المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ترجمة ابن المتأهل العذري
2024-12-03
ترجمة أبي الحجاج الطرطوشي
2024-12-03
ترجمة ابن الجد الفهري
2024-12-03
ترجمة ابن غفرون الكلبي
2024-12-03
ترجمة ابن الجياب
2024-12-03
ترجمة ابن الصباغ العقيلي
2024-12-03

إستصحاب حكم العقل
18-5-2020
Carbonyl Compounds : Reversibility of the Reaction
22-9-2019
Inverse Secant
10-10-2019
تجربة مايكلسن ومورلي
25-4-2016
أوصاني بأن أنفقه في إصلاح أمور الشيعة
1-7-2017
حقوق الموظف المحال إلى التحقيق الاداري
5-6-2016


التشجيع مقابل الثناء  
  
2161   11:58 صباحاً   التاريخ: 12-4-2017
المؤلف : شيريل ايروين
الكتاب أو المصدر : دليل تربية الصبيان
الجزء والصفحة : ص 264-267
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /

نجد الثناء في كل مكان . يُقال للأهل ان ثمة (100 طريقة للثناء على اولادهم) ; يدفعون دولاراً للولد مقابل كل علامة ممتاز يحصلون عليها في المدرسة. يصفق الاهل لكل رسم يرسمه الولد وكانه افضل رسم رأوه يوماً. يمنح المعلمون الصور اللاصقة والاقلام للسلوك الحسن وتظهر رسوم الوجه المبتسم على الفروض المنزلية المقبولة.

يثني الراشدون على الاطفال لأسباب وجيهة: فهم يريدون ان يشجعوا السلوك الحسن ويعتقدون ان الثناء سيبني احترام الذات. لكن الثناء ولسوء الحظ اشبه بالوجبات السريعة: لا بأس بالقليل منه, لكن الافراط يمكن ان يضر بالصحة ويدمرها .

ـ مخاطر الثناء :

يثنى على الطفل عادة عندما ينجح في مهمة ما او يتصرف بحسب تطلعات الراشد . لكن ما الذي يحصل للطفل الذي يبذل قصارى جهده من دون ان يصل الى النجاح المطلوب ؟ وما الذي يحصل عندما يبدا الطفل بالشعور بانه يحتاج الى الثناء كي يحس بقيمته ؟

على اثر حادث اطلاق النار المأساوي في ثانوية كولمبين, سعى عديد من الباحثين لمعرفة الاسباب التي قد تدفع بالشبان الى حمل السلاح الى المدرسة واطلاق النار على رفاقهم واساتذتهم. هل يفتقرون الى احترام الذات ؟ او هل يبالغون في تقدير انفسهم (ما يسمى احيانا بالغطرسة) ؟ اظهرت دراسة اجرتها جمعية امريكية تعنى بعلم النفس في العام 1998 ان الاطفال الذين ينهال عليهم الثناء باستمرار يبدؤون بالاعتماد عليه كي يشعروا بقيمتهم الذاتية. يحتاج هؤلاء الاطفال لان يثيروا الاعجاب وعندما يقابلون شخصا لا يحبهم او لا يعجب بهم, فمن المرجح بحسب الباحثين أن يصبحوا عدائيين .

• وقائع :

تقوم برامج تقدير الذات في العديد من المدارس على الثناء حتى وان كان غير مستحق . لا بد للتقدير ان يكون دوما صادقا ومفيداً .

اصبحتم تعرفون الان ان الثناء قد يؤدي الى نتائج مغايرة لتلك المتوخاة , فالكثير من الثناء لا يبني الكفاءة او الاحساس بالقدرة او الشخصية.

ـ سحر التشجيع :

من السهل ان نثني على الاولاد الذين يحسنون التصرف او الذين يكسبون الجوائز او الذين يتفوقون في المدرسة, لكن ما الذي تقولينه لابنك عندما يشعر بالإحباط , او عندما يسيء التصرف او يمر بيوم صعب ؟ سيكون الثناء هنا غير صادق ; وما يحتاجه فعلا هو التشجيع.

يقول الدكتور رودولف دريكورز: (يحتاج الاطفال الى التشجيع كما تحتاج النبتة للماء) (في الواقع , هذا ما يحتاجه البشر كلهم بما في ذلك الاهل !) . يمكنك ان تشجعي ابنك عبر ملاحظة الامور الصغيرة التي يحسن القيام بها بدلا من ان تنتظري حتى ينهي المهمة كلها بنجاح. يمكنك على سبيل المثال ان تقولي: (عملت جاهدا كي ترتدي ملابسك وحدك هذا الصباح. احسنت !). يمكنك ان تشجعيه بهذه الطريقة حتى لو ارتدى سرواله بشكل خاطئ, واختار كنزه غير مناسبة وانتعل فردة حذاءه اليمين في قدمه اليسرى. ستشجعينه ان قلت: (حسن, حسن, نلت اربعة تقديرات جيد جدا. لا بد انك فخور بنفسك) . وليس مشجعا ان تضيفي: (اذا بذلت المزيد من الجهد في المرة القادمة فستنال تقدير ممتاز) .

• تنبيه :

يمكن للتشجيع ان يبدو صعبا على افراد الاسرة الذين اعتادوا ان يسلطوا الضوء على المشاكل وعلى الفشل. ابدئي تقليدا عائليا يقوم على النظر الى الناحية الايجابية. علمي اولادك ان يمدحوا بعضهم البعض وان يقولوا شكرا وان يلاحظوا ما هو صحيح بدلا من ان يلاحظوا الخطأ فقط . ان البحث عن الناحية الايجابية يشجع كافة افراد الاسرة .

يقول التشجيع : (ارى انك تحاول وان اقدّر ذلك) . يسمح التشجيع لابنك بان يشعر بانه يحس بالانتماء حتى عندما لا يكون على قدر توقعاتك. يبني التشجيع التواصل والترابط , الحيويين لصحة الصبي العاطفية, ويساعدانه على ان يتعلم من اخطائه ويستجمع شجاعته ليحاول مجددا. ويركز التشجيع ايضا على الشخص الذي سيصبح عليه ابنك بدلا من الاشياء التي يمكن (او لا يمكن) ان يفعلها. ان التشجيع المحب طريقة فاعلة لتعزيز شخصية ابنك وتقويتها .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.