المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



كيفية وفاته وغسله ودفنه  
  
3073   12:40 مساءً   التاريخ: 10-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ الائمة والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص147-149.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / شهادة النبي وآخر الأيام /

حجب الناس عنه و ثقل في موضعه و كان أمير المؤمنين (عليه السّلام)لا يفارقه الا لضرورة فقام في بعض شئونه فأفاق رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)افاقة، فافتقد عليا (عليه السّلام) فقال وأزواجه حوله: ادعوا لي أخي و صاحبي و عاوده الضعف فأصمت.

فقالت عائشة: ادعوا له ابا بكر! فدعي، فدخل عليه و قعد عند رأسه، فلمّا فتح عينه نظر إليه فأعرض عنه بوجهه فقام أبو بكر فقال: لو كان له إليّ حاجة لأفضى بها إليّ فلمّا خرج أعاد رسول اللّه القول ثانية و قال: ادعوا لي أخي و صاحبي، فقالت حفصة ادعوا له عمرا، فدعي فلمّا حضر و رآه رسول اللّه أعرض عنه فانصرف، ثم قال: ادعوا لي أخي و صاحبي فقالت أمّ سلمة (رضي اللّه عنها): ادعوا له عليّا فانّه لا يريد غيره فدعي أمير المؤمنين (عليه السّلام).

فلمّا دنا منه أومأ إليه فأكبّ عليه فناجاه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) طويلا ثم قام فجلس ناحية حتى اغفى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)فلمّا اغفى خرج فقال له الناس: ما الذي أوعز إليك يا ابا الحسن؟ فقال: علّمني الف باب من العلم فتح لي كل باب الف باب، و أوصاني بما أنا قائم به ان شاء اللّه تعالى.

ثم ثقل (صلّى اللّه عليه و آله)و حضره الموت و أمير المؤمنين (عليه السّلام)حاضر عنده فلمّا قرب خروج نفسه قال له: ضع يا علي رأسي في حجرك فقد جاء امر اللّه تعالى، فاذا فاضت نفسي فتناولها بيدك و امسح بها وجهك ثم وجّهني الى القبلة و تولّ امري و صلّ عليّ أول الناس و لا تفارقني حتى تواريني في رمسي و استعن باللّه تعالى.

فأخذ عليّ (عليه السّلام)رأسه فوضعه في حجره فأغمي عليه فأكبت فاطمة (عليها السّلام)تنظر في وجهه و تندبه و تبكي و تقول:

و أبيض يستقى الغمام بوجهه‏              ثمال اليتامى عصمة للأرامل‏

ففتح رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)عينه و قال بصوت ضئيل: يا بنية هذا قول عمك ابي طالب لا تقوليه و لكن قولي: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ } [آل عمران: 144] فبكت طويلا فأومأ إليها بالدنوّ منه فدنت منه فأسرّ إليها شيئا تهلل وجهها له، ثم قبض (صلّى اللّه عليه و آله)ويد أمير المؤمنين (عليه السّلام)اليمنى تحت حنكه ففاضت نفسه فيها فرفعها الى وجهه فمسحه بها ثم وجّهه و غمضه و مد عليه أزاره و اشتغل بالنظر في أمره فجاءت الرواية انّه قيل لفاطمة (عليها السّلام)ما الذي أسرّ إليك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)فسرى عنك به ما كنت عليه من الحزن و القلق بوفاته؟.

قالت: انّه أخبرني انني أول أهل بيته لحوقا به و انّه لن تطول المدة بي بعده حتى أدركه فسرى ذلك عنّي، فلمّا أراد أمير المؤمنين (عليه السّلام)غسله استدعى الفضل بن العباس فأمره أن يناوله الماء لغسله بعد ان عصبت عينه ثم شقّ قميصه من قبل جيبه حتى بلغ الى سرته و تولّى غسله و تحنيطه و تكفينه و الفضل يعاطيه الماء و يعينه عليه فلمّا فرغ من غسله و تجهيزه تقدم فصلّى عليه وحده لم يشركه معه أحد في الصلاة عليه.

و كان المسلمون في المسجد يخوضون فيمن يؤمّهم في الصلاة عليه و أين يدفن، فخرج إليهم أمير المؤمنين (عليه السّلام)و قال لهم: انّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)امامنا حيّا و ميّتا فليدخل عليه فوجا بعد فوج منكم فيصلون عليه بغير امام و ينصرفون و انّ اللّه لم يقبض نبيا في مكان الّا و قد ارتضاه لرمسه فيه و اني لدافنه في حجرته التي قبض فيها، فسلم القوم لذلك و رضوا به.

 

و لمّا صلّى المسلمون عليه أنفذ العباس بن عبد المطلب برجل الى ابي عبيدة بن الجراح و كان يحفر لأهل مكة و يضرح و كان ذلك عادة أهل مكة و أنفذ الى زيد بن سهل و كان يحفر لأهل المدينة و يلحد، فاستدعاهما و قال: اللهم خر لنبيّك فوجد أبو طلحة زيد بن سهل و قال له: احفر لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)فحفر له لحدا و دخل أمير المؤمنين (عليه السّلام)و العباس بن عبد المطلب و الفضل بن العباس و أسامة بن زيد، ليتولوا دفن رسول اللّه ((صلّى اللّه عليه و آله)).
فنادت الانصار من وراء البيت يا علي انا نذكرك اللّه و حقنا اليوم من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)أن يذهب، أدخل منّا رجلا يكون لنا به حظ من مواراة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فقال: ليدخل أوس بن‏ خولي و كان بدريا فاضلا من بني عوف من الخزرج.

 

فلمّا دخل قال له عليّ (عليه السّلام): انزل القبر فنزل و وضع أمير المؤمنين رسول اللّه (عليهما السّلام) على يديه و أدلاه في حفرته فلمّا حصل في الارض قال له: أخرج فخرج و نزل عليّ (عليه السّلام)القبر فكشف عن وجه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)و وضع خدّه على الارض موجها الى القبلة على يمينه ثم وضع عليه اللبن و أهال عليه التراب.

وكان ذلك في يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة احدى عشرة من هجرته (صلّى اللّه عليه و آله)و هو ابن ثلاث و ستين سنة و لم يحضر دفن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)أكثر الناس! لما جرى بين المهاجرين و الانصار من التشاجر في أمر الخلافة! وفات أكثرهم الصلاة عليه لذلك‏.

ووردت روايات كثيرة و معتبرة انّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله)فارق الدنيا شهيدا كما روى الصفار بسند معتبر عن الصادق (عليه السّلام)انّه قال: سمّ رسول اللّه يوم خيبر فتكلّم اللحم فقال: يا رسول اللّه انّي مسموم، قال: فقال النبي عند موته اليوم قطعت مطاياي الاكلة التي اكلت بخيبر و ما من نبيّ و لا وصيّ الا شهيدا .

وفي رواية اخرى قال (عليه السّلام): سمّت اليهودية النبي في ذراع، قال: لما أتي بالشواء اكل من الذراع و كان يحبها فأكل ما شاء اللّه ثم قال الذراع: يا رسول اللّه انّي مسموم فتركه و ما زال ينقض به سمّه حتى مات (صلّى اللّه عليه و آله).

وتستحب زيارته (صلّى اللّه عليه و آله)قريبا و بعيدا كما قال الشيخ الشهيد في الدروس: وأيضا يستحب زيارته (صلّى اللّه عليه و آله)في عقيب كل صلاة بهذه الالفاظ التي علّمها الامام الرضا (عليه السّلام)، لابن ابي بصير البزنطي قال: «السلام عليك يا رسول اللّه و رحمة اللّه و بركاته، السلام عليك يا محمد بن عبد اللّه، السلام‏ عليك يا خيرة اللّه، السلام عليك يا حبيب اللّه، السلام عليك يا صفوة اللّه، السلام عليك يا امين اللّه أشهد انّك رسول اللّه و أشهد انّك محمد بن عبد اللّه و أشهد انّك قد نصحت لأمتك و جاهدت في سبيل ربك و عبدته حتى أتاك اليقين، فجزاك اللّه يا رسول اللّه أفضل ما جزى نبيا عن امته (اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد) أفضل ما صلّيت على ابراهيم و آل ابراهيم انّك حميد مجيد» . 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.