المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

اثبات وقوع التظلم وموقف الإدارة منه .
7-6-2016
Carmichael Condition
ما الفرق بين المتعة والزنا؟
2023-11-01
قصة البرامكة
31-7-2017
Sine
14-10-2019
قسمة الغنيمة
24-9-2018


ارتباط الانسان بأجداده الماضين  
  
1995   12:10 مساءً   التاريخ: 28-4-2017
المؤلف : السيد صالح السيد عبد الزراق الموسوي الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : 104ـ108
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية /

ـ يقول اهل العلم والباحثون بهذا الموضوع :

(ان الحيوان والإنسان قد يرث من ابويه او أجداده صفات كانت مختفية فيهم، ولكن توفر بعض الشروط المناسبة والبيئة الخاصة، ادى إلى ظهور تلك الصفات في الاجيال اللاحقة).

لذا فهم يربطون ربطاً دقيقاً ومعقداً بين الإنسان الموجود الآن وبين اجداده الماضين، بواسطة الجينات الناقلة للصفات الوراثية، وحتى وصل بهم الحال ان قالوا: (ان عناصر الذات تكون موجودة قبل هذه اللحظة، ومبعثرة في انسجة ابوينا واجدادنا واسلافنا البعيدين جداً).

ولنقرأ معاً ما يقوله الدكتور الكسيس كارل في كتابه الانسان ذلك المجهول ص 203 (يمتد الانسان في الزمن مثلما يمتد في الفراغ إلى وراء حدود جسمه... وحدوده الزمنية ليست اكثر دقة وثباتا من حدوده الانسانية، فهو مرتبط بالماضي والمستقبل على الرغم من ان ذاته لا تمتد خارج الحاضر وتأتي فرديتنا كما نعلم إلى الوجود حينما يدخل الحيمن في البويضة ولكن عناصر الذات تكون موجودة قبل هذه اللحظة ومبعثرة في انسجة ابوينا واجدادنا واسلافنا والبعيدين جداً. لأننا مصنوعون من مواد آبائنا وأمهاتنا الخلوية وتتوقف في الماضي على حالة عضوية لا تتحلل... ونحمل في داخل انفسنا قطعا ضئيلة لا عداد لها من اجسام أسلافنا ... وما صفاتنا ونقائصنا إلا امتداد لنقائصهم وصفاتهم..

إن أساس تكوين انسجة الانسان مسالة يكتنفها الغموض، اذا إننا لا نعرف كيف جمعت (جينات) ابويه واجداده ، واجداد اجداده في البويضة التي نشأ هو منها كما نجهل اذا كانت ذرات نووية معينة من احد الاسلاف البعيدين المنسيين غير موجودة فيه او اذا كانت تغيرات اختيارية في (الجينات) قد لا تنسب في ظهور بعض الصفات غير المتوقعة فقد يحدث احيانا ان يبدي احد الاطفال الذين عرفت ميول اسلافهم لعدة اجيال اتجاهات جديدة غير متوقعة).

اجل، ان الانسان يمتد في الزمن، وهو مرتبط بالماضي والمستقبل ايضاً وصفات الماضين تظهر في الحاضرين وسمات الحاليين ستظهر في الاجيال القادمة، وهذا ما اكده القرآن الكريم، والنبي العظيم (صلى الله عليه واله) والائمة المعصومون سلام الله عليهم اجمعين.

ونبّهوا عليه قبل قرون عديدة من الزمن ليدرك المسلمون والعالم اجمع اهمية هذا الموضوع، وكيفية الاختيار والاقتران بشريك الحياة، والعناية بالطفل وتربيته والاهتمام به وفي الوقت نفسه تتأكد عظمة الرسول (صلى الله عليه واله) والرسالة والائمة المعصومين (عليهم السلام).

ـ عظمة الرسول (صلى الله عليه واله) والرسالة والائمة (عليهم السلام) :

ان الرسول محمداً (صلى الله عليه واله) كان يتكلم بلسان الوحي ويرى بنور الإلهام، وان الائمة المعصومين الاثني عشر (عليهم السلام) قد اصطفاهم الله تبارك وتعالى واختارهم اوصياءً وأئمة لهذه الامة المرحومة، وألهمهم علم ما كان وما هو كائن وما سيكون إلى يوم القيامة، ولا غرو في ذلك البتة لأنهم تربوا في مدرسة الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) وتغذوا من علومها و انتهلوا من معينها الصافي فتعلموا من العلوم والمعرفة ما لا يخطر على قلب بشر فكان لهم السبق في كل ميادين العلم والمعرفة ، وساحات البيان والجهاد والثقافة. وألوان الفضيلة والتقى.

1ـ عن ابي جعفر (عليه السلام) انه قال :

(أتى رجل من الانصار رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال : هذه ابنة عمي وامرأتي ، ولا اعلم منها

الا خيراً، وقد اتتني بولد شديدا السواد، منتشر المنخرين جعد قطط ، افطس الانف، لا اعرف شبهه في اخوالي ولا في اجدادي. فقال لامرأته ما تقولين قالت لا والذي بعثك بالحق نبياً ما اقعدت مقعدة مني ـ منذ ملكني - احداً غيره. قال فنكس رسول الله رأسه ملياً، ثم رفع بصره إلى السماء ثم اقبل على الرجل فقال: يا هذا انه ليس من احد الا بينه وبين آدم (عليه السلام) تسعة وتسعون عرقاً كلها تضرب في النسب فاذا وقعت النطفة في الرحم اضطربت تلك العروق تسال الله الشبه لها. فهذا من تلك العروق التي لم يدركها اجدادك ولا اجداد اجدادك خذي اليك ابنك. فقالت المرأة: فرّجتَ عني يا رسول الله)(1).

2ـ وعن علي بن الحسين عن ابيه علي (عليه السلام) قال:

أقبل رجل من الانصار إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال يا رسول الله ، هذه بنت عمي وانا فلان بن فلان... حتى عد عشرة آباء، وهي ابنة فلان حتى عد عشرة آباء، ليس في حسبي ولا حسبها حبشي وانها وضعت هذا الحبشي فاطرق رسول الله طويلا ثم رفع رأسه فقال :

ان لك تسعة وتسعين عرقا ولها تسعة وتسعين عرقا، فاذا اشتملت اضطربت العروق ، ويسال الله عز وجل كل عرق منها ان يذهب الشبه اليه قم فانه ولدك ولم ياتك الا من عرق منك او عرق منها.

قال : فقام الرجل واخذ بيد امراته وازداد بها وبولدها عجباً (2).

3ـ قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

(اذا كرم اصل الرجل، كرم مغيبه ومحضره)(3).

4ـ وعن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) انه قال :

( ان الله تبارك وتعالى اذا اراد ان يخلق خلقا جمع كل صورة بينه وبين آدم ثم خلقه على صورة احداهن فلا يقولن احد لولده هذا لا يشبهني ولا يشبه شيئاً من آبائي)(4)

5ـ وقال (عليه السلام) ايضاً :

(عليكم في قضاء حوائجكم بكرام الأنفس والاصول، تنجح لكم عندهم من غير مطال ولا من)(5).

6ـ وقال (عليه السلام):

(عليكم في طلب الحوائج بشراف النفوس، ذوي الأصول الطيبة، فإنها عندهم اقضى، وهي لديكم أزكى)(6).

وهكذا تتجلى عظمة الإسلام والرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) واوصيائه الاطهار عليهم السلام ناصعة ساطعة، وتتضح عبقريتهم، واعجازهم العلمي وابرازهم للحقائق العلمية والتربوية من قبل ان يكتشفها الأخرون وقد طفوا تلك الحقائق في الحياة لتسعد الانسانية ويسلم نسلها من الاذى . وترتقي في سِلّم التقدم والكمال.

  •  

1ـ وسائل الشيعة : ج5 ، ص128 ، باب ان الولد يلحق بالزوجة .

2ـ مستدرك الوسائل : ج2 ، ص631 .

3ـ غرر الحكم ودرر الكلم :ص114 .

4ـ مكارم الأخلاق : ص114 .

5ـ غرر الحكم : ص481 حرف العين .

6ـ نفس المصدر .

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.