المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



معجزات وكرامات الجواد(عليه السلام)  
  
4265   04:12 مساءً   التاريخ: 21-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص432-434.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام) /

روي في كشف الغمة عن القاسم بن عبد الرحمن وكان زيديّا قال: خرجت إلى بغداد فبينا أنا بها إذ رأيت الناس يتعادون ويتشرّفون ويقفون، فقلت: ما هذا؟ فقالوا: ابن الرضا، ابن الرضا ؛ فقلت: واللّه لأنظرنّ إليه، فطلع على بغل فقلت: لعن اللّه اصحاب الامامة حيث يقولون انّ اللّه افترض طاعة هذا، فعدل إليّ وقال: يا قاسم بن عبد الرحمن: {أَبَشَرًا مِنَّا واحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وسُعُرٍ} [القمر: 24].

فقلت في نفسي: ساحر واللّه، فعدل إليّ فقال: {أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُو كَذَّابٌ أَشِرٌ } [القمر: 25] .

قال: فانصرفت وقلت بالامامة، وشهدت انّه حجة اللّه على خلقه واعتقدت‏ .

يقول المؤلف: هاتان الآيتان في سورة القمر ومعنى الأولى حسبما جاء في التفاسير ان قوم ثمود كذّبوا نبيّهم صالح (عليه السلام) وقالوا: أ يمكن أن نتّبع بشرا مثلنا ليس له خدم؟ فهذا الاستفهام استفهام انكاري، أي نحن لا نتّبع شخصا وحيدا فريدا لا عشيرة له ولا فضل ولا مزيّة له علينا فلو تبعناه لوقعنا في هلاك عظيم ومعنى الآية الثانية: أ ألقي عليه الوحي من بيننا وفينا من هو أفضل منه وأولى، فهذا مما لا يكون بل هو كذّاب أشر متكبّر.

روى الشيخ المفيد و الطبرسي وغيرهما عن عليّ بن خالد انّه قال: كنت بالعسكر فبلغني انّ هناك رجلا محبوسا اتي به من ناحية الشام مكبولا، وقالوا: انّه تنبّأ ؛ قال: فأتيت وداريت البوابين حتى وصلت إليه، فإذا رجل له فهم وعقل، فقلت له: يا هذا ما قصتك؟ فقال: انّي كنت رجلا بالشام أعبد اللّه تعالى في الموضع الذي يقال انّه نصب فيه رأس الحسين (عليه السّلام)، فبينا أنا ذات ليلة في موضعي مقبل على المحراب اذكر اللّه عز وجل إذ رأيت شخصا بين يدي، فنظرت إليه، فقال لي: قم.

فقمت معه، فمشى بي قليلا فإذا أنا بمسجد الكوفة، فقال لي: تعرف هذا المسجد؟ فقلت:

نعم هذا مسجد الكوفة.

 قال: فصلّى وصلّيت معه ثم انصرف وانصرفت معه، فمشى بي قليلا وإذا نحن بمسجد الرسول (صلى الله عليه واله)فسلّم على رسول اللّه (صلى الله عليه واله)وصلّى وصلّيت معه، ثم خرج وخرجت، فمشى قليلا فإذا أنا بمكّة، فطاف بالبيت وطفت معه ثم خرج فمشى قليلا فإذا أنا بموضعي الذي كنت أعبد اللّه فيه بالشام وغاب الشخص عن عيني ؛ فبقيت متعجبا حولا مما رأيت، فلمّا كان في العام المقبل رأيت ذلك الشخص فاستبشرت به ودعاني فاجبته، ففعل كما فعل في العام الماضي، فلمّا أراد مفارقتي بالشام، قلت له: سألتك بالحق الذي أقدرك على ما رأيت منك الّا أخبرتني من أنت؟

 فقال: أنا محمد بن عليّ بن موسى بن جعفر، فحدّثت من كان يصير إليّ بخبره، فرقى ذلك إلى محمد بن عبد الملك الزيات وزير المعتصم ، فبعث إليّ، فأخذني وكبّلني في الحديد وحملني إلى العراق وحبست كما ترى وادّعي عليّ المحال .

فقلت له: فأرفع عنك قصة إلى محمد بن عبد الملك الزيّات؟ فقال: افعل، فكتبت عنه قصته شرحت أمره فيها ورفعتها إلى محمد بن عبد الملك الزيات، فوقّع في ظهرها: قل للذي أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة ومن الكوفة إلى المدينة ومن المدينة إلى مكة وردّك من مكة إلى الشام ان يخرجك من حبسك هذا.

قال عليّ بن خالد: فغمّني ذلك من أمره ورققت له وانصرفت محزونا عليه، فلمّا كان من الغد باكرت الحبس لأعلمه الحال وآمره بالصبر والعزاء، فوجدت الجند واصحاب الحرس‏ وصاحب السجن وخلقا عظيما من الناس يهرعون.

فسألت عن حالهم، فقيل لي: المحمول من الشام المتنبّي افتقد البارحة من الحبس فلا ندري خسفت به الأرض أو اختطفه الطير، وكان هذا الرجل أعني عليّ بن خالد زيديّا، فقال بالامامة لما رأى ذلك، وحسن اعتقاده‏ .

يقول المؤلف: قد رأى محمد بن عبد الملك الزيّات عقوبة اعماله السيئة في الدنيا كما قال المسعودي: وقد كان سخط المتوكّل على محمد بن عبد الملك الزيّات بعد خلافته باشهر، فقبض امواله وجميع ما كان له وقد كان ابن الزيات اتخذ للمصادرين والمغضوب عليهم تنورا من الحديد رؤوس مساميره إلى داخل قائمة مثل رؤوس المسال‏  في ايام وزارته للمعتصم والواثق، فكان يعذّب الناس فيه، فأمر المتوكل بادخاله في ذلك التنور، فقال محمد بن عبد الملك الزيات للموكّل به أن يأذن له في دواة وبطاقة يكتب فيها ما يريد، فاستأذن المتوكل في ذلك فأذن له فكتب:

هي السبيل فمن يوم إلى يوم‏              كأنّه ما تريك العين في النوم‏

لا تجزعنّ رويدا انّها دول‏                  دنيا تنقّل من قوم إلى قوم‏

قال: وتشاغل المتوكل في ذلك اليوم فلم تصل الرقعة إليه، فلمّا كان الغد قرأها فأمر باخراجه فوجده ميتا .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.