المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

العدم المحمولي
13-9-2016
ما نوع الطعام الذي تقدمه الزنابير ليرقاتها؟
1-3-2021
تفسير سورة النِّساء
2023-10-25
حقوق الزوج على زوجته وأهمها
2024-05-23
لا تشعرهم بالذنب
15-9-2021
علي بن ثابت ابن عصيدة
7-8-2016


مصارع أبناء الحسن  
  
2729   03:44 مساءً   التاريخ: 7-8-2017
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : العباس بن علي
الجزء والصفحة : ص211-213.
القسم : أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب / دوره الكبير في النهضة الحسينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-8-2017 2525
التاريخ: 7-8-2017 2667
التاريخ: 12-8-2017 2781
التاريخ: 14-8-2017 2861

سارعت الفتية من أبناء الامام الزكي أبي محمد (عليه السلام) إلى نصرة عمهم والذب عنه وقلوبهم تنزف دماً على ما حل به من عظيم الكوارث والخطوب وكان من بينهم القاسم وقد وصفه المؤرخون بأنه كالقمر في جمال طلعته وبهائه وقد غذاه عمه بمواهبه وأفرغ عليه أشعة من روحه حتى صار من أمثلة الكمال والآداب.
وكان القاسم وبقية اخوانه يتطلعون إلى محنة عمهم ويودون أن يردوا عنه عوادي الأعداء بدمائهم وأرواحهم وكان القاسم يقول : لا يقتل عمي وأنا حي   .
وانبرى القاسم يطلب الإذن من عمه ليجاهد بين يديه فاعتنقه الإمام وعيناه تفيضان دموعا وأبى أن يأذن له إلا أن الفتى ألح عليه وأخذ يقبل يديه ورجليه ليسمح له بالجهاد فأذن له وانطلق رائد الفتوة الإسلامية إلى ساحة الحرب ولم يضف على جسده الشريف لامة حرب محتقراً لأولئك الوحوش وقد التحم معهم يحصد رؤوسهم ويجندل أبطالهم كأن المنايا كانت طوع إرادته وبينما هو يقاتل إذ انقطع شسع نعله الذي هو أشرف من ذلك الجيش وأنف سليل النبوة والإمامة أن تكون إحدى رجليه بلا نعل فوقف يشده متحديا لهم واغتنم هذه الفرصة كلب من كلاب ذلك الجيش وهو عمرو بن سعد الأزدي فقال : والله لأشدن عليه فأنكر عليه ذلك حميد بن مسلم وقال له : سبحان الله !! وما تريد بذلك يكفيك هؤلاء القوم الذين ما يبقون على أحد منهم ... .
فلم يعن الخبيث به وشد عليه فضربه بالسيف على راسه الشريف فهوى إلى الأرض كما تهوي النجوم صريعا يتخبط بدمه القاني ونادى بأعلى صوته : يا عماه أدركني .. .
وكان الموت أهون على الإمام من هذا النداء فقد تقطع قلبه وفاضت نفسه أسى وحسرات وسارع نحو ابن أخيه فعمد إلى قاتله فضربه بالسيف فاتقاها بساعده فقطعها من المرفق وطرحه أرضا وحملت خيل أهل الكوفة لاستنقاذه إلا أن الأثيم هلك تحت حوافر الخيل وانعطف الإمام نحو ابن أخيه فجعل يوسعه تقبيلا والفتى يفحص بيديه ورجليه كالطير المذبوح وجعل الإمام يخاطبه بذوب روحه : بعدا لقوم قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدك عز والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك فلا ينفعك صوت والله هذا يوم كثر واتره وقل ناصره ..   .
وحمل الإمام ابن أخيه بين ذراعيه وهو يفحص بيديه ورجليه   حتى فاضت نفسه الزكية بين يديه وجاء به فألقاه بجوار ولده عليّ الأكبر وسائر القتلى الممجدين من أهل بيته وأخذ يطيل النظر إليهم وقد تصدع قلبه وأخذ يدعو على السفكة المجرمين من أعدائه الذين استباحوا قتل ذرية نبيهم قائلا : اللهم احصهم عددا ولا تغادر منهم أحداً ولا تغفر لهم أبدا صبراً يا بني عمومتي صبراً يا أهل بيتي لا رأيتم هواناً بعد هذا اليوم أبداً ...   .
وبرز من بعده عون بن عبد الله بن جعفر ومحمد بن عبد الله بن جعفر وأمهما العقيلة الطاهرة حفيدة الرسول (صلى الله عليه واله) زينب الكبرى (عليها السلام) وقد نالا شرف الشهادة مع حفيد النبي وريحانته ولم يبق بعد هؤلاء الصفوة من أهل البيت : إلا أخوة الإمام الحسين (عليه السلام) وفي طليعتهم أخوه أبو الفضل العباس (عليه السلام) وكان إلى جانب أخيه كقوة ضاربة يحميه من أي اعتداء عليه وقد شاركه في جميع آلامه وأحزانه.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.