابا بكر، وقالت حفصة : مروا عمر، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) حين سمع كلامهما، ورأى حرص كل واحدة منهما على التنويه بابيها، وافتتانهما بذلك ورسول الله حي : اكففن، فانكن صويحبات يوسف ثم قام (صلى الله عليه واله) مبادرا خوفا من تقدم احد الرجلين، وقد كان امرهما بالخروج مع اسامة، ولم يكن عنده انهما قد تخلفا، فلما سمع من عائشة، وحفصة ما سمع علم انهما متأخران عن امره، فبدر (صلى الله عليه واله) لكف الفتنة، وازالة الشبهة، فقام (صلى الله عليه واله)، وانه لا يستقل على الارض من الضعف، فأخذ علي بن أبي طالب (عليه السلام) والفضل بن العباس، فاعتمد عليهما ورجلاه يخطان الارض من الضعف، فلما خرج الى المسجد وجد أبا بكر قد سبق الى المحراب، فأومأ اليه بيده ان تأخر عنه، فتأخر ابو بكر وقام رسول الله (صلى الله عليه واله) مقامه، فقام وكبر وابتدأ بالصلاة التي كان ابتدأها ابو بكر ولم يبن على ما مضى من فعاله، فلما سلم انصرف الى منزله واستدعى أبا بكر وعمر وجماعة من حضر المسجد من المسلمين.

ثم قال : ألم آمر ان تنفذوا جيش أسامة؟ فقالوا : بلى، يا رسول الله.

قال : فلم تأخرتم عن أمري؟

قال أبو بكر : اني خرجت ثم رجعت لا جدد بك عهدا، وقال عمر : يا رسول الله، اني لم اخرج لانني لم أحب ان اسال عنك الركب.

فقال النبي (صلى الله عليه واله) : نفذوا جيش اسامة، نفذوا جيش اسامة، يكررها ثلاث مرات، ثم اغمي عليه من التعب الذي لحقه والاسف، فمكث هنيئة مغمى عليه وبكى المسلمون، وارتفع النحيب من ازواجه وولده ونساء المسلمين وجميع من حضر، فأفاق رسول الله (صلى الله عليه واله)، فنظر اليهم ثم قال : ائتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ابدا، ثم أغمي عليه فقام من حضر يلتمس دواة وكتفا، فقال له عمر : ارجع، فانه يهجر، فرجع وندم من حضر على ما كان من التضجيع في احضار الدواة والكتف، وتلاوموا بينهم، وقالوا : انا لله وانا اليه راجعون، لقد اشفقنا من خلاف رسول الله (صلى الله عليه واله)، فلما افاق قال بعضهم : الا نأتيك بدواة وكتف يا رسول الله؟

فقال : أبعد الذي قلتم! لا ولكني اوصيكم بأهل بيتي خيراً، واعرض بوجهه عن القوم، فنهضوا.

أقول : خبر طلب رسول الله (صلى الله عليه واله) الدواة والكتف، ومنع عمر من ذلك مع اختلاف الفاظه، متواترة بالمعنى، وقد رواه البخاري ومسلم في صحيحهما، وابن بطة والطبري وغيرهم.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.