المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9148 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الهيكل المحوري Axial Skeleton
2024-12-22
الموقوفون لأمر الله
2024-12-22
سبعة أبواب لجنهم
2024-12-22
مناخ السفانا Aw
2024-12-22
جحود الكافرين لآيات الله الباهرات
2024-12-22
لا ينفع الايمان عند الباس
2024-12-22

معجزات وكرامات الجواد(عليه السلام)
21-05-2015
عقبات على الطريق
19-4-2016
الشيخ محمد جواد ابن الشيخ حسن مطر
24-1-2018
اللغة وسيلة الاتصال والتفاعل
20-4-2016
Samuel Eilenberg
13-12-2017
الاجزاء
3-8-2016


غزوة بني النضير و بني قريظة  
  
3489   03:31 مساءً   التاريخ: 11-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص97-99.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-5-2017 3224
التاريخ: 5-11-2015 3947
التاريخ: 11-12-2014 3500
التاريخ: 15-6-2017 3056

في هذه السنة[الرابعة الهجري] أيضا وقعت غزوة بني النضير و بني قريظة، و كانت قريظة سبعمائة نفر و بن النضير ألفا و هم اكثر مالا و أحسن حالا من قريظة، وكانوا حلفاء لعبد اللّه بن أبيّ، فكتبوا كتابا بينهم يقضي انّ أيّ رجل من اليهود من بني النضير قتل رجلا من بني قريظة ان يجنّيه و يحمّم، و التجنية ان يقعد على جمل أو حمار مستدبرا و يلطخ وجهه بالحمأة (القير) و يدفع نصف الدية، و ايّما رجل من بني قريظة قتل رجلا من بني النضير يدفع إليه الدية كاملة و يقتل به، فكانوا يعيشون في المدينة في أمان النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بشرط أن لا يقاتلوه و لا يعينوا على قتاله ...

فقتل رجل من بني قريظة رجلا من بني النضير، فبعث إليهم بنو النضير ان ابعثوا إلينا بدية المقتول وبالقاتل حتى نقتله، فقالت قريظة: ليس هذا حكم التوراة و إنمّا هو شيء غلبتمونا عليه، فأما الدية و اما القتل و الا فهذا محمد بيننا و بينكم.

فلمّا جاءوا الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) حكم بمقتضى ما قاله بنو قريظة، فتألم بنو النضير وأضمروه في انفسهم حتى تتاح لهم الفرصة فينتقموا، الى ان حدثت قضية عمرو بن أميّة و قتله العامريّين الذين كانا في جوار رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).

فجاء (صلّى اللّه عليه و آله) الى بني النضير، يستعينهم في الدية، فقالوا: نعم يا ابا القاسم نعينك على ما أحببت، ثم دعوه ليدخل حصنهم و يكون ضيفهم، فكره (صلّى اللّه عليه وآله) الدخول الى الحصن و اتكأ على جداره، فخلا بعضهم ببعض فقالوا: انكم لن تجدوا الرجل على مثل حالته هذه، ثم قالوا: من يعلو على هذا الجدار و يلقي عليه صخرة؟.

فجاء جبرئيل (عليه السّلام)، و أخبر النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بغدرهم، فذهب الى المدينة و أرسل محمد بن مسلمة إليهم، ليأمرهم بالخروج من المدينة، لأنهم نقضوا العهد و غدروا، ولو رأى منهم أحدا بعد عشرة ايّام فسيقتله، و لمّا تهيّئوا للرحيل أرسل إليهم عبد اللّه بن أبي ان لا تخرجوا فانّ معي الفين من قومي يحمونكم فان قاتلتم قاتلت معكم و ان خرجتم خرجت معكم.

قال اللّه تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } [الحشر: 11] ‏فأقاموا و اصلحوا حصونهم و تهيئوا للقتال، و بعثوا الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) انّا لا نخرج فاصنع ما أنت صانع، فقام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و كبّر و كبّر اصحابه، فأعطى الراية الى علي بن ابي طالب (عليه السّلام) وقدّمه إليهم و خرج هو بعده وصلّى صلاته الاخرى هناك و غدر بهم عبد اللّه بن أبيّ و لم يعنهم.

قال تعالى:

{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الحشر: 16] و بقى اليهود خمسة عشر يوما في حصونهم محاصرين، فأمر (صلّى اللّه عليه و آله) بقطع نخلهم الا نوع واحد منها كان عليه تمر يقال له عجوة، و قيل في سبب ذلك، كي لا يطمعوا في البقاء هناك بعد هذا.

و استسلمت اليهود و أرسلت الى النبي (صلّى اللّه عليه و آله) نريد الامان و الخروج بأموالها فقال لهم: أخرجوا و لكم دمائكم و ما حملت الابل فأبوا ان يقبلوا و بقوا اياما ثم قالوا: نخرج و لنا ما حملت الابل، فقال: لا ولكن تخرجون و لا يحمل أحد منكم شيئا فخافوا على انفسهم و أخذوا يخربون بيوتهم بأيديهم لئلا تصير للمسلمين.

قال تعالى: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر: 2].

وولّى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) اخراجهم الى محمد بن مسلمة فجعل لكل ثلاثة منهم بعيرا و سقاء، و قيل خرجوا مع ستمائة بعير كانت لهم و تركوا السلاح و الاثاث مكانه، و خرجوا و هم‏ يضربون الدف و المزامير كناية على انّهم لم يحزنوا على ترك بلادهم و أثاثهم فذهب قسم منهم الى الشام و قسم الى الاذرعات و قسم آخر ذهبوا الى خيبر.

فلمّا غنم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) من بني النضير جمع الانصار و قال: «ان أحببتم قسمت بينكم و بين المهاجرين ما أفاء عليّ من بني النضير، و كان المهاجرون على ما هم عليه من السكنى في مساكنكم و أموالكم، و ان أحببتم أعطيتهم و خرجوا من دوركم» .

قال سعد بن عبادة و سعد بن معاذ: يا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بل تقسمه بين المهاجرين و يكونون في دورنا كما كانوا، و نادت الانصار رضينا و سلّمنا يا رسول اللّه، فدعا لهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) وقال:

«اللهم ارحم الانصار و ابناء الانصار و أبناء أبناء الانصار».

و نزلت هذه الآية الكريمة في حقّهم:

{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9].

فقسّم (صلّى اللّه عليه وآله) ما أفاء اللّه عليه على المهاجرين دون الانصار الّا رجلين كانا محتاجين هما، سهل بن حنيف الانصاري و أبو دجانة، لأنهم كانوا في غاية الفقر، ثم سلّم المزارع و الآبار و الانهار الى أمير المؤمنين (عليه السّلام) الذي جعلها وقفا لاولاد فاطمة (عليها السّلام).

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.