المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

المقال الصحفي
29-12-2022
الصفات الشخصية للقائد الإعلامي- القدرة على التغلب على هجوم الاخرين
4-9-2020
انكار كثير بن كثير سب أمير المؤمنين
7-4-2016
The history of LibSE
2024-05-13
Riemannian Geometry
27-5-2021
طه باقر
14-8-2020


وقعة مؤتة  
  
3429   03:24 مساءً   التاريخ: 11-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ الائمة والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص114-116.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2014 3706
التاريخ: 4-5-2017 3068
التاريخ: 1-6-2017 3726
التاريخ: 2-4-2022 1565

كانت في..[السنة الثامنة للهجرة] وقعة مؤتة، و هي قرية من قرى البلقاء في اراضي الشام، و ذلك انّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بعث حارث بن عمير الازدي الى ملك بصرى بكتاب- و هي قصبة من قصبات الشام- فلمّا نزل مؤتة عرض له شرحبيل بن عمرو الغساني و كان من المقربين لقيصر، فأوثقه و قتله فلمّا بلغ ذلك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أمر الجيش بالاستعداد للحرب و أن يخرجوا الى أرض الجرف و ذهب (صلّى اللّه عليه و آله) معهم الى هناك و كانوا ثلاثة آلاف مقاتل، ثم عقد الراية البيضاء و أعطاها لجعفر بن ابي طالب و جعله أمير الناس فان قتل جعفر فزيد بن حارثة، فان أصيب زيد فعبد اللّه بن رواحة فان أصيب ابن رواحة فليرتض المسلمون بينهم رجلا فليجعلوه عليهم فقال نفر من اليهود: يا أبا القاسم ان كنت نبيا، فسيصاب من سمّيت، انّ الأنبياء من بني اسرائيل لو عدّوا مائة كذلك قتلوا أجمع.

 

ثم أمرهم (صلّى اللّه عليه و آله) بالذهاب الى مقتل حارث و ان يدعوا الكفار الى الاسلام فان أبوا حاربوهم ... فانطلق الجيش حتى وصل مؤتة، فلمّا وصل الخبر الى شرحبيل بعث الى قيصر وطلب منه المدد، فبعث إليه بمائة الف مقاتل أو أكثر ليحارب جيش المسلمين.
واستعد المسلمون للقتال و اصطفوا كأنّهم بنيان مرصوص و لم يدخل في قلوبهم شي‏ء من الخوف لكثرة الأعداء، فخرج جعفر و نادى يا معشر الناس انزلوا من جيادكم و قاتلوا مشاة و ذلك ليعلم المسلمون انّه لا مفرّ من القتال، فيحاربوا بشدّة.

 

و نزل جعفر من جواده و عقره و أخذ الراية بيده و هجم على الاعداء، فلمّا اشتد القتال حوصر جعفر بين الاعداء فقطعوا يده اليمنى، فأخذ الراية باليسرى و قاتل حتى اصيب من الامام بخمسين جرحا لم يكن واحد منها وراء ظهره، ثم قطعت شماله فأخذ الراية بساعديه و احتضنها حتى قتل، فلمّا سقطت الراية رفعها زيد بن حارثة و قاتل قتالا شديدا حتى قتل، فأخذها عبد اللّه بن رواحة بعده و قاتل حتى قتل.

والروايات في مدح جعفر كثيرة، فقد روى عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) انّه قال: «خلق الناس من اشجار شتّى و خلقت أنا و جعفر من شجرة واحدة» و قال (صلّى اللّه عليه و آله) لجعفر: «أشبهت خلقي و خلقي» .

وروى ابن بابويه عن الباقر (عليه السّلام )انّه قال: أوحى اللّه عز و جل الى رسوله (صلّى اللّه عليه و آله) انّي شكرت لجعفر بن أبي طالب أربع خصال، فدعاه النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فأخبره، فقال: لو لا انّ اللّه تبارك و تعالى أخبرك ما أخبرتك، ما شربت خمرا قطّ، لانّي علمت إن شربتها زال عقلي، و ما كذبت قطّ، لان الكذب ينقص المروءة و ما زنيت قط لانّي خفت انّي اذا عملت عمل بي، و ما عبدت صنما قط لانّي علمت انّه لا يضر و لا ينفع، قال: فضرب النبي (صلّى اللّه عليه و آله) يده على عاتقه و قال: حقّ للّه تعالى أن يجعل لك جناحين تطير بهما مع الملائكة في الجنّة .

وفي حديث السجاد (عليه السّلام ) قال: ما من يوم أشدّ على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) من يوم أحد، قتل فيه عمّه حمزة بن عبد المطّلب أسد اللّه و أسد رسوله و بعده يوم مؤتة، قتل فيه ابن عمّه جعفر بن أبي طالب‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.