الانتاج المكثف للأسماك

أسلوب لنقل وتطبيق التكنولوجيا (التقنية) الحديثة في إنتاج السمك، والذى يتطلب معدات وأدوات واستيعاب وتطبيق الأساليب الحديثة مع وجود السمك الصالح للتربية والعليقة المتزنة. ولما كانت الكائنات الحية المكونة للغذاء الطبيعي تعتمد لحد كبير في نموها على درجة حرارة المياه، فإن الإنتاج غير المكثف للأحياء المائية (الذى يعتمد على الغذاء الطبيعي) لا يوجد عملياً إلا في حالة أسماك المياه الدافئة. إذ أن الأحواض الباردة (أقل من ١٨ م) تكون كمية الغذاء الطبيعي بها أقل كثيراً من الاستخدام الاقتصادي. لذا لا تستخدم إلا في البلاد النامية كأفضل الوسائل لتحسين الحالة الغذائية.

بينما في الدول الصناعية لا يستخدم غالباً إلا الإنتاج المكثف، وغالباً ما يعاد استخدام مياه المزارع اعتماداً على أن الأجسام المائية تنقى نفسها بتحلل الفضلات العضوية بواسطة الكائنات الحية، وحديثا تستخدم الوسائل الفنية في إعادة استخدام الماء وفي عمليات التنقية البيولوجية الطبيعية، وذلك لتقليل المساحات المستخدمة وإحكام مراقبتها وخفض كميات المياه المتطلبة لمزارع الأسماك. إذ أن في كثير من هذه الدول لا يوجد الماء الكافي للزراعة السمكية، مما أدى لاستحداث اصطلاح نسبة الماء Water quotient (WO) في مزارع السمك وهو كمية الماء المستهلك بالمتر المكعب لإنتاج كيلو نمو في السمك. وهذه النسبة للمبروك تتراوح ما بين 20- 100 م3 / كجم. وقد يعبر عن هذه النسبة بالاحتياجات من الطاقة لمعاملة المياه كيلووات ساعة اللازمة لإنتاج كيلو جرام نمو سمك (KWh/Kg).

ونظراً لأن النباتات تزيد حموضة الماء، لذا في الإنتاج المكثف للسمك يتم في أحواض إسمنتية أو مغطاة بالبلاستيك فلا توجد مشاكل من النباتات. وتزداد كثافة تخزين السمك الي ۱۰۰ كجم/م۳ في صوامع، آو 300 كجم/ م۳ في أقفاص، بشرط تبديل الماء بمعدل 5-10 مرات في الساعة.

ولذا انتفض تخزين السمك الي معدل ۱۰ كجم/م۳ فيكفي تغيير الماء ۲-۳ مرات في اليوم في الأحواض التقليدية. حيث إن جزءاً كبيراً من تلويث السمك الحوض يتم التخلص منه بالتنقية الذاتية Self purification. بينما في الأحواض الإسمنتية والبلاستيكية يتخلص من الإخراجات سريعاً عن طريقة الماء الخارج في الصرف من الحوض.

وعند استخدام الماء بكثافة، خاصة عند تهويته، فإنه قد يمكن إحداث تلوث شديد، مما يجعل المشروع مضطراً لاتخاذ نظام مناسب من المناخل وأحواض الترسيب للتنقية للمياه قبل صرفها.

ونظراً لارتفاع كفاءة تحويل الغذاء في الأسماك التي قد تصل لأقل من الوحدة خاصة في الأسماك آكلة اللحوم فهذا يساعد على حفظ المياه لحد كبير خالية من الفضلات. وهناك ارتباط بين الأوكسجين المستهلك والعلف المأكول، ففي التراوت يحتاج 250 جم أوكسجين لتحويل كيلوجرام من الغذاء.

في كثير من مناطق العالم قد لا يكون لتربية الأسماك حظ أن تصبح مصدراً وفيراً للبروتين الحيواني الرخيص لسبب بسيط هو أن إنتاج الجملة يتطلب تكثيف الإنتاج أو مضاعفة تكثيفه لكن تكلفة ذلك تتوقف على عوامل منها الاستثمار، وتكاليف التغذية، وأسعار الطاقة، وتحقيق وفورات كبيرة فالإنتاج المكثف يتطلب تغذية صناعية وزيادة الاستثمار في توفير مرافق البنية الأساسية ومرافق الوقاية من الأمراض والخبراء وغير ذلك مما يرفع كثيراً من تكاليف الإنتاج مما يجعل المنتج ليس في متناول الفئات المعوزة.