أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-4-2018
1662
التاريخ: 23-4-2018
2133
التاريخ: 23-4-2018
1286
التاريخ: 25-4-2018
4443
|
لم يثر أي جدل بين اللغويين العرب حول وجود المشترك اللفظي في اللغة العربية بل أنعقد إجماعهم على وجوده . يقول سيبويه : (أعلم ان من كلامهم ..
اتفاق اللفظين واختلاف المعنيين) (1) ، ويقول ابن فارس تحت عنوان : باب أجناس الكلام في الاتفاق والافتراق : (يكون ذلك على وجوه .. ومنه اتفاق اللفظ واختلاف المعنى كقولنا عين الماء وعين المال وعين الركبة وعين الميزان ) (2) .
نعم وجد من اللغويين من ضيق مفهوم المشترك اللفظي وأخرج منه كل ما يمكن رد معانيه الى معنى واحد ، ومن هؤلاء ابن درستويه الذي جاء عنه في المزهر : (قال ابن درستويه في شرح الفصيح - وقد ذكر لفظة (وجد) ما يتفق لفظه معانيها : هذه اللفظة من أقوى حجج من يزعم أن من كلام العرب ما يتفق لفظه ويختلف معناه لأن سيبويه ذكره في أول كتابه ، وجعله من الأصول المتقدمة ، فظن من لم يتأمل المعاني ولم يتحقق الحقائق أن هذا لفظ واحد قد جاء لمعان مختلفة وانما هذه المعاني كلها شيء واحد ، وهو إصابة الشيء خيراً كان أو شراً ولكن فرقواً بين المصادر ..) (3) .
ولعله كان يرد بذلك على المبرد الذي مثل لا تفاق اللفظين واختلاف المعنيين بقوله : (وجدت شيئاً إذا اردت وجدان الضالة . ووجدت على الرجل من الموجدة . ووجدت زيداً كريماً أي عملت) (4) .
ويثنى الدكتور إبراهيم انيس على موقف ابن درستويه قائلاً : (وقد كان ابن درستويه محقاً حين أنكر معظم تلك الألفاظ التي عدت من المشترك اللفظي ، واعتبرها من المجاز . فكلمة الهلال حين تعبر عن هلال السماء ، وعن حديدة
ص156
الصيد التي تشبه في شكلها الهلال وعن قلامة الظفر التي تشبه في شكلها الهلال وعن هلال النعل الذي يشبه في شكله الهلال لا يصح إذن أن تعد من المشترك اللفظي لأن المعنى واحد في كل هذا ، وقد لعب المجاز دوره في كل هذه الاستعمالات) (5) .
أما علماء الأصول فقد أثاروا جدلاً كبيراً حول هذه الظاهرة وتفرقوا شيعاً وأحزاباً :
1- فمنهم من قال بوجوب وقوعه ، وحجتهم أنه (لو لم تكن الألفاظ المشتركة واقعة في اللغة - مع أن المسميات غير متناهية والأسماء متناهية ضرورة تركبها من الحروف المتناهية - لخلت أكثر المسميات عن الألفاظ الدالة عليها مع دعوة الحاجة إليها ) .
2- ومنهم من قال باستحالة وقوعه عقلاً بدعوى (إخلاله بالتفهيم المقصود من الوضع لخفاء القرائن) . وتقريب وجهة نظرهم أن الواضع الحكيم لا يمكن أن يقدم على عمل لا يستهدف من ورائه غاية . والغاية الحكيمة المترتبة على الواضع بحال (6) .
3- والأكثرون على إمكان وقوعه لفقدان الموانع العقلية ، وعلى وقوعه فعلاً (7) . وكتب اللغة مليئة بهذه الألفاظ ، بل ما من مادة من المواد إلا ويذكرون لها
ص157
عدة معان على سبيل الاشتراك اللفظي . وكل شبهة تثار على خلاف هذا ينقضها الواقع الذي نلمسه في جميع اللغات . فهي أقرب الى الشبهة في مقابل البديهة (8) .
ص158
________________
(1) الكتاب 1/7 .
(2) الصاحبي ص 201 .
(3) المزهر 1/384 .
(4) المزهر 1/388 .
(5) دلالة الألفاظ ص 214 . ويمكن أن يضم الى ابن درستويه ذلك الفريق من العلماء نفوا وجود المشترك اللفظي في القرآن الكريم لاعتقادهم بمنافاته لطبيعة الإعجاز فيه (انظر بحث الاشتراك والترادف للأستاذ محمد تقي الحكيم ص 80 .
(6) الاشتراك والترادف - محمد تقي الحكيم ص 76-80 ، والمزهر 1/369 .
(7) قال في المزهر : الأكثرون على أنه ممكن الوقوع لجواز أن يقع إما من واضعين .. وهذا على أن اللغات غير توقيفية ، وإما من واضع واحد لغرض الإبهام على السامع حيث يكون التصريح سبباً للمفسدة ... والأكثرون أيضاً على أنه واقع لنقل أهل اللغة (1/369) .
(8) الاشتراك والترادف - محمد تقي الحكيم ص 80 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|