أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2014
4165
التاريخ: 15-10-2014
1526
التاريخ: 24-04-2015
2312
التاريخ: 6-05-2015
1540
|
مؤلفه :
العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي ، ينتهي الى الحسن المثنى ابن الامام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو أحد كبار علماء الإمامية ومفكريها الأفذاذ .
ولد سنة (1321هـ) في مدينة " تبريز " إحدى المدن الايرانية ، في وسط اسرة مشهورة بالعلم ، بل أجداده الأربعة عشر كلهم من العلماء في تبريز .
بدأ التعلم في مسقط رأسه " تبريز " ثم رحل الى النجف الأشرف ، وعمره آنذاك " 22 سنة " وبقي فيها عشر سنوات منكبا على تحصيل مختلف العلوم الاسلامية ، حتى نال درجة الاجتهاد ، ثم رجع الى مسقط راسه " تبريز " وبعدها هاجر الى قم المقدسة ، واستقر فيها منشغلا بالتدريس .
له كثير من الآثار والمؤلفات ، منها : بداية الحكمة ، نهاية الحكمة في الفلسفة ، الشيعة في الاسلام ، القرآن في الاسلام ، المرأة في الاسلام ، علي والفلسفة الالهية ، هذه نماذج باللغة العربية ، وغيرها كثير باللغتين العربية والفارسية .
توفي سنة (1402هـ) ، ودفن داخل الحرم الشريف للسيدة فاطمة بنت الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) في مدينة قم المقدسة (1) .
يعتبر تفسير الميزان من أهم التفاسير الشيعية ، بل هو ـ في عقيدتنا ـ فتح في عالم التفسير ، نظراً لما امتاز به من ميزات كثيرة ، نوجز أهمها بالأمور التالية :
1ـ لقد استوعب فيه مؤلفه إيجابيات العصر بأصالة فكرية متينة ، متبعا في تفسيره طريقة " تفسير القرآن بالقرآن " ، وقد أشار اليها بقوله : " أن نفسر القرآن بالقرآن " ، ونستوضح معنى الآية من نظيرتها بالتدبر المندوب إليه في نفس القرآن ، ونشخص المصاديق و نتعرفها بالخواص التي تعطيها الآيات ، كما قال تعالى : { ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء } [النحل : 89] ، وحاشا أن يكون القرآن تبيانا لكل شيء ولا يكون تبياناً لنفسه ، وقال تعالى ، { هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان } [البقرة : 185] ، وقال تعالى : { وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً } [النساء : 174] ، وكيف يكون القرآن هدى ، وبينة ، وفرقانا ، ونورا مبينا للناس في جميع ما يحتاجون ، ولا يكفيهم في احتياجهم إليه ، وهو أشد الاحتياج ؟!
وقال تعالى : { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } [العنكبوت : 69] ، وأي جهادٍ أعظم من بذل الجهد في فهم كتابه ؟! وأي سبيل إليه من القرآن ؟!... . (2) .
2- في الوقت الذي سلك فيه المؤلف طريقة القدامى في التفسير تناول أموراً عصرية أثارتها النهضة الحديثة راداً على الشبهات التي آثارها أعداء الإسلام ، موضحا المفاهيم الاسلامية بطريقة علمية ، اجتماعية واعية من خلال الآيات القرآنية الكريمة .
3- جمع المؤلف بين نوعي التفسير التجزيئي والموضوعي ، حيث ضم الى جانب تفسير القرآن آية آية بحوثا يجمعها موضوع واحد من خلال الآيات المتناسبة في جميع القرآن .
4- ركز على جانب الوحدة الموضوعية السائدة في القرآن ؛ إذ ذهب الى أن لكل سورة هدفاً أو أهدافاً معينة لا تتم السورة إلا باكتمالها ، ومن هنا اختلف السور في عدد آياتها .
التزم الامانة والموضوعية والأخلاق العالية في نقله ، ونقده لآراء الآخرين ، بلا تعصب ، ولا استهانة بالغير ، وإنما يعزز أبحاثه بالأدلة العلمية ، ويعرض المناسب من تلك الآراء بل يرفض تارة ، ويضعف أخرى مرويات ينقلها ائمة المذهب ، كالمجلسي (رحمه الله) وغيره .
وهذه هي الطريقة العلمية والمنهجية الصحيحة لأي مفسر وباحث .
6- لقد اعتمد على مختلف الكتب والمصادر للاستعانة بها على توضيح وبيان معاني الآيات ، أو لتأييد فكرة ما ، أو للنقد والتحليل ، ومن تلك الكتب في التفسير : جامع البيان للطبري ، والكشاف للزمخشري ، ومجمع البيان للطبرسي ، ومفاتيح الغيب للرازي ، وروح المعاني للآلوسي ، وغيرها من التفاسير .
ومن كتب اللغة التي اعتمدها : مفردات الراغب الاصفهاني ، الذي أكثر النقل عنه ، وصحاح الجوهري ، ولسان العرب ، والقاموس المحيط .
واعتمد في نقل المأثور على تفسير الطبري ، والدر المنثور للسيوطي ، وتفسير العياشي ، والقمي ، والبرهان للسيد هاشم البحراني ، وغيرها .
هذه أهم الملاحظات التي امتاز بها تفسير الميزان .
وقد بدأ تفسيره بمقدمة حول أنواع التفسير ، ومذاهب المفسرين ومسالكهم بصورة موجزة .
وقد جاء ان بداية " الميزان " كانت محاضرات ألقاها السيد رحمه الله على طلبة العلوم الدينية في مدينة قم المقدسة ، فألح عليه طلبته بأن يجمع تلك المحاضرات لتكون تفسيراً يستفاد منه ، فاستجاب السيد رحمه الله لذلك ، فأصدر الأجزاء متتالية حتى أكمل الكتاب بعشرين مجلداً (3).
منهجه في التفسير :
يشير في بداية أي سورة يذكرها الى مكي الآيات ومدنيها ، ثم يبين الغرض الأساس الذي تعالجه السورة ، والأغراض التي تتعرض اليها آياتها .
ثم يوزع آيات السورة على شكل مقاطع قرآنية ، وقد يكون المقطع آية واحدة ، أو بضع آيات .
وبعدها يشرح معاني مفردات الآية بالشكل الذي يعين على كشف المقصود ، ويذكر الإعراب ، والصور البلاغية أحياناً ، لبيان نكتة أو فائدة ، ويتعرض لأقوال المفسرين .
ومن منهجه البارز تفسير القرآن بالقرآن ـ كما أشرنا سابقا ـ لفهم كلام الله تعالى .
تعرض لأصول العقائد ، وقصص القرآن ، مبتعداً عن الروايات المتناقضة والمنافية للعقل السليم .
كما امتاز الطباطبائي بمنهجه العقلي المعتمد على القواعد الشرعية واللغوية ، والبراهين العلمية ؛ يتضح ذلك من خلال مناقشة لأقوال المفسرين في الجانب الكلامي والفلسفي بنزعة علمية .
وقد حذر السيد الطباطبائي من الاسرائيليات التي ركن اليها بعض المفسرين من خلال المأثور من دون تحقيق وتدقيق (4) .
مثال من تفسيره :
في سورة القدر : بعد ذكر السورة وتحت عنوان " بيان " قال : " تذكر السورة إنزال القرآن في ليلة القدر ، وتعظم الليلة بتفضيلها على ألف شهر ، وتنزل الملائكة والروح فيها ، والسورة تحتمل المكية والمدنية ، ولا يخلو بعض ما روي في سبب نزولها عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ، وغيرهم من تأييد بكونها مدنية " .
قوله تعالى : {إنا أنزلناه في ليلة القدر } ضمير {أنزلناه} للقرآن ، وظاهرة جملة الكتاب العزيز لا بعض آياته ، ويؤيده التعبير بالإنزال الظاهر في اعتبار الدفعة دون التنزيل الظاهر في التدريج .
وفي معنى الآية قوله تعالى : { والكتاب المبين * إنا انزلناه في ليلة مباركة} [الدخان : 3] ، وظاهرة الإقسام بجملة الكتاب المبين ثم الإخبار عن إنزال ما أقسم به جملة .
فمدلول الآيات أن القرآن نزولاً جملياً على النبي (صلى الله عليه واله وسلم) غير نزوله التدريجي الذي تم في مدة ثلاث وعشرين سنة كما يشير اليه قوله : { وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا} [الإسراء : 106] ، وقوله : {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا} [الفرقان : 32] .
فلا يعبأ بما قيل : إن معنى قوله : {أنزلناه} ابتدأنا بإنزاله والمراد إنزال بعض القرآن .
وليس في كلامه تعالى ما يبين أن الليلة أية ليلة هي غير ما في قوله تعالى : { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن } [البقرة : 185] ؛ فإن الآية بانضمامها الى آية القدر تدل على أن الليلة من ليالي شهر رمضان .
وأما تعيينها أزيد من ذلك فمستفاد من الأخبار وسيجيء بعض ما يتعلق به في البحث الروائي التالي إن شاء الله .
وقد سماها الله تعالى ليلة القدر ، والظاهر أن المراد بالقدر التقدير ، فهي ليلة التقدير ، يقدر الله فيها حوادث السنة من الليلة الى مثلها من قابل ؛ من حياة وموت ، ورزق وسعادة وشقاء ، وغير ذلك كما يدل عليه قوله في سورة الدخان في صفة الليلة : {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ } [الدخان: 4 - 6] ، فليس فرق الأمر الحكيم إلا إحكام الحادثة الواقعة بخصوصياتها بالتقدير .
ويستفاد من ذلك أن الليلة متكررة بتكرر السنين ، ففي شهر رمضان من كل سنة قمرية ليلة تقدر فيها أمور السنة من الليلة الى مثلها من قابل ؛ إذ لا معنى لفرض ليلة واحدة بعينها ، أو ليال معدودة في طول الزمان تقدر فيها الحوادث الواقعة التي قبلها والتي بعدها ، وإن صح فرض واحدة من ليالي القدر المتكررة ينزل فيها القرآن جملة واحدة .
على أن قوله : " يفرق " ـ وهو فعل مضارع ـ ظاهر في الاستمرار ، وقوله : {خير من ألف شهر } ، و{تنزل الملائكة} الى آخره يؤيد ذلك .
فلا وجه لما قيل : إنها كانت ليلة واحدة بعينها نزل فيها القرآن من غير أن يتكرر ، وكذا ما قيل : إنها كانت تتكرر بتكرر السنين في زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ثم رفعها الله ، وكذا ما قيل : إنها واحدة بعينها في جميع السنة ، وكذا ما قيل : إنها في السنة غير أنها تتبدل بتكرر السنين ، فسنة في شهر رمضان ، وسنة في شبعان ، وسنة في غيرهما .
وقيل : القدر بمعنى المنزلة ، وإنما سميت ليلة القدر للاهتمام بمنزلتها أو منزلة المتعبدين فيها ، وقيل : القدر بمعنى الضيق ، وسميت ليلة القدر لضيق الأرض فيها بنزول الملائكة . والوجهان كما ترى .
فمحصل الآيات ـ كما ترى ـ أنها ليلة بعينها من شهر رمضان من كل سنة فيها أحكام الأمور بحسب التقدير ، ولا ينافي ذلك وقوع التغير فيها بحسب التحقيق في ظرف السنة ؛ فإن التغير في كيفية تحقق المقدر أمر ، والتغير في التقدير أمر آخر ، كما أن إمكان التغير في الحوادث الكونية بحسب المشية الالهية لا ينافي تعينها في اللوح المحفوظ ، قال تعالى {وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39] (5) .
وهكذا يسير في تفسيره لبقية الآيات الكريمة ، حتى إذا ما انتهى أردف بحثه وتفسيره بالروايات حول ذلك المقطع من الآيات ، أو حول السورة بأجمعها إن كانت من السور القصيرة ـ كما في سورة القدر تحت عنوان " بحث روائي " .
وقد يعقب تفسيره لبضع آيات أو لسورة ما ببحوث علمية ، أو فلسفية ، أو قرآنية ، او أخلاقية ، تحت عنوان :
" بحث علمي " ، " بحث قرآني " ، " بحث اجتماعي " ، " بحث فلسفي " ، " بحث أخلاقي " ، " بحث تاريخي " وهي بحوث علمية رائعة جداً . هذا باختصار تمام الكلام حول هذا السفر القيم .
____________________
1- الطباطبائي ومنهجه في تفسيره الميزان ، علي الأوسي ، ص : 44 ، وتفسير القرآن بالقرآن عند العلامة الطباطبائي ،خضير جعفر ، ص : 10
2- تفسير الميزان ، ج1 ، ص14 .
3- المصادر السابقة ، وإيازي ، ص : 8 ، 7 وما بعدها بتصرف .
4- ن . م السابقة .
5- الميزان ، ج2 ، ص : 378 ـ 380 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|